السفارة المصرية: زايد نسج علاقات الاحترام والتقدير بين الإمارات ومصر

أخبار

بسام عبدالسميع (أبوظبي)

قال السفير تامر منصور سفير جمهورية مصر العربية لدى الدولة، إن التاريخ يسجل للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله أنه الرجل الذي غرس التوجه نحو مصر بكل الحب والتقدير وتعهد العلاقات الإماراتية – المصرية بالرعاية والعناية ونسج علاقات بالغة التميز والخصوصية معها.

وأضاف أن الشيخ زايد حكيم العرب له من المواقف الكبرى التي لن تنساها مصر مهما مرت السنون والازمان، فكم من المشروعات التى أقامها على أرض مصر، ومن أهمها مدينة الشيخ زايد وهي إحدى المدن الجديدة التي انشئت عام 1995 بتوجيهات من الشيخ زايد شخصياً، وبمنحة لا ترد من صندوق أبوظبي للتنمية، كذلك حي الشيخ زايد بمدينتي السويس والاسماعيلية، وهما من الأحياء التي قدمها زايد للمصريين كمساهمة جادة في ازالة آثار العدوان الاسرائيلي على مدن القناة في حرب يونيوعام 1967.

وقال: كما ان هناك قناة الشيخ زايد بطول 50 كيلومتراً تشق صحراء جنوب الوادي في توشكى، لزراعة 450 الف فدان، وقدمها رحمه الله هدية لمصر، وترعة الشيخ زايد التي أعادت الحياة الى صحراء وادي النطرون، وترعة الشيخ زايد شرق قناة السويس في قلب سيناء، تروي 40 ألف فدان من صحارى مصر، كل ذلك عن ايمان عميق منه بمصر ودورها الحيوي والتاريخي تجاه امتها العربية، فهو صاحب المقولة الشهيرة ان مصر بالنسبة للعرب هي القلب واذا مات القلب فلا حياة للعرب.

وأضاف السفير تامر منصور بانه على مدار عام مضى زار الامارات على الصعيد الرسمي العديد من الوزراء المصريين منهم وزراء الخارجية والاستثمار، والشباب والبيئة والاعلام والثقافة والسياحة والصناعة والتجارة والمالية والزراعة والتربية والتعليم والبحث العلمي، ومحافظ البنك المركزي، وأيضا زيارة الفريق صدقي صبحي رئيس اركان القوات المسلحة المصرية، إضافة الى العديد من المسؤولين الآخرين لحضور الفعاليات والمناسبات على ارض دولة الامارات، كما اتذكر انعقاد الدورة الثانية للجنة القنصلية المصرية – الاماراتية على أرض أبوظبي.

وتابع: أما على الصعيد الثقافي والفني والتجاري، فقد شاركت مصر في الكثير من المعارض التجارية الكبرى على أرض الامارات، كما كانت مصر ضيف الشرف في معرض الشارقة الدولي للكتاب حيث حضر اكثر من خمسين فنانا ومثقفا وكاتبا مصريا هذا المعرض.

كما استضافت الامارات فرقة توشكي للفنون الشعبية والفرقة القومية للفنون الشعبية، وبالأمس القريب كانت مشاركة مصر في معرض أبوطبي الدولي للكتاب وهي المشاركة الثانية بعد الامارات، حيث لم تمنع دار نشر مصرية واحدة من المشاركة في هذا المعرض، وذلك بحضور جمع غفير من المثقفين والكتاب المصريين أيضاً.

وأشار السفير منصور إلى أن اختيار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر شخصية العام الثقافية في إطار العرس الثقافي بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، وكذلك اختيار الإعلامي الكبير حمدي قنديل كشخصية العام الاعلامية في إطار العرس الإعلامي بالمنتدى الإعلامي العربي في دبي الذي شارك في الحديث في فعالياته نخبة من الإعلاميين والصحفيين المصريين، يؤكد كل ذلك مدى حرص دولة الامارات الشقيقة على مصر وقيمتها وتتطلعها لدورها التاريخي الحضاري والثقافي والعلمي والإعلامي.

