توافق فلسطيني على أولويات التفاوض.. وإسرائيل تماطل

أخبار

في أجواء وصفتها مصادر فلسطينية مطلعة بـ«الإيجابية»، جرت في القاهرة أمس الجولة الأولى من المباحثات التي تديرها مصر مع وفد فلسطيني يضم ممثلين عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحركة الجهاد، للتوافق على وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة، في ظل غياب الوفد الإسرائيلي، وإن توقعت المصادر أنه من المرجح وصوله إلى القاهرة خلال يومين. وأكد أحد أعضاء الوفد التفاوضي الفلسطيني أن الفصائل الفلسطينية اتفقت فيما بينها على ورقة موحدة تتضمن أربعة شروط لوقف إطلاق النار.

ورغم تصريحات إسرائيل التي صدرت أمس وقالت فيها إنها لن توفد مبعوثين كما كان مقررا، متهمة حماس بتضليل الوسطاء الدوليين، رجح عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية في حركة فتح وممثلها في مفاوضات القاهرة من أجل التهدئة، أن ينضم الوفد الإسرائيلي للمفاوضات الحالية خلال يومين.

وقالت مصادر فلسطينية قريبة من اجتماعات الوفد الفلسطيني في القاهرة إنه في حال أصرت إسرائيل على موقفها الرافض الحضور إلى القاهرة والتفاوض بشأن المطالب الفلسطينية، فإنه من المرجح أن يتواصل الطرف الأميركي مع الجانب الإسرائيلي لإقناعه بقبول الالتزامات المترتبة على وقف إطلاق نار دائم.

وانهار اتفاق لوقف إطلاق النار توسطت فيه الولايات المتحدة والأمم المتحدة بعد ساعات من سريانه الجمعة الماضي، فيما تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بخرق الهدنة.

وأضافت المصادر أنه «لا يوجد تعارض بين المبادرة المصرية (التي طرحتها القاهرة منتصف الشهر الماضي وتحفظت عليها حركة حماس) والمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني وحقه في العيش بسلام، والورقة التي قدمتها الفصائل والتي تؤكد وحدة الموقف الفلسطيني».

وأشارت المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» أمس إلى أن «هناك توافقا وتطابقا في وجهات النظر على المبادرة المصرية والورقة الفلسطينية الموحدة التي أدرجت مطالب كل الفصائل الفلسطينية».

وتتضمن الورقة الفلسطينية الموحدة وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، وإنهاء الحصار بريا وبحريا وماديا، والسماح بالصيد في مياه غزة، وإلغاء المنطقة العازلة، وفتح مطار وميناء غزة، وإعادة إعمار القطاع، والدعوة إلى مؤتمر دولي للمساهمة في هذا الشأن، وضمان التزام إسرائيل باستكمال شروط صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي أطلق سراحه قبل ثلاث سنوات، وإطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الذين جرى التفاوض بشأنهم خلال محادثات السلام الأخيرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية الولايات المتحدة، والتي أخفقت في أبريل (نيسان) الماضي.

وفي غضون ذلك، نقلت وكالة «رويترز» عن عضو الوفد التفاوضي قيس عبد الكريم أن الفصائل الفلسطينية اتفقت فيما بينها على ورقة موحدة تتضمن أربعة شروط لوقف إطلاق النار.

وقال عبد الكريم، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية: «بعيدا عن التفاصيل جرى الاتفاق على أربع نقاط رئيسة». وأضاف أن هذه النقاط: «انسحاب القوات الإسرائيلية. إنهاء الحصار. الإفراج عن الأسرى الذين جرى اعتقالهم من صفقة شاليط والإفراج عن النواب والإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى. والبدء في إعادة الإعمار. وهناك تفاصيل لكل هذه النقاط». وأوضح عبد الكريم أن اجتماعا سيعقد في وقت متأخر (مساء أمس) مع الجانب المصري لبحث هذه الورقة.

من جهته، قال الأحمد إن وصول الوفد إلى مصر جاء بعد تفاهمات الفصائل الفلسطينية على أن الحل في المبادرة المصرية، مؤكدا إجماع الفصائل الفلسطينية على هذه المبادرة.

وأضاف الأحمد في تصريحات صحافية، في القاهرة أمس، أن تبلور الموقف الدولي حيال العدوان الإسرائيلي على غزة، وخروج مؤتمر باريس، الذي عقد أواخر يوليو (تموز) الماضي وضم ممثلي وزراء خارجية دول أوروبية بالإضافة إلى وزراء خارجية الولايات المتحدة وقطر وتركيا وغاب عنه الجانب الفلسطيني، من دون نتائج، أسفر عن «إدراكنا، وأدرك معنا الآخرون، أن الحل بالمبادرة المصرية، التي أصبحت محط إجماع»، لافتا إلى أن هذا الوفد اتفق على أن يكون تحت مظلة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن).

وأشار عضو اللجنة المركزية في حركة فتح إلى أن إسرائيل لن تأتي إلى القاهرة بسبب موضوع الجندي الإسرائيلي (في إشارة للجندي الذي أعلنت إسرائيل أسره الجمعة الماضي قبل أن تعود وتؤكد مقتله أمس)، إلا أنه رجح التحاقها بالمفاوضات في اليومين المقبلين.

وحول المفاوضات وطبيعتها في القاهرة، أشار الأحمد إلى أن النقطتين الأساسيتين في المفاوضات هما وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة، لافتا إلى أن التفاصيل سيجري بحثها في وقت لاحق. وكشف الأحمد أن السلطة الفلسطينية اتفقت مع مصر على أن إدارة معبر رفح شأن مصري فلسطيني، ولا شأن لإسرائيل به، مشيرا إلى أن القاهرة ستتعامل مع سلطة فلسطينية شرعية غير خاضعة لسيطرة أي فئة فلسطينية دون أخرى.

ويشارك في المباحثات نائب وزير الخارجية الأميركي ويليام بيرنز، ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير ممثل الرباعية الدولية التي تضم روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. وقالت مصادر في مطار القاهرة الدولي أمس إن المبعوثين الدوليين لم يصلا القاهرة حتى كتابة هذا التقرير.

ووصل إلى القاهرة صباح أمس (السبت) وفد حركة حماس الذي يضم محمد نصر وعزت الرشق قادمين من قطر، إلى جانب نائب رئيس الحركة الموجود في القاهرة موسى أبو مرزوق.

كما وصل وفد حركة الجهاد الإسلامي برئاسة زياد نخالة نائب الأمين العام للحركة من العاصمة اللبنانية بيروت، بينما وصل إلى القاهرة في ساعة متأخرة من مساء أول من أمس عضو اللجنة المركزية لفتح، رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد، وبسام الصالحي، وقيس عبد الكريم، ورئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج.
 
المصدر: القاهرة: سوسن أبو حسين – الشرق الأوسط