تغيرات مناخية تعيشها السعودية.. و230 سدا أمام اختبار «الأمطار»

منوعات

السيول

في الوقت الذي أعلنت فيه الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، أمس الثلاثاء، عبر موقعها الرسمي، توقعها بهطول أمطار رعدية على مناطق جازان وعسير والباحة تمتد حتى محافظة الطائف، إضافة إلى ما شهده عدد من مناطق السعودية – مؤخرا – من هطول للأمطار، بدأت الجهات المعنية بالنظر في مدى قدرة السدود ومشروعات تصريف السيول، بعد ما شهدته السعودية في السنوات الماضية من حالات غرق وأضرار ناجمة من كميات الأمطار.

وتعتبر طبيعة المناطق السعودية ووجود عدد من الأودية فيها، ميزة استدعت إقامة عدد من السدود بهدف مواجهة التدفق الهائل الكبير من مياه السيول الواردة من تلك الأودية، بالإضافة إلى توفير المياه الجوفية للمنطقة، ليبلغ عدد السدود في السعودية 230 سدا في مختلف المناطق، لتكون أمام اختبار حقيقي لهطول كميات الأمطار التي تشهدها السعودية في السنوات الأخيرة.

وتشهد السعودية خلال السنوات الـ5 الماضية تغيرات مناخية، حيث تشير إحدى الدراسات التي قدمتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة إلى ارتفاع نسبة هطول الأمطار في السعودية ليزيد المعدل اليومي للمناطق الست ما بين عامي (2071-2100)، مقارنة بالأعوام بين (1961– 1990) لكل من الحرارة التي بلغت 3م إلى 4.2م، والأمطار التي زادت بمعدل 23 في المائة إلى 41 في المائة، وجريان المياه بنسبة 79 في المائة إلى 226 في المائة عن مقداره الحالي على المملكة.

وفي مبادرة استباقية وجه الأمير فيصل بن سلمان، أمير منطقة المدينة المنورة، رئيس لجنة الدفاع المدني الرئيسية بتشكيل لجنة من إمارة المنطقة، والأمانة، وهيئة تطوير المدينة، والدفاع المدني، والمديرية العامة للدفاع المدني، والإدارة العامة لشؤون الزراعة، والإدارة العامة للطرق والنقل، للوقوف على مشروعات تصريف السيول ومياه الأمطار الجاري تنفيذها، وإعداد تقرير مفصل عن سير العمل في هذه المشروعات ودراسة الاحتياجات الحالية، وإيضاح المعوقات إن وجدت، على أن يجري عرض التقرير على اللجنة الرئيسية للدفاع المدني في الاجتماع المقبل لمناقشته.

وقدم اللواء زهير بن أحمد سبيه مدير الدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة، أمس، عرضا مرئيا عن مخاطر الأمطار والسيول بمنطقة المدينة المنورة، ومهام الجهات ذات العلاقة، إضافة إلى عرض مرئي لأمانة منطقة المدينة المنورة لمتابعة الأعمال التي قامت بها، وعرض آخر حول أعمال اللجنة الفنية، وذلك في الاجتماع الذي ترأسه أمير منطقة المدينة المنورة، أمس، والذي ناقش أهم الموضوعات المتعلقة بالحماية المدنية والوقاية من الأخطار المحتملة، إضافة إلى المشروعات المتعلقة بدرء أخطار السيول واستعدادات الجهات المعنية للتعامل مع الحالات الطارئة.

وفي سياق متصل، كشف لـ«الشرق الأوسط» العقيد خالد الجهني الناطق الإعلامي للدفاع المدني بمنطقة المدينة المنورة، أن السدود لها أهمية بالغة بالتحكم بالأودية والسيول المنقولة من خلال تمركزها بمواقع استراتيجية للاستفادة منها، مشيرا إلى أن الدفاع المدني ليس له علاقة بإنشاء وصيانة وتشغيل السدود، منوها إلى أن وزارة المياه والكهرباء هي الجهة المعنية بالتحكم في منسوبها وتثبيت صافرات الإنذار لها وإعداد الدراسات التطويرية لتلك السدود.

وشدد الجهني على أن إدارة الدفاع المدني تعمل بشكل كبير وعبر تجهيزات عالية للتحرك في حال حدوث حالة من الحالات الطارئة، خاصة في هذه الأيام التي تشهد هطول الأمطار والسيول، وفق نظام سريع للإنقاذ.

المدينة المنورة: فيصل الرويشد – الشرق الأوسط