عبّر قادة عدد من دول العالم عن تضامنهم مع الولايات المتحدة بعد أسوأ مجزرة في تاريخ هذا البلد سقط فيها 50 قتيلاً و53 جريحاً في ملهى ليلي في مدينة اورلاندو بولاية فلوريدا. ودانت الإمارات الحادث وأكدت على ضرورة تضامن المجتمع الدولي للقضاء على قوى الشر والإرهاب.. في وقت تبنى تنظيم داعش الاعتداء وسط تساؤلات حول الاستراتيجية الأميركية لمكافحة الإرهاب بعد التأكيد أن المسلح سمح له بشراء السلاح رغم الشبهات التي كانت حوله حيث تم استجوابه ثلاث مرات.
ودانت دولة الإمارات العربية المتحدة الحادث الإرهابي الذي وقع أول من أمس في مدينة أورلاندو في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة الأميركية وأودى بحياة أكثر من 50 شخصاً من الأبرياء.
وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان لها أمس تضامن الإمارات ووقوفها مع الولايات المتحدة وإدانتها للإرهاب بكل أشكاله وصوره. وشددت على أن مثل هذه الأعمال الإجرامية تستوجب التعاون والتضامن على جميع المستويات للقضاء على قوى الشر والإرهاب التي تستهدف نشر الدمار وبث الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار في العالم.
واعتبرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن مثل هذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف المدنيين الأبرياء تتنافى مع جميع المبادئ والقيم الأخلاقية والإنسانية.
تحقيقات
من جهتها دعت منظمة التعاون الإسلامي، إلى عدم استخدام المجزرة الدموية التي شهدتها ولاية فلوريدا ا منصة لإصدار الأحكام المسبقة، أو استغلالها في حملة التشويه الإعلامي المستمرة ضد المسلمين، مشددة على ضرورة الانتظار إلى حين استكمال التحقيقات الرسمية التي من شأنها أن تجلي حقيقة الاعتداء.
ادانةمن جهته قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان إنه يدين المجزرة المروعة (…) ويعبر عن الدعم الكامل لفرنسا لأميركا في هذه المحنة، فيما أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في «روايات المجزرة التي وقعت هذه الليلة في اورلاندو روعتني. أفكاري مع الضحايا وعائلاتهم»، بينما أكد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي تضامن الحكومة الإيطالية وحزنها بعد المجزرة.
في الاثناء وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بيان أصدره الكرملين الاعتداء بـ«الجريمة الوحشية» . بينما عبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن «الإرهاب والكراهية لن يغيراننا». وأضاف إن «أعضاء الحلف يبقون متحدين في وجه الإرهاب»
من جهتها ، عبرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان عن أسفها «هذه المأساة ليس فقط للشعب الأميركي بل للعالم أجمع ، فيما كتب أشرف غني رئيس أفغانستان ،البلد الذي تنتمي إليه عائلة منفذ الاعتداء المفترض عمر متين، «أنه يدين هذا الهجوم مؤكداً أن لا شيء يمكنه أن يبرر قتل مدنيين».
انتقادات
إلى ذلك، تعرض مكتب التحقيقات الفيدرالي ( الأف بي أي) لانتقادات كثيرة بعد مجزرة اورلاندو على اعتبار أن الهجوم نفذه أميركي شملته 3 تحقيقات لشبهات تتعلق بالتطرف وتم السماح له بشراء أسلحة. ومع تراجع حالة الطوارئ التي سادت في الساعات الأولى، تتوجه كل الأنظار إلى التحقيق الذي يفترض أن يحدد ما إذا كان عمر متين تحرك بمفرده ومسيرته وصولًا إلى الهجوم.بيتم اشار( الأف بي أي) ان التحقيق سيكون عميقا على غرار 11 سبتمبر.
استجواب
وقال مسؤول في مكتب التحقيقات الفيدرالي في اورلاندو رونالد هوبر إن عمر متين استجوب ثلاث مرات من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي في إطار تحقيقين، كان الأول في 2013 مرتبطاً بتصريحات متطرفة أدلى بها في مكان عمله.
وأكدت إحدى أكبر المجموعات الأمنية في العالم البريطانية «جي4اس» أنه يعمل لديها منذ 2007 لكن بعد تحقيق لدى زملائه ومراقبته وعمليات تدقيق، لم يتمكن «الاف بي آي» من إثبات أن عمر متين أدلى بهذه التصريحات، لذلك ألغى القضية. وبعد عام، خضع لاستجواب جديد هذه المرة على علاقة مع منير محمد أبو صالحة أميركي من فلوريدا التحق بتنظيم داعش قبل أن يقتل في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة في مايو 2014.
