حمدان بن محمد: على الإعلام نقل رسالة الإمارات إلى العالم

أخبار

أكّد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، على أهمية الدور الذي يلعبه قطاع الإعلام في إمارة دبي دعماً لمسيرة التنمية الشاملة في دولة الإمارات، مشدداً على ضرورة مواكبة القطاع بكل روافده لعمليات التطوير والتحديث المستمرة، ضمن كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن يؤدي رسالته في إطلاع المجتمع على واقع المستجدات من حولنا وانعكاساتها على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية، فضلاً عن دوره في تعريف العالم بمنجزات الدولة الحضارية، وإسهاماتها المهمة ومواقفها الثابتة في الدفاع عن الحق ونشر رسالة الوئام والسلام، ونبذ فكر التطرف والكراهية.

ونوّه سموه بضرورة أن يتجاوز الإعلام المحتوى التقليدي الذي كان سائداً قبل الثورة المعرفية، وأن يكون، بكل أذرعه، وسيلة فعالة لنقل رسالة الإمارات إلى العالم، بكل ما تحمل من قيم السلام والتعاون والتعايش، الداعية إلى إفشاء السعادة والأمل بين الناس، وأن يستفيد الإعلام من الآفاق والإمكانات الهائلة التي وفرتها التقنية المتقدمة في الانفتاح على اتجاهات الرأي العام، وتغذيته بالمعلومات والأفكار التي تركز على أسس الصدقية والنزاهة والموضوعية، وترصد في الوقت ذاته ملامح الحداثة في ثقافة المجتمع، وتكيفه مع المتغيرات المتسارعة من حوله.

جاء ذلك خلال إطلاق سموه منصة «دبي بوست» التفاعلية، التابعة لقطاع النشر في المؤسسة، كأول منتج رقمي محلي، يعتمد على المحتوى البصري بنسبة كبيرة، ويتكيف مع التقنيات الذكية في تحفيز التفاعل الإنساني، في خط موازٍ لشبكات التواصل الاجتماعي، وفي إطار من العمل المهني، القائم على الدقة والصدقية والموضوعية، وبما يُعلي من شأن قيم الإيجابية والابتكار والحيوية في الدولة.

واطلع سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، من نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب لمؤسسة دبي للإعلام، سامي القمزي، والمدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي المشرف على قطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، منى غانم المري، على تفاصيل «دبي بوست»، بدءاً من فريق العمل الشاب الذي يشكل أبناء وبنات الإمارات جزءاً كبيراً منه، والذي واصل على مدار أشهر الإعداد للمنصة ضمن رؤية مهنية، تركز على توفير بوابة تفاعلية، مروراً باستراتيجية العمل والرؤية التي قامت عليها والتي لا تكتفي برصد قصص الناس وتفاصيل حياتهم في مجتمع الإمارات، بقدر ما تُحفزهم على التفاعل، مع تقديمها لمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي محتوى احترافياً قابلاً للمشاركة والنقاش والتفاعل.

وتعرّف سموه على الشكل الذي سيأتي عليه محتوى «دبي بوست»، الذي تمثل مقاطعُ الفيديو والأفلام القصيرة والمواد البصرية المتحركة معظمه، بعيداً عن المطولات من النصوص، لتذهب المنصة الرقمية الجديدة إلى أبعد من الأخبار، لمحاولة قراءة تأثيرها في المجتمع، وإعادة روايتها، بما يجسد علاقتها بالمكان وسكانه، بصرف النظر عن جنسياتهم، وخلفياتهم الثقافية والاجتماعية.

كما تعرّف سمو الشيخ حمدان بن محمد على الإنجازات التي حققتها فرق العمل بقطاع النشر بمؤسسة دبي للإعلام، خلال الفترة الماضية، بفضل توجيهات ومتابعة سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي رئيس مجلس إدارة مؤسسة دبي للإعلام، وتحفيزه المستمر لكل القطاعات العاملة بالمؤسسة.

أساليب جديدة

وقال سامي القمزي إن «دبي للإعلام» ماضية في عملية التطوير والتحديث بما يتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لدور الإعلام والاهتمام الكبير والرعاية الكاملة التي يوليها سموه للإعلام والإعلاميين، إذ تعمل المؤسسة بكل قطاعاتها لتطبيق أرقى المعايير المهنية.

ونوّه بسعي «دبي للإعلام» الدائم لتقديم الجديد الذي يرسّخ أسهمها لدى المتلقي، بعد أن تمكنت من كسب ثقته بإيمانها بمسؤولية الكلمة، وحظيت بتقديره لما تقدمه من محتوى متميز يتسم بالتنوع والموضوعية، لتكون دائماً نموذجاً للإعلام الواعي القادر على المشاركة البناءة في المجتمع، وتلبية كل ما ينشده أفراده من إعلامه من تكامل المضمون وشمولية التناول وتوازن الطرح.