وأكد السفير المصري بالامارات أن مبادرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات حفظه الله بالإفراج عن 103 سجناء مصريين ممن صدرت بحقهم أحكام في قضايا مختلفة وتكفل بتسديد الالتزامات المالية، التي ترتبت عليهم تنفيذا لتلك الأحكام، كانت من أسعد الأخبار التي أثلجت صدور الجميع، وأدخلت في قلوب ذوي هؤلاء المفرج عنهم السعادة الغامرة التي انتظروها كثيرا، وهو ما كنا نتوقعه من أبناء الشيخ زايد رحمه الله، فهم الأوفياء لوصاياه، وهم الأمناء على رصيد العلاقات الإماراتية– المصرية.

الجالية المصرية

وعن الجالية المصرية في الامارات، أكد السفير تامر منصور أن الجالية المصرية في دولة الإمارات هي أهم عناصر التلاقي والاندماج بين شعبين يحمل كل منهما كل مشاعر الحب والتقدير تجاه الآخر، ويعود تواجد العمالة المصرية بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى ما يزيد عن نصف قرن من الزمان، وقد احتلت هذه العمالة سواء قبل قيام الدولة أو بعد قيامها وحتى اليوم المرتبة الأولى من حيث حجمها بين العمالة العربية الوافدة.

وتمتاز العمالة المصرية في دولة الإمارات بتنوعها الكبير ما بين عمالة بالغة التخصص تشغل مناصب رفيعة في مجالات القضاء، الصحة، التعليم العالي، البنوك، البترول، والهندسة وصولاً إلى العمالة المدربة المتخصصة والعمالة العادية في العديد من القطاعات كقطاع التشييد والبناء، وقطاع الحراسات، قطاع التعليم (المدرسين) وقطاع السياحة بالإضافة إلى مختلف المهن الإدارية وأئمة المساجد.

وقال المستشار الاعلامي بالسفارة المصرية بابوظبي شعيب عبد الفتاح “قبل كل شيء يجب أن نذكر بكل الفخر والاعتزاز الموقف العروبي الشجاع للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في حرب أكتوبر المجيدة، عندما خرج على العالم وقال إن البترول العربي ليس بأغلى ولا أثمن من الدم العربي وسخر كل إمكانياته وثرواته تحت تصرف المقاتل العربي في تلك الحرب ليضرب مثلاً رائداً في التضامن العربي مازال حيا الى يومنا هذا.

وأضاف المستشار الاعلامي، أن من مواقف الشيخ زايد أيضا في حرب اكتوبر أنه قام بقطع زيارته للعاصمة البريطانية لندن عام 1973 عند اندلاع حرب أكتوبر بين العرب وإسرائيل، وعاد ليشارك أشقاءه العرب معركتهم المصيرية في تلك الحرب، وليقف مع دول المواجهة بكل إمكانياته المادية وثقله السياسي، ثم اتصل بسفير دولة الإمارات في لندن وطلب منه حجز جميع غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة، وشراء هذا النوع من الغرف من كل أنحاء أوروبا وإرسالها فوراً إلى دمشق والقاهرة.

وتابع “إنه في اجراء ينم عن وعيه العميق وادراكه التام بدور وخطورة الاعلام طلب المغفور له أن تقدم كافة التسهيلات لرجال الأعلام الذين يريدون زيارة جبهات القتال العربية في سوريا ومصر، وان تكون جميع نفقاتهم على حسابه الشخصي، وسافر بالفعل 40 صحفياً يمثلون أكبر دور الصحافة في بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وإسبانيا، متجهين إلى دمشق والقاهرة لتغطية أخبار المعارك المصيرية في تلك الحرب، وليقف مع دول المواجهة بكل إمكانياته المادية وثقله السياسي.

