فاجأت المدينة المستدامة في دبي السوق العقاري بإطلاق برنامج غير مسبوق يسمح بإعفاء ملاك العقارات السكنية في المشروع من رسوم الخدمات ورسوم الصيانة التي تحولت إلى مصدر متاعب مالية لملاك العقارات في مناطق التملك الحر.
وأوضح المهندس فارس سعيد رئيس شركة دايموند ديفلوبرز مطورة المشروع بأن إعفاء ملاك العقارات من تلك الرسوم ليس منّة من الشركة وليس فكرة تسويقية بل هو تطبيق عملي لما تعنيه الاستدامة بوصفها المركز الذي تتجمع فيه الممارسات الصحيحة للمجتمع والبيئة والاقتصاد.
وشرح سعيد البرنامج بقوله بأن قيام المستثمر بشراء الفيلا في مشروع المدينة يعني حصوله على حصة من عائدات المنطقة التجارية في المدينة والتي تضم مركزاً تجارياً ومحال ومقاهي ومطاعم وهو بتلك الحصة يغطي كل نفقات الصيانة والخدمات في المدينة وفي منزله من دون أن يدفع درهماً واحداً طيلة تملكه للعقار.
وقال سعيد بأن المدينة المستدامة تتجه لتسجيل منعطف معماري تاريخي يجعل من إمارة دبي حاضنة لأول مشروع ينتج احتياجاته من الطاقة البديلة والمتجددة المولدة عبر مزارع الخلايا الشمسية وهو بذلك المشروع العقاري الأول في القطاع الخاص الذي يتناغم مع المبادرة الوطنية التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
لافتاً إلى أن المدينة المستدامة ثمرة غالية تحققت بعد دعم ورعاية دائرة اراضي وأملاك دبي عبر شراكة إستراتيجية طويلة المدى لضمان تطبيقات المباني الخضراء والمستدامة في دبي في إطار الاجتهاد لتنفيذ رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ومبادرته التي أطلقها على مستوى الدولة بهدف الوصول إلى الاقتصاد الأخضر.
ونقل الإمارات إلى مصاف الدول المنتجة للتقنيات المستدامة فضلاً عن سعي الدائرة لاتخاذ المدينة المستدامة كمنصة تمكنها من تطبيق مبادراتها للاستدامة العقارية تنفيذا لمحاور إستراتيجية حكومة دبي المستقبلية.
وتوقع سعيد أن يشهد المستقبل القريب نجاح الدراسات التي أجرتها الشركة للوصول إلى إنتاج واستهلاك طاقة متجددة بنسبة 100% ما يعني فتحا تاريخياً وإنسانيا غير مسبوق للبشرية تجسيداً لرؤى المبادرة الوطنية للاستدامة.
مشروع حضري
قال سعيد بأن الهدف الرئيس للمشروع يكمن في تشييد مشروع حضري يقوم على الاستدامة الرامية إلى تحسين نوعية حياتنا البشرية من دون المساس بحقوق أبنائنا في المستقبل. ويتحقق ذلك من خلال خلق التوازن بين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية التي نعيشها يومياً بطريقة مسؤولة سواء في أساليب تفكيرنا أو عبر التفاصيل الدقيقة لسلوكنا.
فالسكان طبقاً لرئيس دايموند ديفوبرز ليسوا مجرد ملاك عقارات فقط بل شركاء في العائد الاستثماري للأعمال التجارية في المدينة وشركاء في صناعة تاريخ جديد يستطيع فيه الإنسان الجمع بين مميزات العيش في المدينة من دون هدر موارد الطبيعة أو تعريضها للمخاطر أو تحميل العائلة نفقات مالية غير ضرورية.
ولفت سعيد إلى أن مشروع المدينة المستدامة يضم مضامير الخيل والدراجات والمماشي والحدائق وستدمج بين مفاهيم الزراعة الحضرية والمنتجات الغذائية العضوية المحلية. كما تستخدم المدينة وسائل النقل المستدام.
كما ستنتج المدينة متطلباتها من الطاقة الكهربائية باستخدام الألواح الشمسية وسيتم فيها الفصل بين مختلف أنواع المياه سواء المياه الرمادية أو السوداء بهدف إعادة تدويرها بالكامل واستخدامها لأغراض الري.
حزمة مكاسب
كشف المهندس فارس سعيد رئيس دايموند ديفلوبرز بأن المشروع ينطوي على حزمة مكاسب للمستثمرين فيه إذ تقدم المدينة المستدامة للملاك مجموعة من المزايا الفريدة ذات الجاذبية المطلقة وفي مقدمتها عدم فرض رسوم خدمات أو صيانة على ملاك العقارات.
وبهذين المكسبين المهمين وغيرهما يمكن البرهنة على أن الاستدامة ممارسة وليست شعارات وأنه يمكن الجمع بين السكن الفخم ومعايير الاستدامة. ستولد المدينة احتياجاتها من الطاقة المتجددة من خلال الألواح الشمسية المنتشرة في معظم أرجاء المدينة وعلى سطح المباني.
تطبيقات
وحول تطبيقات النقل المستدام شرح سعيد خطط المدينة بالإشارة إلى أن السيارات الكهربائية تعني هواء نقيا وأجواء خالية من غازات عوادم المركبات وهو أمر أساسي وحيوي في المدينة. ولتعزيز الحياة وسط أجواء أنظف، فلكل مالك فيلا عربة غولف مجانية بألوان تلبي أذواق الجميع.
كذلك فنظم المواصلات العامة الداخلية متاحة للجميع فمن خلال المركبات التي تعمل بالطاقة البديلة سيتم نقل السكان والزوار والسياح. وسيكون بإمكان السكان شحن سياراتهم مجاناً عبر محطات تغطي المدينة كلها لتؤمن للعائلات تنقلا مجانياً ونظيفا وآمناً.
