دبي تحتضن أول قاعدة لبناء الأقمار الاصطناعية 2013

منوعات

أكد سالم حميد المري، مدير ادارة برامج الفضاء في مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة، أن دبي ستبدأ العمل بدءاً من 2013 على مشروع إنشاء أول قاعدة لبناء الأقمار الاصطناعية في المنطقة، بجوار المبنى الحالي للمؤسسة في منطقة الخوانيج في دبي، كما سيكون المشروع جاهزاً للعمل خلال عام ونصف من إطلاق المشروع، وسيتم من خلال هذه القاعدة بناء أجزاء من القمر الاصطناعي دبي سات 3 الذي سيتم اطلاقه في 2016-2017 بالإضافة الى القمر الاصطناعي دبي سات 4 الذي سيتم اطلاقه في عام 2020.

وقال المري في تصريحات خص بها “البيان” إن المؤسسة تعمل على برنامج يتضمن البحث والتطوير وإطلاق الاقمار الاصطناعية على مدى 15 عاما، كما تدرس في الوقت الراهن التعاون المشترك مع “الياه سات” المملوكة لشركة مبادلة التابعة لحكومة ابوظبي لمشاريع مستقبلية تربط الشركتين في مجال الاقمار الاصطناعية والاستشعار عن بعد.

وأضاف المري: لدينا في المؤسسة جدول زمني على مدى 15 عاما لإطلاق سلسلة من الاقمار الاصطناعية، حيث قمنا بإطلاق أول قمر اصطناعي دبي سات 1 في عام 2009، وسنقوم بإطلاق القمر الاصطناعي دبي سات 2 خلال النصف الاول من العام الجاري، ولقد انتهينا من دراسة مشروع دبي سات 3 وأيضا مشروع بناء البنية التحتية، القاعدة والمختبرات المتخصصة لبناء الاقمار الاصطناعية في دبي، بتمويل من حكومة دبي.

نقل المعرفة

وأشار مدير ادارة برامج الفضاء في مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة إلى أن الهدف الرئيسي للمؤسسة هو البحث والتطوير، وقال في هذا الخصوص: أرسلنا فريقاً من المهندسين الاماراتيين إلى كوريا منذ ثماني سنوات ضمن برنامج نقل المعرفة والتقنية، ويعمل الفريق مع شركة كورية على المشروع لاكتساب التقنيات الخاصة بتصميم وبناء الاقمار الاصطناعية بالإضافة إلى تثبيتها على الصاروخ ووضعها في المدار الصحيح والتحكم فيها، متأملين أن يقوم الشباب الإماراتيون ببناء دبي سات 3 ودبي سات 4 و جميع المشاريع المستقبلية للمؤسسة.

وأضاف سالم المري: “إن الصور التي يقوم القمر بتصويرها مهمة جدا وتساعد اصحاب القرار، في تتبع تطور العمل في المشاريع ومثال ذلك مدينة محمد بن راشد الذي يعتبر مشروعا ضخما لا يمكن تتبعه بالعين والزيارة الميدانية تستغرق وقتا طويلا لإعداد تقارير عن نسبة تطوير وإنجاز المشروع. وأسهل طريقة هي عن طريق دبي سات 1 الذي يقوم بتصوير المشروع بشكل يومي وبإمكان المسؤولين الاطلاع على الصور وتطور المشروع، كما نستطيع أيضا تجميع الصور وعمل تقرير وإرساله لأصحاب القرار والشركات العقارية التي تعمل على المشروع”.

طلبات شراء

قال سالم المري: إن المؤسسة تتلقى باستمرار طلبات لشراء الصور من دول عديدة، ونقوم ببيع الصور لدول أخرى كما نتلقى حاليا طلبات عديدة من دول مختلفة مثل الولايات المتحدة الامريكية و البرازيل بالإضافة إلى الدول الأوروبية التي تطلب تصوير مناطق مختلفة من العالم.

تجارب إبداعية

وفي سبيل هذا المشروع الضخم استطاع المهندسون الإماراتيون العاملون في كوريا على القمر الاصطناعي الاول دبي سات 1 وحاليا يعملون على القمر الاصطناعي الثاني دبي سات 2 ، تجاوز جميع العقبات في طريقهم للوصول إلى هدفهم الأسمى وهو جعل الإمارات تدخل ميدان التنافس العالمي مع الدول المتقدمة في حقل الفضاء، وروى العديد منهم لـ”البيان” تجربتهم الإبداعية، وكيف تغلبوا على الكثير من العقبات.

يقول المهندس خالد انوهي، 27 سنة، متخصص في هندسة الالكترونيات والحاسوب أمضى قرابة ثلاثة اعوام في كوريا، وقال: “انني فخور بالعمل على هذا المشروع الرائع في كوريا مع زملائي لأنه يجعل الامارات تتنافس مع الدول المتقدمة في مجال الفضاء، وقد واجهت صعوبات عديدة للحصول على تقنية الاقمار الاصطناعية وتصاميمها في كوريا كونها تنهج تخصصا جديدا، وأيضا التأقلم والتعايش في كوريا لم يكن بالأمر السهل لأننا نضطر إلى التكلم باللغة الكورية لإنجاز امورنا في كوريا وكان الامر صعبا بالنسبة لي.”

أما المهندس محمد عبدالرحيم والي، 26 سنة المتخصص في الهندسة الميكانيكية فقد أمضى قرابة أربعة اعوام في كوريا، وقال: “إنه شعور رائع أن أكون جزءا من شيء كبير وفريد من نوعه وهذا يفتح الأبواب لمجالات جديدة لم تكن موجودة في بلدنا وأيضا يتيح فرصة للمواطنين لأن يكونوا مبدعين ومبتكرين في مجال العلوم والتكنولوجيا وهذا يجعلنا من نخبة الدول القادرة على تصميم و صناعة القمر الاصطناعي ووضعه في الفضاء.”

