اتساع رقعة النيران في الشمال والقدس والضفة ..واحتراق 700 منزل بحيفا

أخبار

تتواصل الحرائق في أنحاء فلسطين المحتلة، ورغم انطفائها في حيفا بعد حرقها 700 منزل وإغلاق معظم المؤسسات فيها، إلا أنها انتشرت في شمال فلسطين كما وصلت إلى القرى الفلسطينية بالضفة الغربية، حيث يتعامل الدفاع المدني الفلسطيني مع 80 حريقاً فيها، في حين توفي طفل (عامان) قرب رام الله بحريق، بينما اشتعلت حرائق في القدس وقرب «تل أبيب» ما اضطر الدفاع المدني إلى إجلاء مئات السكان، في حين شاركت 11 طائرة أجنبية في عمليات الإطفاء، كما شاركت ثماني فرق للسلطة الفلسطينية بالعمليات رغم انشغالها بالحرائق المشتعلة في مناطقها، في وقت عرضت كل من مصر والأردن المشاركة. واتهم الكيان فلسطينيين بإشعال الحرائق واعتقل 12 منهم.

وتمكنت فرق الإطفاء، أمس الجمعة، من السيطرة على حريق انتشر في أنحاء مدينة حيفا في الداخل الفلسطيني المحتل، لكنهم مازالوا يتصدون لعشرات الحرائق الأخرى بأرجاء الكيان لليوم الرابع على التوالي، فيما حذر اطفائيو الكيان من أن شبكاتهم قاربت على الانهيار، بعد أربعة أيام من مكافحة الحرائق في شمال البلاد، وقال آفي أنكوري رئيس هيئة الإطفاء القومية، «إن رجال الإطفاء عكفوا على مكافحة الحريق، فهم على وشك الانهيار».

وقال المتحدث باسم شرطة الاحتلال ميكي روزنفيلد، إن الوضع «تحت السيطرة لكن الأمور قد تتغير». وأجبرت الحرائق 80 ألفاً من سكان حيفا على الفرار من منازلهم، ولم يعد معظمهم، في حين لاتزال وحدات الإطفاء والشرطة تنتشر في المدينة خشية تجدد اشتعال النار بسبب الجفاف النادر والطقس العاصف، لكن الشرطة سمحت للسكان بالعودة لاحقا، وقال مسؤولون بالمدينة إن الوضع تحت السيطرة لكن 700 منزل على الأقل تضررت بشدة أو دمرت. وقضى نحو ثلث سكان حيفا المدينة الساحلية التي يقطنها نحو 250 ألف شخص الليلة قبل الماضية في ملاجئ وبلدات وقرى قريبة بعد صدور أوامر لهم بالمغادرة في مواجهة ألسنة اللهب. ورغم عدم وقوع إصابات خطرة، تم نقل العشرات إلى المستشفيات بسبب استنشاق دخان.

في المقابل، اندلع حريق جديد في بلدة «كريات جات» جنوب «تل أبيب»، كما جرى إخلاء مستوطنة صغيرة في الغابات القريبة من القدس خلال الليل، في حين اشتعلت النيران بعشرات المنازل.

وأجلي مئات الأشخاص من بيوتهم ليل الخميس/‏الجمعة في مستوطنة «بيت مئير» قرب القدس، حيث التهمت النيران بعض المنازل وتم إجلاء جميع السكان، وأصيب أحدهم ورجلا إطفاء بصورة طفيفة إثر استنشاقهم الدخان، وقال المتحدث باسم الشرطة «تم إخلاء كل منطقة بيت مئير بالكامل، بضع مئات من الأشخاص قرابة 400».

ووصلت النيران إلى الضفة الغربية، حيث اندلع حريق كبير في أراضي بلدة عصيرة القبلية جنوبي نابلس، وامتد إلى قرية أماتين التابعة لمحافظة قلقيلية، فيما تحاول طواقم من الدفاع المدني والمتطوعين الفلسطينيين السيطرة عليه، كما وصلت النيران إلى أراضي مادما وعوريف شمالي الضفة الغربية، في مناطق يصعب وصول مركبات الإطفاء إليها.