أفكار
ونظراً للأهمية الكبيرة للطعام بالنسبة للسكان فقد قال المهندس فارس بأن مجتمعنا يعتمد على المناظر الطبيعية المنتجة وتتجسد أفكار الزراعة الحضرية في مزرعة منتجة تمتد لمساحة 3 هكتارات في قلب المدينة. وستضم هذه المزرعة 33 الف قدم مربع من القباب الحيوية والمزارع المخصصة لإنتاج الفاكهة والعشبيات والخضروات وبذلك يستمتع السكان بطعام صحي طوال السنة.
كما ستضم المزرعة هكتارين من الحدائق ويمكن لجميع السكان المشاركة في مجموعات الزراعة والانخراط في برنامج السلة الغذائية المحلية والتي ستضم مجموعة من المنتجات الطازجة التي سيتم توصيلها لكم أسبوعياً.
مشيراً إلى ان المناظر في المدينة ليست لأغراض جمالية فقط، بل هي قائمة على مبادئ الزراعة المستدامة ففي كل فيلا سكنية هناك مزرعة عضوية.
أسلوب حياة
يشجع سعيد في المدينة المستدامة على تبني نمط حياة نشط. فحوالي 50% من مساحة المشروع هي عبارة عن حدائق ومساحات مفتوحة وكلها مرتبطة مع بعضها، وهناك ممرات حصرية للمشاة وسكك خاصة لهم.
أما مناطق الترفيه فتشتمل على: (حديقة مركزية تمتد لمساحة 3 هكتارات في قلب المدينة المستدامة وهي وجهة الترفيه الرئيسية لمختلف الأنشطة وتضم مسارات للجري تمتد لنحو 3 كيلومترات مزودة بمحطات اللياقة الخارجية والملاعب والمساحات المفتوحة).
و(ترتبط تلك المسارات بمضمار ركوب الخيل ومضمار الدراجات الهوائية والسكك المخصصة للمشاة فقط وتبلغ مساحة هذه الشبكة نحو 25 كلم لتوفر فرص ترفيه واستجمام مطلقة).
(وناد متخصص يضم برك سباحة مغلقة ومفتوحة وملاعب الاسكواش وسبا ومركز لياقة وغيرها من المرافق المتاحة لجميع السكان). إلى جانب (مركز الفروسية سيضم العديد من الإسطبلات ومرافق التدريب المتاحة لجميع السكان).
ترفيه
يركز سعيد على الجانب الترفيهي والسياحي في المدينة المستدامة بوصفه عنصراً مهماً ينخرط فيه سكان المدينة والسياح في إطار اجتماعي وإنساني رفيع فالمدينة المستدامة ستضم معالم وتوفر أنشطة بطراز عالمي لخدمة الزوار من الدولة وخارجها.
وتشتمل هذه المعالم على منتجع بيئي مستدام يضم 143 غرفة ومركز مؤتمرات قائماً على السياحة الزراعية والتوعية البيئية وسبا طبيعية من طراز عالمي و 33.000 قدم مربع من القباب الحيوية الزراعية ومركز الفروسية سيضم العديد من الإسطبلات ومرافق التدريب المتاحة لجميع السكان.
إضافة إلى ناد متخصص وسبا يضم برك سباحة مغلقة ومفتوحة، وأكثر من 15 ألف متر مربع من محلات التجزئة والمطاعم والمقاهي والخدمات المجتمعية بتصميم سوق تقليدي ومنطقة مركزية تحيطها المحلات. إلى جانب أسواق المزارعين وأسواق الجمعة في المنطقة المركزية ومسجد بمواصفات تراعي متطلبات البناء المستدام والصديق للبيئة، ومسرح عشبي مفتوح لعروض الأفلام والفنون، وقبة سماوية بمعايير عالم
ية لتقديم العروض الترفيهية والتعليمية حول الطبيعة.
ويقول سعيد: إن ختامها .. علم .. إذ نرى في المدينة «مختبراً رائعا». وبهذا نعني أن المدينة تحتضن العديد من الابتكارات والنماذج للحياة المستدامة، وتوفر المدينة فرصاً كبيرة للبحث والتعلم والإلهام لكيف يمكن لنا أن نعيش على الأرض بدون تأثيرات بيئة سلبية.
ستضم المدينة مجموعة من المرافق التعليمية من مدرسة ابتدائية خضراء تعتمد على التعلم الأخضر والطبيعة إلى مركز التميز للاستدامة الذي سيعطي شهادات الدبلوم والشهادات الأخرى في هذا المجال. إن التعلم في المدينة المستدامة لا ينحصر على الأنشطة الفصلية.
شراكة
أكد رئيس دايموند ديفلوبرز على أن الأعمال الإنشائية انطلقت أخيراً في المشروع الذي يحظى بدعم وإشراف مباشر من دائرة الأراضي والأملاك في دبي وطبقاً لمعايير بلدية دبي وهيئة الطرق والمواصلات وهيئة كهرباء ومياه دبي.
وأشار أن هدف المدينة أن تصبح نموذجاً عالمياً لما يجب أن تكون عليه أساليب المعيشة والعمل والدراسة والترفيه في كل مكان في العالم تحت عنوان الحياة العصرية الفاخرة دون إضرار بالبيئة.
فالمدينة تعيد تعريف العيش المستدام من خلال توفير تجربة غير مسبوقة، ففي هذا المشروع لن يكون هناك رسوم خدمات أو صيانة، وسيضم المشروع مرافق تعليمية وصحية خضراء ومعالم صديقة للبيئة.