بتوجيهات خليفة ومحمد بن زايد تطعيم 19 مليون طفل في باكستان

أخبار

تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، بتقديم المساعدات الإنسانية والتنموية ودعم القطاع الصحي وتعزيز برامجه الوقائية بجمهورية باكستان الإسلامية، وضمن مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لاستئصال مرض شلل الأطفال في العالم، أعلنت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن نتائج تنفيذ حملة الإمارات للتطعيم خلال شهري مارس وإبريل من هذا العام، التي تكللت بالنجاح في إعطاء 19 مليوناً و34 ألفاً و761 جرعة تطعيم لأطفال باكستان ضد مرض شلل الأطفال.

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، قد قدم في عام 2013 مبلغ 440 مليون درهم «120 مليون دولار» إسهاماً من سموه في دعم الجهود العالمية، لاستئصال مرض شلل الأطفال بحلول عام 2018 مع التركيز بشكل خاص على باكستان وأفغانستان.

تعد هذه المساهمة الثانية، التي يقدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لإيصال اللقاحات المنقذة للحياة إلى الأطفال في جميع أنحاء العالم، ففي عام 2011 أعلن سموه، ومؤسسة بيل ومليندا جيتس عن شراكة استراتيجية تم خلالها تقديم مبلغ إجمالي قدره 100 مليون دولار مناصفة بين الطرفين لشراء وإيصال اللقاحات الحيوية للأطفال في أفغانستان وباكستان.

وأشارت إدارة المشروع إلى أن حملة الإمارات للتطعيم واصلت خلال مرحلتها الثالثة وللشهر الثاني على التوالي تحقيق النجاح في التنفيذ الميداني، والوصول إلى الأطفال المستهدفين بحملات التطعيم ضد مرض شلل الأطفال، حيث نجحت الحملة خلال شهر إبريل من إعطاء نحو 8.365.774 جرعة تطعيم للأطفال الباكستانيين الذين تقل أعمارهم عن الخمس سنوات ضد مرض شلل الأطفال مستكملة إنجاز شهر مارس الماضي، الذي تم فيه إعطاء جرعة التطعيم الأولى لعدد 10.668.987 من الأطفال ليصبح مجموع الجرعات التطعيمية التي قدمتها الحملة خلال شهري مارس وإبريل من هذا العام 19.034.761 جرعة تطعيم ضد مرض شلل الأطفال، حيث تواصل فرق التطعيم خلال شهر مايو الحالي العمل وفقاً للخطة المحددة والجدول الزمني المعتمد لإعطاء الجرعة الثالثة من لقاحات التطعيم للأطفال المستهدفين.

وأوضحت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان أنه تم خلال شهر إبريل الماضي تغطية جميع المناطق والمدن والقرى التي تقع ضمن خطة حملة الإمارات للتطعيم وبنسبة نجاح تجاوزت النسب المخطط لها في 69 منطقة بإقليم خيبر بختونخوا، وإقليم المناطق القبلية فتح وإقليم بلوشستان وإقليم السند، حيث تم تنفيذ حملات التطعيم في 20 منطقة في إقليم خيبر بختونخوا و13 منطقة في إقليم المناطق القبلية فتح و23 منطقة في إقليم السند و13 منطقة في إقليم بلوشستان.

وكشفت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان عن النتائج التفصيلية لحملة الإمارات للتطعيم خلال شهر إبريل، حيث أسفرت تلك النتائج عن إعطاء جرعة التطعيم الثانية لنحو 3 ملايين و181 ألفاً و389 طفلاً في إقليم خيبر بختونخوا وحوالي 723 ألفاً و253 طفلاً في إقليم المناطق القبلية فتح، وحوالي 3 ملايين و190 ألفاً و902 طفل في إقليم السند ونحو مليون و270 ألفاً و230 طفلاً في إقليم بلوشستان بإجمالي 8 ملايين و365 ألفاً و774 طفلاً.

وأشارت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان إلى أن المرحلة الثالثة من حملة الإمارات للتطعيم شهدت نسبة نجاح عالية وإقبالاً كثيفاً من قبل أهالي المناطق التي نفذت فيها للاستجابة للحملة والمبادرة إلى تطعيم أطفالهم، حيث نفذت إدارة المشروع الإماراتي حملة إعلامية واسعة شملت جميع وسائل الإعلام تحت شعار «الصحة للجميع.. مستقبل أفضل» لتوعية وتنبيه السكان بخطورة وباء مرض شلل الأطفال وتشجيعهم وحثهم على المبادرة بتطعيم أبنائهم ووقايتهم من الوباء كما قامت بالإشراف المباشر على متابعة تنفيذ الحملة ميدانياً في مختلف المدن والقرى وبجميع المراكز المخصصة للتطعيم.

