تركيا.. من التلميح إلى التصريح للتطبيع مع سوريا

أخبار

أعرب رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم عن ثقته باستعادة بلاده علاقتها الطبيعية مع سوريا، ليؤكد حزب «العدالة والتنمية» لاحقاً أن هناك عائقاً كبيراً أمام التطبيع يتمثل في بقاء بشار الأسد، فيما صرح عضو الفريق الإيراني المفاوض في الشأن النووي، المدير العام للشؤون السياسية والأمن الدولي بوزارة الخارجية الإيرانية حميد بعيدي نجاد، بأنه لم يتم اتخاذ قرار بالتفاوض مع أمريكا بشأن سوريا.

وجاءت تصريحات يلديريم، أمس، في معرض تعليقه على مساعي حكومته لتوسيع دائرة الاستقرار حولها في المنطقة، مؤكداً أن أنقرة «بحاجة» إلى بناء علاقات جيدة مع سوريا والعراق، وأن البلدين بحاجة إلى الاستقرار حتى تنجح جهود مكافحة الإرهاب.

وأدلى يلدريم بهذه التصريحات أثناء حديثه عن حاجة تركيا لتعزيز علاقاتها الدبلوماسية في المنطقة، وهي التصريحات التي بثها التلفزيون التركي على الهواء مباشرة.

وقال يلدريم: «سنوسع صداقاتنا في الداخل والخارج، وقد بدأنا في فعل ذلك خارجياً، حيث أعدنا علاقاتنا مع «إسرائيل» وروسيا إلى طبيعتها، وأنا متأكد من أننا سنعود إلى العلاقات الطبيعية مع سوريا أيضاً».

وتناول رئيس الوزراء موضوع كابوس الإرهاب وعدم الاستقرار الذي تعيشه سوريا والعراق، معرباً عن أمله في ألا تغض الدول الكبرى النظر عن الهجمات على الإنسانية في هذه الدول، مؤكداً أنه «لا بد من إرساء الاستقرار في سوريا والعراق من أجل النجاح في مكافحة الإرهاب»

وأكد أن هدف بناء علاقات جيدة مع العراق وسوريا هو أمر ضروري.

ومن اللافت أن يلدريم لم يذكر في تصريحاته الأخيرة بصورة مباشرة «جرائم النظام السوري»، ولم يجدد إصراره السابق على ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد قبل استعادة العلاقات الطبيعية بين أنقرة ودمشق، ولذلك اضطر حزب «العدالة والتنمية» الحاكم للتوضيح أن رئيس الوزراء «صحح» تصريحاته.

وقال ياسين أكتاي نائب رئيس حزب «العدالة والتنمية» الحاكم في تركيا والناطق باسم الحزب، إنه لا توجد مشكلة بين الشعبين التركي والسوري، وربط تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق بإقامة نظام ديمقراطي في سوريا.

واعتبر أكتاي، في تصريح لوكالة «سبوتنيك»، أن بقاء الرئيس بشار الأسد في الحكم «يشكل عائقاً أمام تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا».

واستطرد أكتاي قائلاً: «رئيس الوزراء (التركي) بن علي يلدريم صحح أقواله التي أدلى بها خلال اجتماع رؤساء فروع حزب «العدالة والتنمية»، بالتأكيد أنه لا يقصد تطبيع العلاقات مع سوريا بوجود الرئيس الأسد».

هذا وسبق ليلدريم أن قال يوم الثلاثاء: «ليست هناك أي أسباب كثيرة» للدخول في خلاف مع أي من الدول في محيط تركيا، بما في ذلك سوريا ومصر، متعهداً بأن أنقرة ستواصل جهودها لتحسين العلاقات مع الجيران.

وقال رئيس الوزراء خلال اجتماع لحزب العدالة والتنمية في أنقرة: «ليست هناك أسباب كثيرة لننازع العراق وسوريا ومصر أو أي دول في أي منطقة، لكن توجد أسباب كثيرة لدفع العلاقات قدماً إلى الأمام». وشدد على أن تركيا تعد كافة الدول «أصدقاء لها».

ووعد بأن الحكومة ستعمل على تعزيز علاقات الصداقة وتجاوز العداوة. وأردف قائلاً: «من الآن وصاعداً سنعمل على تعزيز الصداقة مع الدول كافة في محيط البحر الأوسط والمتوسط. وسنحاول تقليل الخلافات».

وصرح حميد بعيدي نجاد، بأنه لم يتم اتخاذ قرار بالتفاوض مع أمريكا بشأن سوريا.

ونقلت وكالة أنباء (فارس) الإيرانية عن حميد نجاد قوله:«لم يكن لدينا مفاوضات محددة مع أمريكا حول موضوع سوريا، ولم يتم اتخاذ القرار للتفاوض مع أمريكا في هذا المجال، حسب علمي».

ويتوجه وفد وزاري تركي كبير إلى العاصمة الروسية موسكو، للقاء بالمسؤولين الروس في زيارة عمل، يبحث خلالها مجالات التعاون بين البلدين عقب تطبيع العلاقات بينهما.

وقال بيان للخارجية التركية، إن الزيارة تأتي بناء على دعوة من روسيا، ويضم مسؤولين من وزارات السياحة والثقافة والنقل والمواصلات والاتصالات والنقل البحري والداخلية.

المصدر: الخليج