دبلوماسية الإمارات.. جناح السلام

آراء

دبلوماسية الإمارات، في العالم، جناح الخير والسلام، وابتسامة الوردة، وشفافية الفراشات، وهي في البعد السياسي، علاقة الشجرة بالأغصان، وهي وشائج الجداول في ضمير الجذور، هي سمة القيم الرفيعة وأخلاق النجوم، وهي ملحمة التلاحم بين السماء والغيمة، وبين الموجة والشطآن، سياسة شبت على ريق البلاغة في التعاطي مع الذات، والآخر، هي نبوغ العقل في بناء العلاقات بين الإنسان والإنسان، حتى باتت نجمة البريق في شجون، وشؤون، مما جعل هذا الوطن موئلاً للفرح، وملاذاً للسعادة، وحقلاً ترتع طيوره بأحلام أزهى من النجمة، وأرق من الغيمة.

فأينما تبرق سماء بحرية الإنسان، تجد سحابة الإمارات تفرش شالها الفضي على القلوب، وأينما يشع النور في بلد ما، تجد أمطار الإمارات تهل بنداها اللدن، تجد دبلوماسيتها ترفرف بالتضامن مع الآخر.

منذ نشوء الدولة الاتحادية، ومنذ بزوغ أقمارها المنيرة، شعت كواكبها بالنور المبين، وسعت سياستها إلى بسط رفاهية التواصل، وتأثيث العلاقة مع الآخر، بحرير العفوية، ولا تدخر الإمارات وسعاً في بناء علاقة الود مع الشقيق، والصديق دون فواصل، ولا نقاط آخر السطر، لأن القناعة لدى القيادة الرشيدة، أنه ما من سلام يعم في بلد، إلا ويخص الإمارات كما يخص ذلك البلد لأن الإيمان هنا، في الإمارات، بأن السلام سماء لا تتجزأ نجومها، ولا تنفرد كواكبها، بل كل ما يحدث من وئام في بلد، تشعر به الإمارات بأنه التحام بين نجمتين تستضيء به سماء العالم لتصبح الكرة الأرضية وحدة متلاحمة، يعزز قوّتها هذا الانسجام، وترتب أثاثها هذه الطمأنينة.

ترنيمة أخلاقية فذة لا تشبه إلا نفسها في دبلوماسية شابة، يافعة، صارمة في حبها للوجود، حازمة في تواصلها مع أغصان الشجرة العملاقة، التي يُطلق عليها الكرة الأرضية، هذه السياسة بنيت على أسس رسّخها الباني المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وعلى أثره تذهب القيادة الرشيدة، وتحقق مكتسبات سياسية، ترفع الشأن، وتعلي من الفنن، وتبقي الإمارات دوماً باقة الزهر التي يفوح عبيرها ليعم العالم، ويمنحه شذا الوصول إلى غايات، أهمها أن يندحر الموت، وتموت الأحقاد، وتندثر الصراعات الأنانية، وتفنى الصدور الضيقة، وتنتعش رئات العالم بنقاء الفضاءات السياسية، وصفاء سمائها، وجمال محياها.

اليوم تمضي الإمارات حقباً، باتجاه البوح الصريح من أنه لا بقاء إلا للحب، ولا دوام إلا لوجه البرية الناصع، ووجنة الكون المنقى من دنس الخبث الأيديولوجي، وما يخلفه من ضغائن وكراهية طالما حطمت مراكب الطموحات في نفوس الشعوب، وطالما أبادت الفرح في عيون الأجيال، وجعلت من بعض الأوطان كمائن للغي والطغيان.

الإمارات هذا المثال، والنموذج في مسعاها لتنظيف العالم من براثن الظلم، ومن مخلفات عصور التخلف، ومن فضلات الأطماع الشخصية، تؤكد للعالم عن تجربة واقعية، تمارس هنا على أرض الوطن، وتثبت للجميع أنه لا حلم للشعوب غير الحب الذي يجمع ولا يفرق، الحب الذي ينمي روح التعاون ولا يشتت القدرات، والإمكانيات، الحب هو ذلك الترياق الذي يمنع سحر الطامعين بالأنا الفردية، الذين تسلبهم الأنانية حق الوجود الصحيح.

المصدر: الاتحاد