أعلنت ماليزيا أمس، ان تحركات طائرة «بوينغ 777» التابعة للخطوط الجوية الماليزية التي اختفت قبل اسبوع وعلى متنها 239 شخصاً، تدفع الى الاعتقاد «بوجود عمل متعمد»، لكنها لم تؤكد فرضية الخطف، رغم قول مسؤول عسكري ماليزي إن «طياراً محنّكاً يعرف جيداً كيف يتجنب الرادارات في المنطقة، غيّر مسار الطائرة».
وقال رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق في مؤتمر صحافي: «أوقفت انظمة بث المعلومات من الطائرة قبل وصولها الى نقطة فوق بحر الصين الجنوبي. ورُصِد آخر اتصال عبر الاقمار الاصطناعية بعد اكثر من ست ساعات ونصف الساعة على اختفائها من شاشة رادار مدني».
واضاف ان «تحركات الطائرة في الفترة الأولى لتغيير مسارها، وتحليقها فوق شبه الجزيرة الماليزية في اتجاه المحيط الهندي تدفع الى الاعتقاد بوجود عمل متعمد نفذه شخص على الطائرة». لكن رغم التقارير الاعلامية عن خطف الطائرة، اوضح «اننا لا نزال نحقق في كل الاحتمالات حول اسباب انحراف الطائرة عن مسار رحلتها الأساسي».
وقال رزاق ان معلوماته الجديدة تستند الى اتصال أجري بالاقمار الاصطناعية مع الطائرة، ومعلومات رادار عسكري، مشيراً الى وقف اعمال البحث عن الطائرة في بحر الصين الجنوبي، واعادة النظر في انتشار القوات الماليزية. وإثر انتهاء المؤتمر، فتشت الشرطة منزل قائد الطائرة المفقودة زهاري أحمد شاه (53 سنة).
وحتى الآن، حدّد الخبراء آخر نقطة اتصال على انه داخل ممر أو ممرين جغرافيين واسعين، يمتد اولهما شمالاً من حدود كازاخستان وتركمانستان الى شمال تايلاند، والثاني جنوباً من اندونيسيا الى جنوب المحيط الهندي.
وتفيد التصريحات الجديدة اضافة الى معلومات صحافية بأن الوضع لم يكن عادياً في مقصورة القيادة. وقد يكون الضغط انخفض فجأة في المقصورة او تكون حصلت مشكلات ميكانيكية خطرة، ما جعل الطيار غير قادر على العمل أو اضطره الى اتخاذ قرارات كارثية.
ومن الفرضيات الأخرى استحواذ قرصان محنك في قيادة الطائرات أو أحد عناصر الطاقم على المقود، او ان يكون الطيار او مساعده قد انتحر.
ورجحت صحيفة «نيويورك تايمز» ارتفاع الطائرة الى علو 45 ألف قدم (19700 متر) غير المسموح لطائرة «بوينغ 777»، قبل ان تنزل في شكل غير منتظم الى 23 ألف قدم، أي دون العلو المستخدم لتحليق الطائرات، لدى الاقتراب من جزيرة بينانغ الماليزية المكتظة بالسكان.
ولم يستبعد مصدر مطلع على التقويمات الرسمية الأميركية احتمال نفاد وقود الطائرة وسقوطها في المحيط الهندي، بعدما طارت مئات الأميال خارج مسارها.
الى ذلك، طالبت وزارة الخارجية الصينية ماليزيا بتقديم معلومات أكثر شمولاً ودقة عن الطائرة التي اختفت لدى تنفيذها رحلة الى بكين، وبأ تسمح لمزيد من الدول بالمشاركة في عملية البحث، علماً ان 57 سفينة و48 طائرة من 13 بلداً بينها الولايات المتحدة والصين والهند تشارك في عمليات البحث.
المصدر: كوالالمبور – أ ف ب، رويترز