ونوهت إدارة المشروع الإماراتي لمساعدة باكستان إلى أن تنفيذ حملات التطعيم خلال شهر إبريل تمت بمشاركة أكثر من 64899 من العاملين في فرق التطعيم الثابتة والمتنقلة وفرق التدقيق والمتابعة والإشراف وتم خلالها القيام بطريقتين لإيصال اللقاحات وتطعيم الأطفال: الأولى من خلال فرق التطعيم الثابتة في المراكز الصحية ونقاط التفتيش على الطرق والجسور، والثانية من خلال فرق التطعيم المتنقلة والمتحركة التي خصصت لتغطية المناطق والقرى التي لا يستطيع سكانها الوصول إلى مراكز التطعيم الرئيسية، كما تم فتح مواقع متنقلة للتطعيم في مخيمات النازحين وعلى الطرق والمراكز الحدودية الفاصلة بين الأقاليم والمناطق والمدن الرئيسية.

جدير بالذكر أن حملة الإمارات للتطعيم هي حملة إنسانية تشمل تغطية 66 منطقة في أربعة أقاليم باكستانية، وتستهدف تطعيم أكثر من 10.6 مليون طفل باكستاني بمعدل ثلاث جرعات تطعيم لكل طفل خلال ثلاثة أشهر هي مارس وإبريل ومايو من عام 2016.. وتكتسب الحملة أهمية خاصة ودوراً استثنائياً في دعم المبادرة العالمية التي أقرتها الجمعية العامة للصحة العالمية لاستئصال شلل الأطفال بنهاية عام 2018، ودعم خطة الطوارئ الوطنية التي أطلقتها الحكومة الباكستانية للقضاء على فيروس مرض شلل الأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية.

وتقدمت إدارة المشروع الإماراتي بجزيل الشكر والتقدير لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على هذه المبادرة الإنسانية الكريمة لاستئصال مرض شلل الأطفال، ودعم وتعزيز الجهود العالمية وبرامج هيئة الأمم المتحدة لوقاية المجتمعات وحماية الأطفال من الأوبئة والأمراض الخطرة.

وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من خطورة وباء مرض شلل الأطفال في جمهورية باكستان الإسلامية التي سجلت في عام 2011 ما مجموعه 198 حالة وفي عام 2012 ما مجموعه 58 حالة وفي عام 2013 ما مجموعه 93 حالة كما سجلت في عام 2014 العدد الأعلى من حالات شلل الأطفال في الـ 14 سنة الماضية بعدد 306 حالات، حيث لا يزال شلل الأطفال متوطناً في دولتين فقط هما باكستان وأفغانستان.

وتصف منظمة الصحة العالمية شلل الأطفال بأنه مرض فيروسي شديد العدوى يغزو الجهاز العصبي، وهو كفيل بإحداث الشلل التام في غضون ساعات من الزمن.. ويدخل الفيروس جسم الإنسان عبر الفم، ويتكاثر في الأمعاء وتتمثل أعراض المرض الأوّلية في الحمى والتعب والصداع والتقيؤ وتصلّب الرقبة والشعور بألم في الأطراف.. وتؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال (يصيب الساقين عادة) ويلاقي ما يتراوح بين 5% و10% من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها.

شلل الأطفال يوجد بالفعل، وإن كانت حالات الإصابة به تناقصت بأكثر من 99% منذ عام 1988 عندما تم إنشاء المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، حيث كان المرض يتسبّب في إصابة 350000 طفل بالشلل كل عام، حيث هبطت عدد الحالات المسجلة إلى 359 حالة أبلغ عنها في عام 2014، ويأتي هذا الانخفاض نتيجة للجهود العالمية المبذولة لاستئصال هذا المرض.. ولا يوجد اليوم غير بلدين في العالم لم تتمكّن قط من وقف انتقال هذا المرض هما( باكستان وأفغانستان ).

ورغم ما أحرز من تقدم منذ عام 1988 فطالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل، فإن الأطفال في جميع البلدان ربما يتعرضون لخطر الإصابة بالمرض.. إذ من الممكن أن ينتقل فيروس الشلل بسهولة إلى بلدان خالية منه ويمكن أن ينتشر سريعاً بين السكان غير المطعمين ضده، وقد يسفر الفشل في استئصال شلل الأطفال عن نحو 200 ألف حالة جديدة للإصابة بالمرض في غضون عشر سنوات في عموم أرجاء العالم.

ولا يوجد علاج لشلل الأطفال، ولكن يمكن الوقاية منه بلقاح الشلل الذي يعطى على دفعات متعددة يمكن أن يقي الطفل من شر المرض مدى الحياة، حيث تفيد تقارير الحكومة والمنظمات الدولية بأن غياب الوعي الصحي حول أخطار المرض والمعتقدات الخاطئة تعيق حملات القضاء عليه.

المصدر: الخليج