البطل السوري ناصر الشامي: رصاص النظام حرمني الأولمبياد

أخبار

لم تحل الإصابة البالغة التي أقعدت البطل الأولمبي السوري، الملاكم ناصر الشامي في ساقه اليسرى عن تمسكه بنافذة أمل حالمة تعيده إلى حلبات المنافسة الدولية، وهو يشاهد انطلاق دورة الألعاب الاولمبية في لندن بحزن، آملا أن تكون مشاركته الاحتفالية اﻷولى بعد رحيل النظام السوري، على حد قوله.

الشامي الذي تحدث إلى CNN بالعربية في اﻷردن سفره لاستكمال رحلة علاجه بألمانيا، يعاني من إصابات تجعل ساقه بحاجة إلى جملة عمليات جراحية لتوصيل عصب قطع بست رصاصات أطلقها أفراد من الجيش السوري أثناء خروجه ﻹيصال شقيقة زوجته إلى مركز طبي، بالتزامن مع عملية اقتحام لمدينة حماه العام الماضي.

وبلا تردد يحمل الشامي خلال لقاء مع CNN بالعربية ، النظام السوري مسؤولية إصابته ، إلا أنه اعتبر بالمقابل، أن تلك الإصابة “لا تزيد شأنا عن إصابات كل أبناء الثورة السورية، الذين يتعرضون لأقسى أنواع القمع يوميا،” قائلا إنه يأمل بالعودة إلى استعادة عافيته “للانضمام إلى الاحتجاج الميداني، وللعودة إلى حلبات الملاكمة الدولية.”

وحصد الشامي، 29 عاما، خلال مسيرته الرياضية عددا من الميداليات من أبرزها، الحصول على الميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأسيوية التي أقيمت في قطر عام 2006، كما حصل على الميدالية الذهبية أيضا، في دورة الألعاب العربية التي استضافتها مصر عام 2007، وبرونزية دورة الألعاب الاولمبية 2004 في أثينا التي كان أصغر المشاركين حينها بعمر 22 عاما.

وأجرت CNN بالعربية المقابلة معه حيث يعيش مع زوجته وابنتيه، إضافة إلى والدته وشقيقته القادمة من ليبيا، في شقة ملحقة بأحد مساجد العاصمة الأردنية في منطقة ضاحية الرشيد.

في الإثناء، يأمل الشامي بأن يستعيد عافيته، خاصة أن إصابته بعصب رجله اليسرى بالأعصاب، تاركا آماله معلقة إلى ما بعد استكمال العلاج في ألمانيا.

وخضع الشامي – بحسبه – إلى عدة عمليات جراحية عقب إطلاق النار عليه من دبابة تابعة الجيش السوري في اليوم الثالث من رمضان العام الماضي، من بينها عمليات في مستشفى الحور بحماه، ليضطر بعد أشهر إلى مغادرة سوريا إلى لبنان وثم إلى الأردن، بسبب ملاحقة الأجهزة اﻷمنية له رغم عدم انخراطه مباشرة في مظاهرات الثورة.

وحمّل الشامي الرئيس السوري، بشار الأسد، مباشرة مسؤولية إصابته، مشيرا إلى أنه طالما رفع اسم سوريا عاليا دون أن يحظى بأي اهتمام على المستوى الرئاسي.

ويقول الشامي “مثلي كمثل أصغر سوري في بلدي .. وكل من تعرض للقمع والقتل هو ضحية، ونحن جميعا كنا متظاهرين سلميين ولا نحمل سوى كلمة الله أكبر ودليل ذلك أن الدعوات للثورة في بداياتها حملت شعار إصلاح النظام ثم تحول إلى شعار إسقاط النظام.”

ويرى الشامي أن الإعلام السوري قام بـ”عمليات فبركة” لحقيقة الثوار السوريين، مشيرا إلى أن الثورة ما تزال سلمية ولو أنها غير ذلك لرحل النظام منذ زمن.

وأضاف:”انزعاجي الآن ليس من إصابتي بقدر ما هو بقاء النظام للآن … وعند رحيل النظام سأرتاح وسيرتاح الشعب السوري.”

وشارك الشامي بعدد من المعسكرات التدريبية في الصين وكازاخستان قبل أصابته بأشهر قليلة، لافتا إلى أن النظام السوري أجهض بعضا من آماله عندما طلب منه عدد من العاملين في نادي الجيش في الخامس عشر من يونيو/حزيران 2011، وأثناء التحضير لاولمبياد لندن، المشاركة في مظاهرات ضد الثوار.

وقال:”رفضت ذلك بشدة وغادرت عندها دمشق لأنني كنت أقيم فيها للعمل وعدت إلى حماه مع بقية عائلتي.”

و حول أمله بالعودة للمشاركة في الألعاب الأولمبية المقبلة، قال: “ما يزال عندي أمل في المشاركة إن لم يكن في الدورة المقبلة ففي أي من البطولات الدولية على أن أرفع علم الاستقلال في أي محفل دولي مقبل خاصة إذا كان النظام قد سقط ستكون مشاركة احتفالية.”

ويقول الشامي:”الرياضة اسمها أكبر من سوريا ومن النظام الحالي..ما زال أمامي ثلاثة سنوات لأعود إلى المشاركة الرياضية وآمل مشاركة رياضيين آخرين في الاولمبياد حتى نوصل رسالة إلى العالم بأن الرياضة أسمى من أن تتلازم مع اسم النظام السوري.”

ولفت الملاكم السوري إلى أنه لا يخشى من انتقاد النظام علنا، رغم الاعتداء على منزله في حماه، عقب تصريحات لوسائل الإعلام، وأن  أمله هو بالعودة إلى سوريا لدعم الثورة.

وتنمى الشامي أن يتمكن في وقت لاحق من المغادرة إلى واحدة من دول الخليج، في ظل ظروف معيشية قاسية والاضطرار للاعتماد على تبرعات الجهات الخيرية، وأعرب عن أمله في أن يتلقى عروضا للانتقال إلى هناك، بعد أن يستكمل علاجه في ألمانيا الذي ستتولاه الحكومة الألمانية حسب الجهة الوسيطة التي ساعدته بذلك.

ويتمسك الشامي بموقفه إزاء الأوضاع في سوريا ، قائلا “الثوار حتى الآن هم المنتصرون رغم كل الخسائر.. إنه موسم اختيار الشهداء ونحن منتصرون ﻷننا بأقل الأدوات نقاوم النظام… نحن لا نحارب النظام لوحده بل الصين وإيران وروسيا أيضا داعمي النظام.”

في سياق آخر، وجه الشامي اتهامات لبعض القائمين على متابعة اللاجئين السوريين، ممن يلجأون إلى استخدام “اسمه في عالم الرياضة”، لجلب تبرعات مالية لا يعرف أوجه صرفها، رغم تقديم المساعدات له للعلاج عبر منظمة “بلا حدود” في عمان، ومن خلال نقابة المهندسين الأردنيين وجمعيات خيرية.

واعتبر الشامي أن الكثير من غير المخلصين لوطنهم سوريا، قد جعلوا من الثورة السورية فرصة “للغنى وتسجيل المكتسبات” الشخصية لهم. وقال:”هناك الكثير من المتبرعين الحقيقيين للاجئين السوريين في كل مكان… لكن هناك من يمنع وصول تلك التبرعات، وهؤلاء هم تجار النظام” على حد تعبيره.

المصدر: CNN Arabic