كاتبة إماراتية
لكل إنسان إيجابي وطموح وواعٍ بقدراته أهداف يسعى جاهداً لتحقيقها، ويحرص على تنمية ذاته وتطويرها باستمرار؛ ما ينعكس إيجابياً على شخصيته ومهاراته، ويمتد تأثيره إلى من حوله.
وعندما يدرك قيمة هذا السلوك الإيجابي وأهميته، لن تعيقه التحديات أو العوائق المحيطة به، بل سيعمل ليلاً ونهاراً لتطوير وترسيخ قواعد التنمية الذاتية لديه؛ ما يزيد من همته تدريجياً في جميع مجالات حياته، ليصبح مثالاً يُحتذى في الإيجابية والإنتاجية.
يمتلك بعض الأشخاص جوانب مهمة قد تعزز من كفاءتهم بشكل لافت، إلا أنهم أحياناً لا يدركون مكامن قوتهم وضعفهم. هذا الافتقار للفهم يقودهم إلى تكرار الأخطاء؛ ما يؤدي لنتائج سلبية متكررة، والسبب الرئيس وراء ذلك يكمن في غياب إحدى المهارات الأساسية والمهمة جداً، وهي «الوعي بالذات».
الوعي بالذات يساعد الفرد على معرفة الطريقة التي تناسبه في التفكير والشعور، وكيفية تفسير المواقف للنفس، وملاحظة طبيعة ومدى تفاوت تلك المواقف التي يمر بها، إضافة إلى استيعاب ردة الفعل الشخصية وطريقة الاستجابة إزاء المواقف المختلفة. باختصار، الوعي بالذات يعني محاولة إدراك ومعرفة المزيد حول النفس والذات.
ووفقاً لطرق تحسين الوعي الذاتي والتعرف على النفس بصورة أوضح وأعمق، لا بد من ممارسة التفكير الذاتي العميق من خلال مراقبة المشاعر، والأفكار، والسلوكيات والتجارب السابقة بهدف تقييمها بشكل فعال؛ ما يساعد على الإبحار في نقاط القوة والضعف، وتحديد الأولويات التي تساعد في زيادة نسبة الوعي بالذات.
كما أن قراءة كتب تطوير الذات وكتب الذكاء العاطفي تسهم في تعزيز القدرة على استيعاب المشاعر والتعبير عنها بوضوح، وفهم مشاعر الآخرين بشكل أعمق. هذا الفهم يعزز الوعي الذاتي بشكل كبير؛ ما ينعكس إيجابياً على قدرة الشخص في بناء علاقات متوازنة مع ذاته ومع الآخرين، ويمنحه أدوات فعالة للتعامل مع التحديات اليومية وتحقيق الوعي الذاتي والتوازن النفسي والاجتماعي.
المصدر: البيان