توسعة المخيم «الإماراتي – الأردني» ليستوعب 10 آلاف لاجئ سوري

منوعات

استفادت 53 ألف أسرة سورية لاجئة من حصيلة حملة «قلوبنا مع أهل الشام» التي تنفذها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والتي وجه بإطلاقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، خلال شهر ديسمبر الماضي، لإغاثة اللاجئين السوريين، بحسب الدكتور محمد عتيق الفلاحي أمين عام الهلال الأحمر.

وضمن مشاريع الهلال الإنسانية لإغاثة السوريين في المملكة الأردنية تنفذ هيئة الهلال الأحمر حالياً مشروعاً لتوسعة وتطوير المستشفى الميداني الإماراتي – الأردني، وإنشاء وحدة لغسيل الكلى، وتحويل بقية الخيام التابعة للمستشفى إلى كرافانات عالية المستوى، للتحفيف من معاناة الأسر، كما سيتم إرسال بعثات طبية من الإمارات إلى الأردن لعلاج بعض المرضى، خاصة الذين يعانون من مشاكل في الإبصار.

10 آلاف لاجئ

تعمل الهيئة حالياً على توسعة المخيم «الإماراتي – الأردني»، الواقع في منطقة مريجب الفهود شرقي مدينة الزرقاء الأردنية، لتصبح مساحته 25 ألف متر مربع ليستوعب 10 آلاف لاجئ، بزيادة 6 آلاف لاجئ عن السعة الحالية، إلى جانب إنشاء مركز تدريب مهني يشمل الحدادة والنجارة للرجال، ومركز للحرف والأشغال اليدوية للنساء، وحديقة مصغرة للأطفال والسيدات، بالإضافة إلى ملعبين لكرة القدم وصالة للألعاب الرياضية، فيما تم التعاقد مع شركة لمعالجة الصرف الصحي والاستفادة منها في ري المزارع.

وتفقد وفد الهيئة، الذي ترأسه الدكتور محمد عتيق الفلاحي أمين عام الهلال الأحمر، وضم أحمد الحمادي مدير مركز الأخبار بتلفزيون أبوظبي، وعبدالرحيم البطيح مدير إدارة شؤون الخدمة العامة في أبوظبي للإعلام، والإعلامية نشوى الرويني، وساره شهيل المدير التنفيذي لمراكز إيواء في أبوظبي، المخيم الإماراتي – الأردني، الواقع في منطقة مريجب الفهود شرقي مدينة الزرقاء الأردنية، والمستشفى الإماراتي – الأردني بمنطقة المفرق قرب الحدود السورية – الأردنية.

تخفيف المعاناة

وقال الدكتور الفلاحي في تصريحات للإعلاميين خلال الجولة: «نقاسم الشعب السوري معاناته، ونشعر بما يشعر به، ومساندته في محنته الحالية تعتبر أمانة في أعناقنا، حيث يجمعنا دين واحد وثقافة واحدة، ومن واجبنا أن نعمل على تخفيف هذه المعاناة حتي تنتهي الأزمة، مؤكداً أن الإمارات بقيادتها الرشيدة لن تنسى اللاجئين السوريين.

وأضاف: حملة «قلوبنا مع أهل الشام» التي جاءت بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة، ساهمت في دعم جهود إغاثة اللاجئين السوريين في الأردن، مؤكداً أن الحملة نجحت في توصيل الرسالة الإنسانية لدولة الإمارات تجاه الشعب السوري الشقيق، وكان لها أبلغ الأثر في سرعة تقديم المساعدة للاجئين السوريين رغم الظروف القاسية التي يعيشونها.

واستمع الفلاحي والوفد المرافق من مدير المستشفى الميداني سيف الكعبي لشرح حول الخدمات العلاجية والرعاية الأولية المقدمة للمرضي مشيراً إلى أن المستشفي شهد أمس ولادة طفل اسماه والداه خليفة، تعبيراً عن مدى الحب والامتنان الذي يكنّه الأشقاء من الشعب السوري للإمارات وقائدها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، لافتاً إلى أن أكثر من طفلة ولدت في المخيم أطلق عليهن اسم «الإمارات» امتناناً وشكراً لإمارات الخير.

