السياحة الداخلية «درع القطاع» أمام التحديات

أخبار

شكلت السياحة الداخلية في دبي صمام أمان القطاع السياحي في مواجهة التحديات التي تمثلت في تذبذب أسعار العملات والهزات الاقتصادية في بعض الأسواق المصدرة للسياح وتمكنت من الخروج بالقطاع إلى بر الأمان من خلال تعزيز حصتها في إشغال فنادق الإمارة من جهة وزيادة مساهمتها المباشرة في الناتج الإجمالي.

وقالت مصادر عاملة في القطاع السياحي في دبي إن السياحة الداخلية تستحوذ على 26.9% من المساهمة الإجمالية المباشرة لقطاع السياحة بالناتج الإجمالي، كما أنها تعد رافداً قوياً للمرافق الترفيهية ومراكز التسوق التي تشهد إقبالاً قوياً على مدار الأسبوع وازدحاماً شديداً في العطل الأسبوعية من جهة والموسمية من جهة أخرى.

وأوضحت المصادر أن السياحة الداخلية شكلت درعاً حصينة للقطاع السياحي أمام الهزات الاقتصادية التي تواجهها بعض الدول والأسواق المصدرة للسياح إلى دبي، مشيرين إلى أنها نجحت خلال الأزمات الاقتصادية المتعاقبة في حمل القطاع السياحي والخروج به إلى بر الأمان على الرغم من الأضرار الاقتصادية التي لحقت بالعديد من الأسواق حول العالم.

وأضافت أن تنوع البرامج الترفيهية في دبي ذات التنافسية العالية مقارنة بالعديد من الوجهات الإقليمية والدولية شكل عنصراً قوياً في دعم السياحة الداخلية.

جهود ترويجية

وقال عصام كاظم المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري إن الجهود الترويجية التي تبذلها الدوائر والهيئات السياحية تسهم في إنعاش السياحة الداخلية، بالإضافة إلى المستوى العالمي من الخدمات التي تقدمها المرافق السياحية في دبي، مشيراً إلى أنه بحسب تقديرات مجلس السفر والسياحة العالمي فقد بلغ إنفاق السياح من خارج الدولة وداخلها على السياحة الترفيهية بالدولة عام 2015 حوالي 95.4 مليار درهم، ومن المتوقع أن يصل إلى 138.7 مليار درهم عام 2025 فيما تستحوذ السياحة الداخلية على 26.9% من المساهمة الإجمالية المباشرة لقطاع السياحة بالناتج الإجمالي.

وأضاف كاظم أن دبي تستقطب السياح من كل الإمارات الأخرى، لأنها تحتوي على العديد من الخيارات الفندقية المتنوعة التي تتناسب مع متطلبات السياحة الداخلية، مشيراً إلى أن دبي باتت تتصدر أعلى المراكز في معدلات الإشغال الفندقي على الرغم من ارتفاع عدد غرفها الفندقية إلى أكثر من 100 ألف حالياً، ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم ليصل 134 ألف غرفة خلال العام 2018.

حركة نشطة

وقال إن دبي تعتبر وجهة سياحية رائدة على مستوى العالم، وفي الوقت الذي ترتفع فيه أرقام السياح الوافدين على الإمارة من كل أنحاء العالم، فإن أعداد الزوار إلى المرافق الفندقية والسياحية والحدائق والأماكن الترفيهية من داخل الإمارات نفسها تشهد ارتفاعاً ملحوظاً أيضاً، وذلك في ظل وجود أكثر من 8 ملايين نسمة يعيشون على أرض الإمارات، يضمون بينهم أكثر من 200 جنسية من مختلف أرجاء العالم.

عوامل جذب

وقال إن السياحة الترفيهية تشهد نشاطاً مطرداً، لا سيما مع افتتاح العديد من الوجهات الترفيهية الجديدة مثل «آي إم جي عالم من المغامرات» و«دبي بارك أند ريزورتس» و«أوبرا دبي» وغيرها الكثير، فضلاً عن المعالم والأسواق التراثية الأصيلة التي ما زالت تجذب إليها محبي الأصالة والتسوّق، حيث البضائع المختلفة والأسعار المخفضة والأجواء المميزة.

وأوضح المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري أن الشركات السياحية في نهاية الأسبوع تتنافس على استقطاب المقيمين إلى برامجها الترفيهية والسياحية عبر عروضها الترويجية ورحلاتها المتميزة، كرحلات السفاري والمطاعم العائمة وجولات اليخوت التي تقدم برامج ترفيهية.

أسعار البرامج السياحية في دبي داعم للسياحة الداخلية

من جهته، قال رياض الفيصل، مدير عام شركة «أصايل للسياحة والسفر»، إن السياحة الداخلية بشكل خاص والخليجية بشكل عام، تلعب دوراً كبيراً في تدعيم القطاع السياحي وتحصينه أمام أي انعكاسات خارجية، وهو الأمر الذي ثبت عقب الضغوطات التي شكلتها أزمة الروبل الروسي، وتذبذب أسعار العملات على التدفق السياحي في دبي، حيث تمكنت السياحة الداخلية من حمل القطاع إلى بر الأمان حتى تمكن من تجاوز هذه الأزمة.

وأضاف الفيصل أن أسعار البرامج السياحية والفنادق والمنتجعات في دبي بشكل عام، أصبحت داعماً للسياحة الداخلية، خاصة أنها أكثر تنافسية مقارنة مع العديد من الوجهات الإقليمية والعالمية، عوضاً عن أن مستويات الخدمة المقدمة تفوق أو توازي نظيرتها في وجهات سياحية عالمية.

وقال سعيد العابدي رئيس مجموعة العابدي، إن سياسات الجهات المعنية نجحت في تنشيط السياحة الداخلية من خلال العروض التي تقدمها المنتجعات والفنادق للعائلات، إضافة إلى توفير كافة احتياجات العائلات المحلية، مشيراً إلى أن السياحة الداخلية بدأت تأخذ مكانها الطبيعي منذ تفجر الأزمة المالية العالمية، حيث بات الاهتمام أكبر بالعائلات المحلية والخليجية، والتي نجحت في تعويض التراجع في بعض الأسواق العالمية.

وقال العابدي إن السياحة الداخلية تسهم بحصة تتراوح من 15 – 20% من إشغال الغرف الفندقية في دبي خلال موسم الإجازات القصيرة، متوقعاً أن ترتفع هذه النسبة خلال الفترة القادمة خاصة بعد افتتاح «دبي بارك» و«إي إم جي» عالم من المغامرات، وقناة دبي المائية، حيث ستشكل هذه المعالم دفعة قوية لقطاع السياحة الداخلية في دبي.

المصدر: البيان