عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«سوبر بول.. !!»

آراء

عندما تكون زعامة الفريج يكون من حقك أن توقف سيارتك بالعرض بدلاً من الطول، وتأخذ مواقف ثلاث أو أربع سيارات، عندما تكون زعامة الفريج يحق لك وضع عزبة في المنطقة السكنية دون أن تلاحقك القوانين الدولية، وذلك ببساطة، لأن العزبة الـ«غوانتانامية» لا تقع ضمن خريطة منزلك الرسمية الصادرة عن دائرة التخطيط والمساحة. عندما تكون زعامة الفريج والشرطي الوحيد في الفريج أحادي القطب، فإن لك الحق بأن تلعب في ملعب الفريج في أي وقت تكون وفريقك جاهزين أو لديك الشعور أو الرغبة في اللعب، حتى وإن لم يكن هناك فريق منافس!

لذلك، لا يمكن لأحدنا أن يسأل الأمة الأميركية العظيمة لماذا تلعبون الـ«فوت بول» باليد؟ هم أحرار! هم الزعامة، لذلك فقد غيروا قواعد اللعبة كلها، سموها كرة القدم الأميركية، ويلعبونها باليد، وللمعترض حق اللجوء للقضاء الذي لا يمكن تطبيقه، بناء على قوانين مكافحة الإرهاب، وبناء على وجود العزبة في كوبا القريبة!

قام الأميركان بتغيير أبعاد الملعب، وبالطبع هم يفضلون الحساب بالياردة والقدم، والوزن بالرطل والباوند، ما يجبرك على حمل آلة حاسبة باستمرار لمعرفة المقاييس التي يتحدثون عنها، كما قاموا بتغيير عدد اللاعبين بحيث يوجد في كل فريق لكرة القدم الأميركية خمسون لاعباً، يدخل الملعب منهم أحد عشر، يتناقلون الكرة بخبث ودهاء حتى الوصول إلى خط النهاية لدى الفريق الخصم، وتسمى المباراة الأشهر في هذه اللعبة بمباراة «السوبر بول» إلى الآن، والأمر شأن أميركي خاص، زعامة الفريج.. وهم أحرار في ما يفعلونه!

لكن الجميل في المباراة المذكورة، بحسب الزميلة صحيفة «الناشيونال» أن الإعلان الدعائي كانت كلفته نحو أربعة ملايين دولار أميركي لكل ثلاثين ثانية، ما يعني أن الراعي (المحلي) لتلك البطولة (الأميركية)، التي لا يتابعها حتى شباب الـAUS ولا الـAUD ولا الـAUE ولا حتى الـAUB ،قد قام بدفع سبعة وعشرين مليون دولار أي نحو 100 مليون درهم.

100 مليون درهم، وهو المبلغ الذي يمثل ميزانية بعض أكبر الشركات الوطنية، يتبخر خلال سبع دقائق من الإعلان في مباراة السوبر بول الأميركية.

من الجميل أن نسمع آراء خبراء التسويق في جدوى هذا الاستثمار، خصوصاً مع استمرار الشكاوى من القائمين على تسويق الأنشطة في الداخل، الذين يحفون للحصول على رعايات من بعض الشركات الكبرى، وفي النهاية يحصلون على خمسين «يو.إس.بي» تحمل شعار الشركة!

المشكلة أنني والكثيرين مثلي لا نريد أن نفهم الفرق بين «عنزة الفريج» و«زعامة الفريج»، ويبقى «التيس الغريب» هو الرابح دائماً!

 المصدر: الإمارات اليوم