حمدان بن محمد في رائعته الجديدة «دمع العظيم»: دموع «بوراشد» مزن الغمام

أخبار

نشر سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، على حسابه الرسمي في «تويتر»، قصيدة قصيرة جاءت بعنوان «دمع العظيم»، جادت بها قريحته، تأثراً بدموع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدى سماعه إلقاء إحدى المشاركات في «تحدي القراءة العربي»، لفصل من كتاب سموه «قصتي»، يروي أحداث يوم وفاة «أم دبي»، المغفور لها الشيخة لطيفة بنت حمدان آل نهيان، رحمها الله.

وهذه بلا شك لحظة إنسانية نادرة تعيد إلقاء الضوء على مناقب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، وسجاياه الإنسانية، التي طفرت مع دموع صادقة، استدعتها الكلمات التي استحضرت ذكرى الوالدة، فحركت بحر العواطف الساكنة، وأعادت إلى صاحب النفس المرهفة صورتها، بينما هي «تمشي وخلفها مجموعة من الغزلان، التي اعتنت بها منذ صغرها، ترافقها وتتابعها أينما ذهبت»، على ما يصف سموه في كتاب «قصتي».

إنها صورة تعكس مقام الأم ومكانتها. تماماً كما جاءت أبيات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، لتبرز في معادلة لغوية واحدة عظمة ومقدار تواضع الإنسان، الذي تفيض مشاعره، وتتوالى أحاسيسه، استجابة لذكرى بعيدة، لا يستحضرها إلا الوفاء، ولا يتأثر بها إلا النبل في نفس كريمة أبية.

ومن هنا، يأخذ الخطاب الشعري منحى بليغاً، وينحو باتجاه الغيم وصفاً؛ بما للغيم من رعد وبرق يعبران عن القوة والمنعة. وكذا لما فيه من ماء مدرار. وذلك في تشبيه واضح بين الغيم الذي يمطر ويكون «نتاجه عشب فوق الثرى»، ودموع صاحب السمو التي تروي بمائها قيمة الأم ومكانتها في كل مكان وزمان.

وفي ذات السياق، تؤكد الأبيات مقاصد شاعرها، الذي يلتفت إلى ما تحمله الواقعة الإنسانية من مغاز نبيلة، فـ«الماضي يبقى» وله «وسط الذاكرة مقام». ذلك المقام، الذي سبق أن عبر عنه، وأكد عليه، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كتابه «قصتي»، في سياق حديثه عن، المغفور لهم، الوالدة وأبيه الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم وجده المغفور له سعيد بن مكتوم، رحمهم الله جميعاً.

«دمع العظيم»، رائعة شعرية تستحضر عظمة الإنسان في شخص القائد الفذ، وقوة نفسه، فهو صاحب العين التي «لها دهر ما ذاقت لذيذ الكرى»، إلا أنها برغم ذلك «تحقّق المستحيل، وتبدع ف كل عام».

وهذا بيت مُجيد في التوصيف، ويدهش في قوة وصوله إلى مراميه.

وتتوالى الأبيات، التي تنهل من مرأى اللآلئ الإنسانية التي ذرفها صاحب السمو، وتتابع في رسم الصور المعبرة، واحدة بعد الأخرى، فتنقل قارئها وسامعها، إلى ملامح أساسية في سيرة صاحب السمو، إنساناً وقائداً، إلى أن يقول:

ما طاح من دمعها فوق الخدود وجرى الواجــب الخـــد يستـقبلـه بالإبتســام

هذي دموع الكريم الطيّب اللي ظرى على مصادم كبار المعضلات الجسـام

يوم انبرت له صواديف الزمان انبرى لحـلّـها.. رافـعٍ رايـاتـه إلى الأمــــام

إنها رائعة شعرية تولدت من قريحة شاعر، نبضت أبياتها بنبض صاحب القلب الذي ذرف تلك اللآلئ الإنسانية المفعمة بالعاطفة وحرارة الذكرى التي تستعيد صوتاً كريماً بينما هو يتساءل: «من مثل لطيفة؟ من مثل أمي؟».

المصدر: البيان