وأضاف أن الفريق في كوريا أكثر من مجرد زملاء عمل، فـ”نحن بعيدون عن الوطن والعائلة والأصدقاء، ولكننا كعائلة واحدة حيث يساعد كل منا الآخر خلال المصاعب سواء كان الأمر متعلقا بالعمل أو أمور شخصية، وأيضا نعمل كوحدة صلبة حيث يحاول كل شخص أن يتفوق على نفسه ويساعد الآخرين ويسعى إلى نجاحهم ونعامل بعضنا البعض على قدم المساواة لا على التسلسل الهرمي.” وأوضح ان دعم الشركة المستضيفة والشعب الكوري سهلت الأمور عليهم.

مشروع ضخم

بدوره قال المهندس زكريا حسين سيف الشامسي، 28 سنة الباحث المساعد في قسم البرمجيات والذي أمضى قرابة خمس سنوات في كوريا: إنني فخور بالعمل على مشروع ضخم ورائد في مجال الفضاء، وقد واجهتني الكثير من الصعوبات، اصعبها هي قلة خبرتي في مجال الفضاء، ومن خلال وجودي في كوريا اجتهدت لفهم علوم الفضاء ومشاركتي في صناعة دبي سات 2 لعب دورا اساسيا لفهم الكثير في هذا الجانب.

وأضاف المهندس محمد سلطان محمد أحمد السهول، 25 سنة ومتخصص في الهندسة الميكانيكية: “الدولة لم تقصر في يوم بحقنا وهذا الذي نقوم به هو على الأقل رد جميل لدولتنا المعطاءة.

رفعة الوطن

وقال المهندس إبراهيم عبدالله المدفع، 26 سنة ومتخصص في هندسة الحاسوب وأمضى قرابة السنتين ونصف السنة في كوريا، أشعر بالفخر في سبيل رفعة الوطن وتطوره في مجال علوم الفضاء والاقمار الاصطناعية والمساهمة في تمثيل الدولة في المحافل الدولية المعنية.

وأضاف المهندس جمال نجيب الخاجه، 28 سنة ومتخصص في هندسة الالكترونيات وأمضى قرابة السنتين ونصف السنة في كوريا إن شعوره مشابه لشعور زملائه في فريق العمل في كوريا، وقال: أشعر بالفخر كوني جزءاً من فريق العمل الاماراتي في كوريا، وأتمنى ان ينضم عدد اكبر من الاماراتيين للعمل في هذا المجال خاصة ان المؤسسة تواجه صعوبات في استقطاب المواطنين للعمل في كوريا بعيدا عن الوطن والاهل.

مدار القمر يصور دبي مرتين يومياً

قال سالم المري ان القمر الاصطناعي يقوم بتصوير المناطق بطريقة معينة حيث يبلغ عرض الصورة 20 كيلومتراً وطول الصورة 600 كم في اليوم الواحد والناتج هو 40 صورة في اليوم الواحد، ويمر القمر على مدينة دبي مرتين في اليوم، مرة صباحا ومرة مساء.”

وأكد المري أهمية زيادة عدد الاقمار الاصطناعية للحصول على عدد اكبر من الصور وتغطية اكبر للمناطق المختلفة على الكرة الارضية، فمثلاً إذا كان القمر موجودا فوق دبي وحصلت كارثة في اليابان فلن يستطيع القمر التقاط الصور، ولذلك فإن وجود الاقمار الاضافية سيزيد من قدراتنا وسنتمكن من تصوير الكرة الارضية مرات عديدة، وأيضا الفرق بين دبي سات 1 و دبي سات 2 ان جودة الصور افضل وأكثر دقة وكلما كانت الدقة افضل كانت المعلومات أوضح بكثير.

وقال المري ان اطلاق القمر الاصطناعي يتم بالاتفاق مع شركة روسية، حيث يتم اطلاق القمر الاصطناعي بواسطة صاروخ يتم شراؤه من روسيا ليتم الاطلاق في قاعدة روسية، ولكن تركيب القمر الاصطناعي على الصاروخ عملية معقدة وتستغرق قرابة شهر ليتم التركيب بطريقة صحيحة.

65

أوضح مدير ادارة برامج الفضاء في مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة أن هدف المؤسسة الرئيسي هو تطوير القدرات الاماراتية، وقال: “هدفنا تطوير القدرات الاماراتية ولتحقيق ذلك، فإننا لا ننظر إلى التكلفة المالية في سبيل تحقيق ذلك، وقد كان بإمكان المؤسسة شراء الاقمار الاصطناعية جاهزة بكلفة أقل ولكننا نريد أن نطور قدرات الشباب الإماراتيين وتمكينهم من الاستفادة من الخبرات الاجنبية لكي يستطيعوا بناء وتطوير وتشغيل الاقمار الاصطناعية في دبي بحلول عام 2016، وحاليا يوجد لدينا 65 مهندساً يعملون في كوريا.

وأضاف أن التحديات التي تواجهها المؤسسة تكمن بشكل اساسي في استقطاب الاماراتيين، وقال: نواجه صعوبة في استقطاب وتوظيف الاماراتيين لأن هذا المجال يعتبر جديدا وعلى الاماراتيين الانتقال للعيش في كوريا والتأقلم مع الظروف هناك، ونقوم باستقطاب المواطنين من خلال القيام بزيارات تعريفية في الكليات والجامعات ونقوم بتوظيف العديد من المواطنين سنويا، كما نواجه أيضاً تحديات تقنية لم نتعامل معها من قبل من حيث بناء وتصميم وتشغيل الاقمار الاصطناعية.

 المصدر: البيان