وأكد شعيب عبد الفتاح ان التاريخ لن ينسى أن الإمارات بقيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت أول دولة عربية تعيد علاقاتها مع جمهورية مصر العربية بعد المقاطعة العربية عقب اتفاقية كامب ديفيد.

وعلى الصعيد الاعلامي أشار شعيب عبد الفتاح الى أن البلدين الشقيقين يرتبطان ببروتوكول تعاون إعلامي وقع عام 1988 بغرض تعميق وتطوير ودفع التعاون الإعلامي بينهما، يشتمل على تبادل الرسائل الإذاعية والتلفزيونية، والتسويق الإعلامي التجاري، والإنتاج البرامجي المشترك في مجالي الإذاعة والتلفزيون، وتشجيع الزيارات المتبادلة للإعلاميين في البلدين والتنسيق في المؤتمرات والاتحادات، وتبادل الخبرات التدريبية وإقامة الأسابيع والمعارض الإعلامية، بجانب تشجيع التعاون وتطويره بين المؤسسات الصحفية في البلدين.

الأزهر الشريف يحظى بتقدير الإماراتيين كمرجع ديني معتدل

يقول المستشار الثقافي بالسفارة المصرية الدكتور عادل نويشى “إن العلاقات الثقافية بين البلدين تحظى باهتمام كبير في السياق الشامل لدعم العلاقات بينهما، ولا شك أن القبول الإماراتي بما تحمله الثقافة المصرية من مضامين حضارية وفنية مختلفة قد ساعد على أن تصل هذه الرسالة الثقافية المصرية إلى المواطن الإماراتي، وفي هذا الإطار يتم سنوياً تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية المصرية بدولة الإمارات سواء على صعيد الفرق الفنية أو المشاركة في معارض الكتب، فضلاً عن تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين في المجال الثقافي. وأما على صعيد التعاون والبحث العلمي بين الجامعات والمراكز العلمية، توجد اتفاقيات للتعاون بين جامعة الإمارات وبعض الجامعات الحكومية المصرية وجامعة الأزهر. ويضيف المستشار الثقافي بانه في إطار تزايد العلاقات الثقافية يحظى الأزهر الشريف بتقدير المسؤولين والمواطنين الإماراتيين كمرجع ديني معتدل، وقد قام الشيخ زايد رحمه الله بإنشاء مركز في جامعة الأزهر لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين وهو مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية لغير لناطقين بها بجامعة الأزهر، والذي يعد حالياً صرحا من صروح جامعة الأزهر.

وقامت مؤسسة زايد للأعمال الخيرية بإقامة مركز ثقافي إسلامي في مصر تحت مسمى “مركـز زايد للثقافـة والتكنولوجيـا” تابـع لجامعة الأزهر الشريف، بخلاف موافقة المؤسسة أيضا على ترميم عدد من المعاهد الأزهرية، إضافة إلى قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بتمويل مشروع إنشاء مكتبة للأزهر الشريف يتم بثها على الإنترنت، وترميم وحفظ المخطوطات الإسلامية القديمة الموجودة بجامعة الأزهر، إلى جانب قيام الشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة، بتقديم الدعم لعدد من المشروعات البحثية والعلمية في مصر، منها مبنى دار الوثائق المصرية والمركز العلمي ومكتبة كلية الزراعة بجامعة القاهرة.

وخلال زيارة شيخ الأزهر الشيخ احمد الطيب للامارات في ابريل الماضي، أعلن عن مبادرة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة حفظه الله لتمويل عدة مشروعات في الأزهر الشريف تبلغ تكلفة إنشائها نحو 250 مليون درهم إماراتي، وتتضمن هذه المشروعات تمويل مشروع ترميم مكتبة الأزهر الشريف وصيانتها وترميم مقتنياتها من المخطوطات والمطبوعات وترقيمها وتوفير أنظمة حماية وتعقّب إلكتروني لمراقبتها وتعقبها والمحافظة عليها وكذلك تمويل إنشاء 4 مبانٍ سكنية لطلاب الأزهر في القاهرة.

المصدر: صحيفة الاتحاد