الكابتن «المحمدي» يلقى حتفه بعد يومين من رحلته مع أصغر طيار

منوعات

لم يكن الكابتن محمد المحمدي على علم بأنه على موعد مع الموت بعد يومين من مرافقته لـ «الحياة» في رحلة جوية الخميس الماضي مع أصغر طيار، إذ لقي هو ومرافقه صباح أمس (الأحد) حتفهما إثر ارتطام طائرة رياضية خفيفة من نوع «جايرو كوبتر» واحتراقها في منطقة قريبة من مدرج نادي سما الغربية للطيران شمال محافظة جدة.

وكشفت مصادر خاصة لـ«الحياة» أن مرافق الطيار شاب سعودي (18 عاماً) كان يمارس رياضة الطيران بنظام الساعات.

ولم يتمالك أصغر طيار سعودي علي عبدالله آل هادي (11 عاماً) نفسه، إذ أجهش بالبكاء وأصيب بحالة انهيار فور تلقيه الخبر من أحد منسوبي نادي الطيران خلال وجوده مع أسرته في ينبع الذي لم يستطع والده الكابتن عبدالله إبلاغه به، إذ يعد الكابتن المتوفى أحد مدربي الطيار الصغير وأقرب شخص يسدي له التعليمات والنصائح في مجال الطيران على هذا النوع من الطائرات.

وأفاد علي آل مهدي خلال حديثه إلى «الحياة» أن الكابتن محمد المحمدي الذي قضى في الحادثة مع شخص كان يرافقه في إحدى الرحلات الجوية السياحية كان من المشجعين والداعمين له والمدربين له خلال فترة تدريبه التي بدأت قبل عام حتى إنه يعتبره الأقرب له، ويرافقه في طلعاته الجوية على الطائرة خلال فترة وجوده في محافظة جدة والاستفادة من تعليماته، معتزماً تأجيل رحلته إلى المنطقة الشرقية التي كانت مقررة اليوم (الإثنين) للمشاركة في مراسم الدفن والعزاء.

من جهته، أوضح الكابتن عبدالله آل مهدي الذي كان يتحدث بنبرة حزينة لـ «الحياة» أن آخر رسالة تلقاها عبر «الواتس اب» من الكابتن محمد المحمدي كانت بعد ظهر أول من أمس، والتي احتوت على صورة لابنه علي خلال الرحلة التي رافقه فيها مع «الحياة» الخميس الماضي.

ووصف الكابتن آل مهدي الطيار المحمدي والذي يعمل مدرساً للغة الإنكليزية في إحدى مدارس جدة بالمدرب والمعلم ذي الأخلاق العالية، إذ إن معرفته بالطيار بدأت منذ نحو عامين.

وقال: «إن الطيار الراحل كان أقرب شخص لابني علي، إذ كان يرشده ويزوده بالتعليمات والتدريب، حتى إنه يفضل مرافقته في طلعاته ويستجيب لنصائحه أكثر مني».

وأكد كفاءة وإمكانات الطيار الراحل العالية في الطيران بهذا النوع من الطائرات الرياضية الخفيفة «جايرو كوبتر» والتي تعد الأكثر أماناً، متوقعاً أن هناك سبباً لهذه الحادثة قد يكون من العصا الخلفية أمام الراكب والتي تعد مقوداً آخر ربما تعرضت للتحريك، ما أدى إلى ارتطامها على أحد جوانبها واحتراقها، وهذا ما سيتبين من خلال التحقيقات حول الحادثة.

من جهة أخرى، أوضح مكتب تحقيقات الطيران السعودي في بيان صحافي أمس، أن حادثة ارتطام لطائرة رياضية خفيفة من نوع «جايرو كوبتر» أدت لاحتراقها عند الساعة 8:52 صباح أمس، ما أسفر عن وفاة شخصين كانا على متنها.

وبيّن مكتب تحقيقات الطيران أن فرق الدفاع المدني استجابت للبلاغ في حينه ووجدت في موقع الحادثة وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة وتحريز الموقع وإبلاغ مكتب تحقيقات الطيران، إذ باشر المكتب التحقيق في الحادثة بصفته الجهة الوحيدة المخولة بالتحقيق في وقائع وحوادث الطيران في السعودية، بهدف معرفة الأسباب والملابسات التي أدت إليها ووضع التوصيات لرفع مستوى سلامة الطيران والحد من تكرار الحوادث.

المصدر: جدة – أحمد آل عثمان – الحياة