خلف الحربي
خلف الحربي
كاتب سعودي

جهاد النكاح كذبة الموسم!

آراء

يمكن تصديق أي شيء عن الجماعات الجهادية في سوريا، فهم في الغالب ضحايا الألاعيب الاستخباراتية، كما أن المنظمات المتشددة التي تجندهم تبيح لهم القتل والعديد من الأعمال الوحشية التي لا علاقة بمبادئ الثورة السورية، ولكن حكاية (جهاد النكاح) بالشكل الذي عرضت فيه تبدو كذبة سيئة التركيب، فالمرأة التي تترك بلدها لتلتحق بهذه المجموعات الجهادية، فعلت ذلك انطلاقا من فهمها المتشدد للإسلام، ومن المستحيل أن تبيح جسدها للمجاهدين من كل الجنسيات خارج إطار الزواج الشرعي.

قد تكون هناك امرأة ساذجة أو مغسولة المخ أو مريضة نفسية أو جاهلة بالدين، فعلت ذلك لعدم إدراكها لمفهوم الإسلام، ولكن الروايات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام العربية تتحدث عن عدد هائل من النساء المحتجزات في بعض المباني أو المدارس اللواتي يمارسن الجنس مع عدد غير محسوب من المجاهدين أو الإرهابيين، فهل كل هؤلاء النساء لا يفهمن أبسط أبجديات الدين الإسلامي؟!.

باختصار، المسألة بالنسبة للمجموعات الإرهابية لا تحتاج ارتكاب هذه الفواحش المكشوفة التي تتناقض مع الشعارات التي ترفعها، فالزواج بين المجاهدين والنساء اللواتي يتعاطفن معهم أمر متاح منذ أيام أفغانستان والعراق، وهذا لا يعني أننا لا نرى في هذا النوع من الزواج بأسا، فهو يلقي بالمرأة وأطفالها في أتون صراعات دموية لا تستطيع مواجهتها، ولكننا نشير إلى إمكانية تفشي هذا اللون من الزواج المباح شرعا، بحيث تنعدم الحاجة إلى هذه العمليات الجنسية الغريبة.

كلنا نعلم بأن من يبحث عن الجنس بإمكانه أن يتوجه إلى أي مكان في العالم باستثناء أرض المعركة في سوريا، والذين جاؤوا من ديارهم إلى سوريا سواء كانوا رجالا أو نساء لم يأتوا إلا بحثا عن الموت في سبيل الله، بغض النظر عن منهجهم الخاطئ الذي أثقل كاهل ثورة الشعب السوري الشقيق، والذي يبحث عن الموت ويساهم في صناعة الموت لا يملك الوقت لارتكاب هذه الخطايا المعلومة من أجل لذة حياتية عابرة.

**

أحيانا، تكون القضية عادلة، ولكن يظهر لها أنصار يدفعون البعض لاتخاذ مواقف مضادة لها، الأمثلة في هذا الإطار كثيرة، منها ما تقوم به بعض الجماعات الإرهابية من إضرار بقضية الشعب السوري، ومنها أيضا تأييد المطربة شمس لقضية قيادة المرأة للسيارة، حيث صورت فيديو كليب لأغنية عنوانها: (من حقنا نسوق)، ومع تأييدي الكامل لحصول المرأة على حقها في قيادة السيارة، إلا أنني أقول لشمس: (يلا روح.. بابا روح)!.

المصدر: عكاظ