وفي جنين، اندلع حريق في مستوطنة قرب قرية برطعة، كما في أحراش قرب منطقة قرية حداد، وفق بيان للدفاع المدني الفلسطيني.

واشتعلت النيران، في أحراش قرية عين قينيا غربي رام الله، وعملت طواقم الدفاع المدني على السيطرة على النيران. وأدت سرعة الرياح وشدتها إلى انتشار النيران في الحرش الواقع غرب القرية، فيما اشتعلت النيران في قرية جيبيا والجانية. وفي بيتين، توفي طفل فلسطيني (عامان) بعدما اندلعت النيران في منزله، لكن التحقيقات لم تصل إلى سبب الحريق.

وأثار مسؤولون منهم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى احتمالات بتورط «إرهابيين» في إشعال الحرائق عمداً، كما اتهم نتنياهو القيادة الفلسطينية بالتحريض على الهجمات.

وقالت شرطة الكيان، إن المؤشرات الأولى إزاء الحرائق تدل على سلسلة من هجمات الحرائق «مدفوعة سياسياً»، وأكدت أنها اعتقلت 12 شخصاً للاشتباه في إشعالهم النار عمداً بعد حرائق غابات واسعة النطاق في وسط وشمال الأراضي المحتلة تسببت في إجلاء زهاء 80 ألف شخص بمدينة حيفا ودمرت مئات المنازل. وزعمت متحدثة باسم جيش الاحتلال أن القوات اعتقلت فلسطينياً وهو يحاول إشعال نار قرب مستوطنة «كوخاف يعقوب» في الضفة. وأظهرت لقطات بثها التلفزيون «الإسرائيلي» «ثلاثة أشخاص يحاولون إشعال النار في منطقة مفتوحة قرب مستوطنة «أرييل» بالضفة الغربية. وقالت الشرطة إن رجلاً من قرية رهط البدوية اعتقل بتهمة التحريض بعدما نشر رسالة بصفحته على «فيس بوك» تدعو الآخرين لإشعال حرائق.

وقال ما يسمى وزير الأمن الداخلي جلعاد إردان إنهم «أقليات» في تلميح إما إلى فلسطينيي 48 أو فلسطينيي الضفة، وأكد لإذاعة الجيش «أقرب الاحتمالات هو أن الدافع قومي».

وقال وزير التعليم نفتالي بينيت زعيم حزب «البيت اليهودي» إنه لا يمكن أن يكون يهود هم من أشعلوا الحرائق. وألقى باللوم على «إرهابيين قوميين» وهي إشارة في «إسرائيل» إلى الفلسطينيين، وكتب يقول على تويتر«لا توجد موجة حرائق بالمصادفة».

وواصل عمال الإطفاء مكافحة النيران في تلال تكسوها الأشجار حول القدس وفي المناطق الشمالية بدعم رجال إطفاء فلسطينيين وفرق طوارئ من اليونان وقبرص وكرواتيا وإيطاليا وروسيا وتركيا والولايات المتحدة. وقال ايمانويل ناحشون من وزارة الخارجية «الإسرائيلية» إن 11 طائرة أجنبية تساهم في عمليات إخماد الحرائق.

وقال بنيامين نتنياهو إنه قبل أيضاً عروضا بالمساعدة من مصر والأردن، وأكد أن بعض الحرائق أضرمت عمداً فيما يبدو ووصف المسؤولين عنها بالإرهابيين. وساهم الطقس الجاف غير الموسمي والرياح الشرقية في تأجيج الحرائق التي بدأت يوم الثلاثاء وامتدت عبر نصف البلاد.

وشارك الدفاع المدني الفلسطيني في إخماد الحرائق المستمرة في الكيان بإرساله ثمانية طواقم رغم انشغاله بإخماد عشرات الحرائق في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني نائل العزة «نشارك من ليلة الخميس بثمانية طواقم من الدفاع المدني، تتضمن 41 رجل إطفاء مجهزين بثماني مركبات إطفاء»، فيما قدمت «إسرائيل» شكرها للسلطة.

المصدر: الخليج