70 كادراً

ولفت الكعبي إلى أن المستشفي افتتح في الثامن والعشرين من أغسطس عام 2012 لتقديم العلاج المجاني للاجئين السوريين، واستقبل منذ افتتاحه 175 ألف مراجع، ويتكون الطاقم الطبي من 70 كادراً بين طبيب وممرض وفني، بينهم عدد من السوريين والأردنيين، مشيراً إلى أنه تتم حاليا عملية لتوسيع وتطوير المستشفى وتحويل بقية الخيام الموجودة إلى كرافانات عالية المستوى.

وقال: «نتوقع خلال شهر فبراير المقبل أن يستكمل تحويل باقي الخيام إلى مباني شبه دائمة، ونحن في تعاون دائم مع المنظمات الدولية، مثل اليونيسيف وغيرها كما نتواصل مع مع المسؤولين الأردنيين، كما نقدم حملات تطعيم، للمتواجدين في المخيم، نافيا وجود أي أمراض أو أوبئة بين سكانه».

وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في المراجعين الذين وصل عددهم خلال شهر ديسمبر الماضي إلى 10 آلاف و500 مراجع، وهو عدد يمثل ضعف عدد المراجعين الذين كانوا يحصلون على الخدمات الطبية من المستشفى، عندما تولى مسؤولية إدارتها نهاية مايو 2012، ما يؤكد توفير الخدمات العلاجية من أجهزة ومعدات حديثة، لافتاً إلى أن المستشفي لا تقتصر خدماته على مرضى المخيم الإماراتي، إنما يستقبل المراجعين من محافظة المفرق، ومخيم الزعتري للاجئين السوريين والعاملين من جنسيات أخرى، بالتعاون مع المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية والسلطات الأردنية.

10 متطوعين من الإمارات

وقال الكعبي، إن عدد المتطوعين الإماراتيين في الطاقم الطبي بالمستشفى يصل إلى 10 أشخاص، أقدم لهم خالص الشكر والتقدير، لأن هذا عمل إنساني بحت، ومن جاء هنا من المتطوعين شاهد أشياء كبيرة وصعبة، وهم ساهموا في بناء الكثير، ومن سيأتي بعدهم سوف يكمل البناء، لافتاً إلى أن المستشفي يهتم بالمرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة، وبينهم نحو 3 آلاف مريض من كبار السن، بالإضافة إلى تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية، إضافة إلى حملات التطعيم والرعاية الصحية الخارجية.

وأوضح أن المستشفي يعمل على مدار الساعة، ويستقبل قسم الطوارئ المرضى في أي وقت ويتم إجراء العمليات الصغرى وعمليات الولادة، حيث بلغ إجمالي عدد حالات الولادة التي تمت في المستشفى نحو 500 حالة حتى الآن، مشيراً إلى التعامل مع المراجعين حسب خطورة الوضع في حال حضرت إصابات خطيرة يتم تثبيت الحالة، ومن ثم تحويلها للمستشفى المتخصص، لتلقي العلاج المناسب، فيما يمثل الأطفال 45% من المراجعين.

قسم الأسنان

قال مدير المستشفى الميداني سيف الكعبي، «إن قسم الأسنان يقوم بعمل جراحات تجميلية وعلاجية، خاصة للأطفال الذين يعانون مشاكل نفسية بسبب أسنانهم، وتوجد مواد طبية من أفضل المواد في العالم، ونقدم خدماتنا لحوالي 60 مريضاً يومياً، ونستطيع في القسم أن نقوم بأصعب العمليات الخاصة بالأسنان، كما يستقبل قسم الجراحة 120 مراجعاً يومياً».

وأضاف، أن عدداً من الحملات الطبية ستأتي من الإمارات للمستشفى الميداني الإماراتي الأردني لعلاج المرضى وإجراء العمليات، منها عمليات في العيون، كما نعمل حالياً على إنشاء وحدة لغسيل الكلى في المستشفى للتحفيف من معاناة الأخوة السوريين.

