رفض حوثي لـ «بناء الثقة» في اليوم الثاني لمشاورات الكويت

أخبار

رفض وفد «الحوثي وصالح» في مشاورات السلام اليمنية التي تستضيفها الكويت، أمس، مناقشة إجراءات بناء الثقة، وتثبيت وقف إطلاق النار وفك الحصار عن تعز، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، لتنتهي الجلسة دون الخروج بأي اتفاق، جراء تعنّت وفد الحوثي، فيما واصلت فرق التهدئة ومراقبة إطلاق النار في جميع المحافظات مساعيها الرامية إلى تنفيذ الاتفاقات المحلية، في حين شهدت بعض الجبهات خروقات ومواجهات بين الجانبين.

وتفصيلاً، واصل وفد تحالف «الحوثي وصالح» المشارك في الجلسة الثانية لمشاورات الكويت،أمس، تعنته ورفضه مناقشة تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في مشاورات بيل السويسرية، التي عقدت في ديسمبر الماضي. وقال مصدر في الوفد الإعلامي التابع للحكومة الشرعية، لـ«الإمارات اليوم» إن الجلسة انتهت دون الخروج بأي اتفاق جراء تعنت وفد الحوثي، الذي يرفض تنفيذ إجراءات بناء الثقة المتفق عليها في مشاورات سويسرا الأخيرة، التي تتضمن الإفراج عن المختطفين وفتح ممرات إنسانية آمنة إلى تعز والالتزام بالهدنة، مشيراً إلى أنهم مازالوا يصرون على مناقشة الحل السياسي ويطالبون بإيقاف الغارات الجوية لمقاتلات التحالف التي تستهدف مواقع الخروقات التي تمارسها تلك الميليشيات خاصة في محافظة تعز.

وبيّن المصدر أن الوفد الحكومي تمسك بضرورة تنفيذ إجراءات بناء الثقة المتفق عليها قبل الانتقال إلى مناقشة المحاور الخمسة، التي تضمنها القرار الأممي 2216، التي تعد محاور المشاورات التي تحتضنها الكويت حالياً، مؤكداً أن الجلسة الثانية سادها التوتر بين الوفدين جراء تعنت الحوثيين.

وأكد المصدر أن الجلسة الثانية سجلت تلفظ عضو وفد الحوثي عن حزب المخلوع صالح، فائقة السيد، بألفاظ نابية بحق رئيس الوفد الحكومي وزير الخارجية عبدالملك المخلافي، مشيراً إلى أن ذلك أثار استياء المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، الذي كان حاضراً في الجلسة، ورفض مواصلتها قبل أن تعتذر السيد من المخلافي، وتصمت خلال فترة الجلسة.

وأضاف المصدر أن ولد الشيخ حاول عقد لقاء منفصل عقب الجلسة الثانية مع رئيسي الوفدين، ولكن رئيس الوفد الحكومي رفض ذلك، ما اضطر المبعوث الأممي إلى عقد جلسات منفردة مع الوفدين كلا على حدة.

وكانت مصادر دبلوماسية توقعت أن تفضي مشاورات الكويت اليمنية إلى بيان مشترك يدعو إلى وقف شامل لإطلاق النار في جميع جبهات القتال باليمن، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية في المدن المحاصرة.

وأشارت المصادر إلى أن البيان سيحمل الدعوة للجنة الرئيسة للتهدئة الموجودة في الكويت للانتقال إلى السعودية، للعمل من هناك في مراقبة الإجراءات العملية على أرض المعارك في اليمن بشأن التهدئة ووقف إطلاق النار، بحيث تكون قريبة من الأحداث ومن مقر قيادة العمليات المشتركة لقوات التحالف العربي الداعم للشرعية اليمنية.

وقالت المصادر، إن هناك ترتيبات عسكرية في اليمن ستسبق المشاورات السياسية بدعم وتأييد من الولايات المتحدة والتحالف العربي، سيتضمن توزيع القوات اليمنية على المدن والمحافظات، التي ستعمل على تسلم الأسلحة من الميليشيات وتأمين تلك المدن، قبل البدء بعودة الحكومة والشروع بالعملية السياسية المتوقفة منذ العام 2014، على أسس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص.