وقال هوبر إن «الاف بي آي رأى حينذاك أن الاتصال بين الرجلين كان محدوداً وأضاف «لم يكن هناك شئ يسمح بالابقاء على التحقيق مفتوحاً».
وبما أنه بقي حراً وبدون سوابق قضائية، كان لدى عمر متين إجازتي حيازة سلاح وتمكن من شراء سلاح يدوي وبندقية قبل أيام من الهجوم.
اعتقال
أعلنت الشرطة الأميركية أنها اعتقلت ليل الأحد في سانتا مونيكا قرب لوس انجليس رجلاً بحوزته أسلحة ومتفجرات كان يعتزم استخدامها لشن هجوم على مسيرة للمثليين.
وقالت رئيسة شرطة سانتا مونيكا فجاكلين سيبروكس إن الموقوف جيمس هويل المتحدر من انديانا في شمال الولايات المتحدة، قال لعنصر في الشرطة لدى اعتقاله إنه أراد التسبب بأذى خلال المسيرة السنوية للمثليين.
المجزرة تتقاطع مع سجالات المعركة الانتخابية
تزامن الهجوم على الملهى الليلي في اورلاندو مع اعتقال شاب اميركي بحوزته متفجرات وأسلحة في لوس انجليس قبل ساعات من التظاهرة السنوية للمثليين، مع سجال في الانتخابات الأميركية بين مرشحة الديمقراطيين هيلاري كلينتون والمرشح المرتقب للجمهوريين دونالد ترامب حول كيفية مواجهة التطرف حيث صعّد الملياردير النيويوركي من حملته العنصرية ضد المسلمين، مجدّداً دعوته لمنعهم من دخول الولايات المتحدة، فيما انتقدت كلينتون القوانين الأميركية التي تسمح بشراء السلاح، في وقت تم ارجاء أول مهرجان انتخابي لكلينتون بمشاركة الرئيس الأميركي باراك اوباما اثر اعتداء اورلاندو.
الأرجح أن توقيت العملية الإرهابية جاء في لحظة سجال انتخابي حاد اظهر بوضوح احتمالات التقاطع بين أجندات تنظيم داعش الإرهابية مع أجندات سياسية أميركية داخلية لا تمت للإسلام والمسلمين بأية صلة. صحيح أن تنظيم داعش لن يوفر أي فرصة لتنفيذ هجمات إرهابية على الأراضي الأميركية إلا أن السؤال عن الهدف من وراء استهداف المثليين من الأقلية اللاتينية في فلوريدا ومدى انسجام ذلك مع أولويات التنظيم وأجندته.
قوانين أميركية
وعزت المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون أسباب الجريمة إلى القوانين الأميركية التي تسمح بحيازة وشراء الأسلحة وهو ما أشار اليه أيضاً الرئيس باراك اوباما.
وتواجه الغالبية الجمهورية في الكونغرس محاولات اوباما والحزب الديمقراطي تعديل تلك القوانين وفرض قيود على شراء الأسلحة وحظر بيعها للمشتبه بارتباطهم بمجموعات إرهابية والمدرجين على لوائح المراقبة لدى الأجهزة الأمنية.
والمستغرب أن مرتكب جريمة اورلاندو كان واحدا من هؤلاء المشتبه بهم. لكن قوانين حيازة الأسلحة المعمول بها في الولايات المتحدة سمحت لعمر متين بشراء قطعتي سلاح نفذ بهما المجزرة الجماعية في الملهى الليلي.
تصعيد
وحده ترامب من ربط هجوم أورلاندو بما اسماه «الإسلام الراديكالي» مصعداً حملته العنصرية ضد المسلمين ومجدداً دعوته لمنعهم من دخول الولايات المتحدة متجاهلا حقيقة أن مرتكب المجزرة من مواليد الولايات المتحدة وعاش وتعلم وعمل فيها.
ربما أصاب احد المعلقين على تغريدة ترامب على «تويتر»عندما سأل المرشح الجمهوري عما إذا كان المنع سيطال ايضا الشاب الأميركي المسيحي الأبيض الذي جاء من ولاية انديانا لمهاجمة تظاهرة المثليين في لوس انجليس.
إرجاء مهرجان
إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض وفريق حملة هيلاري كلينتون إرجاء المهرجان الانتخابي الذي كان مقرراً تنظيمه غداً الأربعاء والذي كان سيشارك فيه للمرة الاولى الرئيس باراك أوباما دعماً للمرشحة الديمقراطية إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية.. بسبب المخاوف الأمنية.
المصدر: البيان