توسعة المخيم

وتفقد الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر والوفد المرافق المخيم الإماراتي – الأردني في منطقة مريجب الفهود الذي يبعد عن مدينة عمان مسافة 74 كيلو متراً واستمع لشرح حول الخدمات والمساعدات التي تقدم للاجئين في المخيم.

وقال هادي الكعبي مدير فريق الإغاثة التابع للهلال الأحمر الإماراتي: تقوم الهيئة بأعمال لتوسعة المخيم لتصل مساحته إلى 25 ألف متر مربع، وذلك ليستوعب 10 آلاف لاجئ، بزيادة 6 آلاف لاجئ عن السعة الحالية، إذ يستوعب المخيم 4 آلاف لاجئ، مشيراً إلى إنشاء مركز تدريب مهني يشمل الحدادة والنجارة للرجال، ومركز للحرف والأشغال اليدوية للنساء، وإنشاء حديقة للأطفال، بالإضافة إلى ملعبين لكرة القدم وصالة رياضية، والتعاقد مع شركة لمعالجة مياه الصرف الصحي والاستفادة منها في رى المزارع.

ولفت الكعبي إلى أنه يتم توفير الملابس والمسكن والعلاج للاجئين كما يقدم الهلال الأحمر الإماراتي مساعدات مالية بنظام المكآفات للأسر من خلال توفير فرص عمل للرجال لشغل أوقاتهم والاستفادة من قدراتهم وخبراتهم، مشيراً إلى أن المخيم الذي أنشئ قبل8 أشهر وتم تقسيمه إلى 7 حارات، ويعد ثاني أكبر مخيم في الأردن ولم يتعرض لأي مشكلة، ويضم 110 كرفانات يتم توزيعها حسب عدد أفراد الأسرة، كما يضم عيادة ومسجداً وسوقاً ومدرسة، ومتجراً، ومركز لتحفيظ القرآن الكريم.

خدمات في المخيم

– يصدر المخيم بطاقات إلكترونية لكل فرد من اللاجئين تحتوي على معلوماته الشخصية ويتم من خلالها صرف المساعدات من وجبات، وأغطية وملابس وأدوية وغيرها.

– يقدم المخيم من خلال العيادة الطبية العلاج للاجئين، وفي حال و جود حالات حرجة يتم تحويلها إلى احد المستشفيات المتخصصة خارج المخيم.

– يوفر المخيم 3 وجبات غذائية يوميا للاجئين حسب عدد أفراد الأسرة، ووفقا للحالة الصحية حيث تخصص وجبات للمسنين ومرضى السكري والضغط، بالإضافة إلى وجبات خاصة للأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.

1000 طالب في مدرسة مريجب الفهود

قال مدير المخيم الإماراتي الأردني، إنه يوجد في المخيم مدرسة تضم أكثر من 1000 طالب وطالبة من المرحلة الابتدائية حتى الثانوية، تقدم منهاج وزارة التعليم الأردنية، حيث تلتحق الإناث بالمدرسة في الفترة الصباحية، والذكور في الفترة المسائية، مؤكداً أن المخيم يقدم الدعم النفسي للنساء والأطفال جراء الظروف الصعبة التي عايشوها بسبب الحرب في سوريا حيث تساهم عدد من المنظمات الإنسانية في تقديم هذا الدعم ومنها منظمة «أرض البشر» والتي تعمل على إعادة دمج الأطفال وتأهيلهم نفسياً خاصة الذين يعانون من صدمات نفسية.

شهيل: الإمارات أعادت الأمل للأطفال السوريين

أكــدت سارة شهيل المدير التنفيذي لمراكز إيواء في الإمارات: ما رأيناه خلال الجولات الميدانيــة من قصص إنسانية تعتبر مأساة حقيقيــة لكن ثقتنا بأن هؤلاء اللاجئين في أيدي أمينة من خلال جهود الإمارات والمملكة الأردنية الهاشمية، مشيرة إلى أن القصص الإنسانية توضح الصورة الحقيقية لما تقدمه الإمارات للاجئين السوريين عبر هيئة الهلال الأحمر التي ساهمت في انتشال الأطفال من واقع أليم وإعادة الأمل لهم.

المصدر: بدرية الكسار – صحيفة الاتحاد