العمل الإنساني الإماراتي في مداه الأوسع

آراء

لا تتوقف النخلة عن العطاء، لأنها وجدت لتعطي، ولا يتوقف النهر عن حلم البذل، ولا تتوقف الغيمة عن التبلل، كما لا تتوقف الإمارات عن السخاء، لأنها ولدت من مشيمة التفاني من أجل الآخر، لأنها تعمل دوماً بشيمة الأوفياء، لأنها تبوأت دور المساندة والتضامن إيماناً من القيادة الرشيدة، بالوقوف كتفاً بكتف مع الشقيق، والصديق، وعلى حد سواء، لأن التاريخ.. تاريخ الإمارات مبني على أسس القيم عالية المنسوب، وأخلاق الوفاء لكل ما هو حي ويعيش تحت سقف السماء، فوق الأرض.

لمجرد أن تحدث أزمة، أو تلم ملمة بدولة أو شعب من شعوب العالم قاطبة، نجد الإمارات حاضرة تلبي النداء وتعمل بكل جهد لأجل رفع الضيم وكشف الغمة، ومنع الكدر من أن يحيق بالأخ في الإنسانية، ومن دون تصنيف أو اصطفاف، فقط هي الروح الإنسانية التي تدفع بالعجلة الإماراتية كي تذهب إلى هناك أو هنا، تبذل الأيادي البيضاء في مسح العرق عن الجباه المتعبة، وإزالة الغبار عن الوجوه الكدرة، وترتيب مشاعر الناس جميعاً، وتهذيب قلوبهم كي يبقى الفرح موطناً أصيلاً في القلوب، ويبقى الحلم الزاهي طائر الشوق التاريخي يداعب الجفون.

هذه هي سجية النبلاء، وهذه هي أخلاق النجباء في بلد نشأ على أخلاق زايد الخير، طيب الله ثراه، والقيادة الحكيمة تحذو حذو هذا النعيم الأخلاقي الذي نشره المغفور له في أرجاء القلوب، وأنعم على الجميع بحسن القيم، طيب الشيم.

الإمارات تسابق الزمن في نثر ورد المحبة في كل مكان وزمان، لأنها مؤمنة بأن العقيدة الأشمل في الحياة هي عقيدة الحب، وديننا الحنيف حثنا على التلاقي بالحب لأنه خير وسيلة لتحقيق مشروع إنسانية معافاة من درن الأحقاد، وجدري الكراهية، الحب وحده الذي يستطيع إزاحة العجز ومنع تدهور الحضارة الإنسانية، الحب وحده الذي يستطيع كبح جماح العبثية، وحروب الطوائف، والطرائق، والأفكار، والنظريات.

هكذا تعمل الإمارات، تحارب بسلاح الحب، وتهزم الكراهية بقوة الحب العظيمة، ولا شيء يفشل مشاريع العدمية أكثر من الحب، لأنه الترياق الذي يعيد التوازن للعقل، ويقوي عضده كي يقاوم أوهام الجبروت، والعجرفة، والتزمت، والتعنت، والافتئات على الحقيقة.. حقيقة أننا أبناء الأرض وعلينا التضامن، والتلاحم، من أجل عالم خالٍ من البؤس، والبغضاء، والتمزق، عالم نحلم به أن يصبح بلا شوائب، ولا خرائب، ولا نواكب، ولا مصائب، عالم ينعم بالحب، عالم يعيش الناس تحت سقف السماء الواحدة، يجمعهم الوئام، ولا يفرقهم كيد انتهازي ولا خبث معتد أثيم، ولا عتل زنيم.

هكذا تبني الإمارات مبادئها، وهكذا تسرج خيولها باتجاه المستقبل، وهكذا تفرد أشرعة السفر الطويل نحو الأفق، مجللة بقيم الانتماء إلى أمنا الأرض مكللة بحصافة قيادة، آمنت أن الحياة قماشة نحن الذين نلون خيوطها بالفرح، نحن الذين نجعل من الحياة سماء زرقاء صافية، ومن غير سوء.

المصدر: الاتحاد