الاحتلال يصيب ويعتقل عشرات المعتكفين في المسجد الأقصى

أخبار

اندلعت مواجهات عنيفة بين قوات الاحتلال ومصلين فلسطينيين صباح أمس الأحد، عقب دخول جماعات يهودية إلى باحات المسجد الأقصى ومحاولة الجنود اقتحام «المصلى القبلي».

وتحدثت مصادر فلسطينية عن إصابة عدد من المصلين خلال المواجهات، فيما منعت قوات الاحتلال الشبان الفلسطينيين ممن تقل أعمارهم عن الثلاثين عاماً من دخول المسجد الأقصى.

وحسب المصادر، اعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة مصلين من جنوب إفريقيا، ومصلياً فلسطينياً رابعاً، في حين أصابت خمسة آخرين نقلوا على أثرها إلى المستشفى للعلاج.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني أنه أخلى سبعة جرحى إلى «مستشفى المقاصد» بعد إصابات بالرصاص المطاطي، وتعرضهم للضرب أو الاختناق بالغاز المسيل للدموع.

وبدأت المواجهات عندما فتحت قوات الاحتلال التي تراقب كافة مداخل المسجد الأقصى النار على الفلسطينيين الذين تصدوا لقطعان المستوطنين عند باب المغاربة، المعبر الوحيد لدخول الزائرين من غير المسلمين. وعادة ما يفتح هذا الباب صباحاً أمام سياح ومجموعات من اليهود يحاول بعضهم الصلاة في باحة المسجد، ما يؤدي بانتظام إلى مناوشات.

وأعلن بيان للوقف الإسلامي أن «شرطة الاحتلال فتحت باب المغاربة لإدخال المتطرفين، وهذا أمر غير اعتيادي في العشر الأواخر من شهر رمضان. والمعتاد هو أن يتم إغلاق باب المغاربة بشكل كامل» خلال الفترة. وأضاف «احتجت دائرة الأوقاف والمعتكفين على ذلك واعتبرت هذا العمل تغييرا للواقع المتبع في رمضان، وما لبث أن اشتعل الوضع بسبب دخول أعداد من جيش الاحتلال الذين أطلقو وابلاً من القنابل الصوتية والرصاص المطاطي وضرب المعتكفين بوحشية».

ونددت الحكومة الفلسطينية و«الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات»، باقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى المبارك، ومهاجمة المصلين المعتكفين بالقنابل الصوتية والأعيرة المطاطية، وسماحها للمستوطنين باقتحامه في هذه الأيام الفضيلة من العشر الأواخر لشهر رمضان المبارك. وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية الشيخ يوسف ادعيس إن الاحتلال يحاول فرض أمر واقع جديد في الأقصى، من خلال السماح للمستوطنين باقتحامه في العشر الأواخر من شهر رمضان، وهذه الأيام هي أيام الاعتكاف بالمسجد، ومن المعروف أن قوات الاحتلال توقف «برنامج الاقتحامات والسياحة الخارجية» خلال هذه الفترة.

وأضاف أن الاحتلال وعبر سلسلة الاقتحامات اليومية للأقصى، وفرضه للحصار عليه، وتفتيش كل من يدخله وتحديد سن معين للمصلين، وتدخله بشؤونه، وممارسة سياسة التضليل، وتزويره للتراث العربي الإسلامي، إضافة إلى حفرياته المستمرة أسفل وفي محيط الأقصى يحاول جاهدًا الانقضاض والسيطرة التامة عليه. وأكد ادعيس أن المسجد الأقصى مكان إسلامي خالص، ومن حقنا الصلاة فيه متى نشاء، والاعتكاف والدخول والخروج متى نشاء، ولا دخل للاحتلال من قريب أو بعيد به، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني سيبقى صامدًا في أرضه وقدسه وأقصاه رغم الاحتلال ومستوطنيه.

واعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، والاعتداء على المصلين واعتقال العديد منهم، خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، إمعانا في انتهاك حرمة المسجد وحرمة الشهر الفضيل. وأكدت الهيئة في بيان، أن الاحتلال مستمر في تطرفه وإصراره على استفزاز مشاعر المسلمين والمصلين داخل المسجد، من خلال السماح باقتحام المستوطنين لساحاته، على الرغم من بداية العشر الأواخر من رمضان، والتي تشهد إقبالاً كبيراً من المصلين والمعتكفين داخل المسجد.

وقالت حركة «حماس» أمس الأحد، إن «إسرائيل» تشن «حرباً دينية» على الفلسطينيين ومقدساتهم، محذرة من تداعيات ذلك.

المصدر: الخليج