وأوضح القمزي أن المؤسسة تضع تطوير قدرات العنصر البشري وتعزيز مشاركة الكادر الوطني في مقدمة أولوياتها، تفعيلاً لرؤية القيادة الرشيدة لأهمية رفع مستوى إشراك الكادر الوطني في بناء إعلام بلاده، مشيراً إلى الدور المتميز الذي أسهم به شباب المؤسسة، من الإعلاميين الإماراتيين، في تطوير «دبي بوست»، من ناحية البناء التقني أو من حيث المضمون الإعلامي، وذلك في الوقت الذي تحرص فيه المؤسسة على ضم الكفاءات والمواهب الإماراتية وإمدادهم بكل المقومات التي تكفل لهم أعلى مستويات النجاح من ناحية التدريب والإعداد، وضمن مختلف قطاعات المؤسسة الصحافية والتلفزيونية والإذاعية، وكذلك الإعلام الإلكتروني الذي يمثل فيه الشباب عنصراً أساسياً من عناصر تميزه ونجاحه.

إعلام المبادرة

من جانبها، قالت منى غانم المري إن «تجربة الحياة في مدينة ذكية سريعة التطور وعالية التنافسية، مثل دبي، تفرض على الإعلام تبني أساليب جديدة في تقديم رسالته وفي التعاطي مع المحتوى، وتطوير وسائل وأدوات عرضه، بما يُواكب ثورة الصورة والمعلومة في العالم». وأضافت: «تسعى دبي بوست للتعبير عن تطلعات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نحو إعلام لا يكتفي بالاستجابة، بل يسعى إلى المبادرة بالتأثير والتغيير الإيجابي، ضمن رؤية معرفية وتثقيفية ناضجة».

وأشارت إلى أن «التحدي الأساسي الذي يواجه الإعلام الرقمي اليوم، يكمن في قدرته على خوض السباق الصعب الذي فرضه الانتشار الواسع لمنصات التواصل الاجتماعي، التي غيرت عملية التلقي كلياً من مجرد الاستجابة إلى أقصى درجات التفاعل والتأثير».

وأكدت المري أنّ «دبي بوست» تشكل «فضاءً رقمياً جديداً لمجتمع الإمارات، وتقدّم على نحو خاص مشهد الحياة الثريّ والمتنوع في دبي»، موضحة أن سهولة عملية التلقي الإعلامي، بفضل ثورة الاتصالات، باتت تفرض تغييراً شاملاً في المحتوى، ليواكب تطلعات الناس الذين يتعرضون يومياً لكم هائل من المعلومات والبيانات والصور ومقاطع الفيديو.

وعن أهم ملامح التطوير في القطاع، أشار المدير التنفيذي لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، أحمد الحمادي، إلى حرص المؤسسة على إمداد قطاع النشر بكل ما يكفل له الريادة والمنافسة بمحتوى متطور، سواء من ناحية الشكل أو المضمون، ليكون القطاع على قدر المأمول له من تميز، ليس فقط على الصعيد المحلي لكن في عالم الصحافة العربية عموماً، بما تملكه المؤسسة من صحف تتسم بتنوع المحتوى وشموليته، مدعومة بكوادر إعلامية مميزة تقدم منتجاً صحافياً رفيع المستوى لجمهور القراء، سواء من خلال الصحف المطبوعة أو عبر تبني معطيات التكنولوجيا الحديثة التي تتجلى أحدث أشكالها في «دبي بوست» التي من المستهدف أن تحدث نقلة نوعية في عالم الصحافة الرقمية.

من ناحيتها، قالت رئيسة تحرير «دبي بوست»، خديجة المرزوقي، إن «المنصة الجديدة منتج إعلامي تفاعلي يسعى للتعبير عن روح دبي في التأثير الإيجابي، والجرأة الدائمة على الأمل، وتشجيع الإبداع والإنجاز»، واعتبرت أن «سرعة الإيقاع في إنجازات دبي، وجمال مشهدها الكلي والتفصيلي، يشكلان حافزاً لأي منصة رقمية على محاولة اللحاق بها، خصوصاً أن الصورة الحيّة باتت تسيطر على نوافذ التواصل الإنساني، التي أنهت احتكار المؤسسات الإعلامية للصورة لمصلحة المتلقي، وهو يملك أدواتها كاملة في متناوله، من خلال هاتفه الذكي، وقدراته التقنية العالية».