ميدانياً، شهدت محافظة تعز عمليات عسكرية وخروقات مارستها ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح في عدد من الجبهات خلفت اربعة شهداء بينهم امرأتان و11 جريحاً، بينهم طفل لا يتجاوز عمره ثماني سنوات.

كما شهدت أحياء الزهراء وكلابة وثعبات قصفاً عنيفاً من قبل الميليشيات في تصعيد لافت بالتزامن مع مشاورات الكويت، كما سعت تلك الميليشيات لتحريك قطع عسكرية ثقيلة باتجاه جبهات شرق وغرب المدينة، استدعت تدخل مقاتلات التحالف العربي التي شنت غارات على جبل هان في الربيعي بالضباب غرب تعز وجبل علا وتبتي السلال وسوفتيل وتجمعاً للميليشيات جوار حديقة دريم لاند شرق المدينة.

ودارت معارك عنيفة في شارع الأربعين ومحيط اللواء 35 مدرع مع الميليشيات التي حاولت التقدم صوب مقر اللواء ومنطقة الدفاع الجوي، إلا أن المقاومة والجيش الوطني تصدت لتلك المحاولة وأفشلتها.

وقصفت ميليشيا الحوثي وصالح حي السكنية في البعرارة شمال المدينة، ما أدى إلى إصابة طفل، وفي حي الزنوج أدى انفجار لغم زرعته الميليشيات في المنطقة إلى إصابة نجل رئيس حزب الإصلاح بتعز عبدالحافظ الفقيه، وبتر ساقه، كما شهدت منطقة الضباب غرب المدينة انفجار لغم ارضي بإحدى السيارات المدنية ما أدى إلى مقتل خمسة وإصابة سبعة آخرين.

من جهة أخرى، استشهد حمزة سعيد المخلافي، شقيق قائد المقاومة بتعز الشيخ حمود المخلافي، في حملة أمنية ضد الخارجين على القانون في منطقة عصيفرة شمال المدينة.

وفي محافظة لحج، شهدت مناطق كرش والحويمي تبادلاً للقصف المدفعي الكثيف بين الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من جهة، وميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح من جهة ثانية، عقب قيام الأخيرة بتحركات عسكرية في تلك المناطق بغية التقدم صوب معسكر لبوزة الذي يبعد عن قاعدة العند الجوية الاستراتيجية بنحو 30 كيلومتراً فقط.

وفي محافظة الجوف، أكد الناطق باسم المقاومة الشعبية في المحافظة عبدالله الأشرف لـ«الإمارات اليوم» انهم وقّعوا على اتفاقية وقف إطلاق النار بوساطة قبلية توصل إليها كبار المشايخ، فيما لم يلتزم الحوثيون بتلك الوساطة رغم التوقيع عليها وقاموا بخرقها.

وفي محافظة مأرب، شنت طائرة أميركية بدون طيار غارة على مسلحين يعتقد بانتمائهم إلى تنظيم «القاعدة» في مديرية المدينة شرق مأرب، ما أدى إلى مقتل اثنين وإصابة ثمانية آخرين، في عملية هي الأولى منذ اندلاع المواجهات بين الشرعية والانقلابيين في المحافظة في أبريل العام الماضي.

من جهة أخرى، سجلت لجان مراقبة التهدئة في مأرب 31 خرقاً للتهدية من قبل الميليشيات في جبهات صرواح والمشجح وهيلان خلال اليومين الماضيين، توزعت بين القصف المدفعي والصاروخي والهجوم المباشر على موقع الشرعية والمقاومة وتحركات لقطع عسكرية واستحداث مواقع جديدة.

وبحسب مصدر في لجنة التهدئة فإن الانقلابيين دفعوا بتعزيزات جديدة باتجاه صرواح من جهة خولان بصنعاء بالتزامن مع تعزيزات بأطقم عسكرية نحو جبهة هيلان، كما تعرضت منطقة المصنع عند المدخل الشرقي لمدينة صرواح لقصف مدفعي كثيف من قبل الانقلابيين، في حين طال القصف معسكر كوفل والمخدرة والمشجح.

وفي العاصمة اليمنية صنعاء، تحدثت مصادر عسكرية عن اغتيال أركان حرب لواء الحماية الرئاسية في النهدين العميد معين العروسي.

المصدر: الإمارات اليوم