المائدة الإماراتية في رمضان.. صامدة رغم المتغيرات

منوعات

على الرغم من المتغيرات والتطورات التي طرأت على شتى مجالات الحياة في الإمارات، إلا أن أسراً كثيرة مازالت تتمسك بالعادات الرمضانية الجميلة، إذ تحرص على إحياء تقاليد الشهر الأصيلة، بل وتسعى لتناقلها عبر الأجيال المختلفة.

ومن أبرز السلوكيات التي مازالت تتمسك بها أسر إماراتية خلال الشهر الفضيل، الالتزام بإعداد أبرز أصناف سفرة رمضان المتنوعة، التي تتوزع ما بين وجبات رئيسة ومنها «الثريد»، و«الهريس»، والحلويات ومن أشهرها «اللقيمات»، و«الساقو»، و«الفرني».

وقال الشيف الإماراتي الأول، مصبح طارش الكعبي، إنه «على الرغم من تأثر ممارسات مجموعة من الأسر الإماراتية، نتيجة التغييرات والتطورات التي طرأت على شتى مناحي حياتهم، مازال كثير من الأسر يتقيد بالعادات المرتبطة بشهر رمضان المبارك، ومن أبرزها التقيد بإعداد سفرة رمضانية تقليدية، تضم مجموعة من أشهر الوجبات والحلويات الشهيرة في المطبخ الإماراتي، ومنها (الثريد، والهريس، واللقيمات، والخنفروش، والفرني)، وغيرها الكثير».

وأشار إلى أن شهر رمضان الكريم يعد فرصة مثالية لربات البيوت لإعادة إحياء الأصناف التقليدية، التي قد يجهلها أبناء الجيل الجديد، الذي يلم بالأصناف الغربية أكثر من المأكولات الشعبية التي تجسد ثقافة المطبخ الإماراتي، الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من عادات وتقاليد المجتمع المحلي التي ينبغي المحافظة عليها والتوعية بأهميتها.

«بوطِبيلة» غاب

على الرغم من غياب مهنة المسحراتي، التي كان يتكفل بها «المِسَحِر»، أو «بوطِبيلة»، كما تسمى بالعامية، لإيقاظ الناس لتناول السحور، وذلك بطرق الطبل، مازالت أسر إماراتية كثيرة تحرص على الالتزام بالسحور الذي يجمع، كما الإفطار، أفراد الأسرة، على مائدة واحدة.

وقالت فوزية محمد حسن (ربة منزل) إنه «على الرغم من غياب (بوطبيلة)، الذي كان الذي يوقظ الناس لتناول السحور، إلا أن أسراً إماراتية كثيرة تحرص على الالتزام بعادة السحور الكفيلة بإمداد الجسم بالطاقة والنشاط والحيوية، طيلة فترة الصوم»، مشيرة إلى أنها مازلت تتذكر «بوطبيلة»، وهو يطرق على الطبل لإيقاظ النائمين، مروراً على منازلهم، ليكافئوه بدورهم ببعض الطعام أو المال، كل على قدر استطاعته المادية.


مدافع

على الرغم من التطور العمراني الكبير الذي تشهده الدولة، والذي يحول دون سماع صوت دوي مدافع رمضان بشكلٍ واضح كما كان في السابق، مازالت القيادات العامة للشرطة في إمارات مختلفة، تدأب على ممارسة تقليدها السنوي، الذي يزيد على الـ50 عاماً، في تنبيه الصائمين من السكان بموعد الإفطار ومشاركتهم فرحتهم، وذلك من خلال مجموعة من المدافع تتوزع في مناطق مختلفة، مضفيةً بذلك طابعاً مميزاً للشهر الفضيل على خلاف غيره من الشهور.

«الفرني»:

يعد «الفرني» إحدى أبرز الحلويات التقليدية في الإمارات، التي يتم إعدادها لسفرة رمضان الكريم.

المكونات:

– ربع كيلو خبز مطحون.

– نصف لتر حليب طازج.

– ربع لتر ماء.

– مقدار من السكر.

– ربع ملعقة متوسطة هال مطحون.

– زعفران حسب الرغبة.

طريقة التحضير:

– يضاف العيش المطحون إلى الحليب البارد والماء مع السكر.

ــ يترك الخليط إلى أن يغلي، مع تحريكه باستمرار.

– يضاف الهال والزعفران بعد أن يصبح الخليط لزجاً.

– يضاف في أوانٍ صغيرة، ويحفظ في البراد حتى يتماسك، ويقدم بارداً.

زيارات

ذكرت حنان محمد عبدالله (موظفة) أن والدتها مازالت تحرص على إعداد المأكولات الشعبية لسفرة رمضان الكريم، ولا تكتفي بشراء مكوناته جاهزةً، بل تعكف على إعدادها في المنزل، وفي مقدمتها الأرز الخاص بحلوى الفرني، إذ تقوم بتنظيفه ومن ثم غسله، وتجفيفه على الشمس، ليطحن لاحقاً، ومن ثم تعاود تجفيفه ونخله من الشوائب، هذا إلى جانب حرصها على إعداد البزار، أشهر أنواع البهارات المحلية التي تميز المطبخ الإماراتي، وتعطي أصنافه نكهة مميزة، ويدخل في إعداد أغلب الأطباق الإماراتية، وفقاً لحنان التي أضافت «تقوم والدتي بشراء مكونات (البزار)، وهي عبارة عن باقة منوعة من البهارات، وتقوم بتنظيفها وغسلها، كل على حدة، ومن ثم تجفيفها، وتحميرها على النار، وجمعها لاحقاً معاً استعداداً لطحنها».

ولا تقتصر ممارسات وسلوكيات مجموعة كبيرة من الأسر المواطنة، في شهر رمضان الكريم، على الحرص على تناول السحور والتقيد بإعداد أصناف مأكولات شعبية في السفرة، بل تتعداها لزيارة الأقارب والأرحام. إذ يمثل الشهر الفضيل على حد تعبير ربة المنزل (أم سعاد) «فرصة مثالية لزيارة الأهل والأقارب والأرحام، في ظل مشاغل الحياة التي تحول دون ذلك، في حين باتت زيارة الجيران نادرة في الشهر الفضيل، على خلاف رمضان سابقاً، إذ كانت زيارتهم في رمضان طقساً يومياً لا يمكن الاستغناء عنه».

المصدر: الإمارات اليوم