شيرلوك هولمز يعود إلى لندن عبر معرض ضخم في الخريف

منوعات

لندن: عبير مشخص

من لا يعرف شيرلوك هولمز – ذلك المحقق الذكي بطل قصص المؤلف آرثر كونان دويل الذي أصبح أهم محقق في العالم؟ في لندن حيث عاشت الشخصية الشهيرة وتحديدا في بيكر ستريت، هناك متحف شهير يعد أحد أهم المعالم السياحية للعاصمة البريطانية، وفي بعض التقديرات يصل عدد زواره في العام إلى 70 ألف زائر. ورغم أن الشخصية خيالية، فإن ما تزال حية عبر القصص وعبر الأفلام والمسلسلات التي استلهمت من أحداثها وآخرها الحلقات التي قام ببطولتها الممثل البريطاني بينديكت كمبرباتش وسجلت معدلات مشاهدة مرتفعة لم يشهدها مسلسل درامي بريطاني منذ عشر سنوات. وربما لذلك الاهتمام الدائم يقيم «ميوزيام أوف لندن» (متحف لندن) معرضا ضخما بعنوان «شيرلوك هولمز: الرجل الذي لم يعش أبدا ولم يمت»، ينطلق في الخريف المقبل، يستكشف من خلاله الحياة بلندن في القرن التاسع عشر، كما رسمها كونان دويل، عبر رسومات وكتب ولوحات وأيضا بعض القطع التي ميزت شخصية هولمز وهي القبعة الشهيرة والغليون والمعطف الذي ارتداه كمبرباتش في مسلسل «شيرلوك هولمز».

وحسب بيان صادر عن المتحف، فإن المعرض سيكون أضخم معرض يقام عن المحقق منذ 60 سنة، وسيستفيد من مقتنيات المتحف المعني بتاريخ العاصمة البريطانية حيث سيعرض قطعا تصور الحياة في ذلك العصر. وإلى جانب متحف لندن، استعار منظمو المعرض عددا من القطع من عدة جهات دولية.

وعبر المعروضات، يمكن للزائر تكوين فكرة واضحة حول تطور شخصية هولمز، بداية من نسخ أصلية من الروايات مثل نسخة خاصة بدويل من رواية «مغامرات البيت المجهول»، وأعداد من مجلة «ذا ستراند» التي كانت تنشر روايات دويل على حلقات شهرية وكانت تحقق مبيعات عالية تصل إلى 500 ألف نسخة. هناك أيضا رسومات الفنان سيدني باغيت التي كانت تنشر بمرافقة الحلقات في مجلة «ذا ستراند».

المعروضات تتنافس بشكل كبير لرسم لوحة متعددة الطبقات لهولمز وللندن في ذلك العصر وللأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تبنت الروايات. وهو ما يعلق عليه أليكس ويمر، رئيس قسم المجموعات التاريخية بالمتحف وهو أيضا منسق معرض «شيرلوك هولمز: الرجل الذي لم يعش أبدا ولم يمت»، بقوله إن المعرض «يقوم برفع الطبقات المتتالية (المكونة لظاهرة شيرلوك هولمز) حتى نظهر جذور هذه الشخصية العالمية التي سحرت الأذهان على مدى 125 سنة. ومن المناسب جدا أن يقام المعرض هنا بهذه المدينة التي شكلت قصص هولمز وكانت جزءا من عناصر نجاحها».

الطريف أن عنوان المنزل الذي سكن فيه هولمز، حسب الروايات، هو عنوان من مخيلة دويل، فقد اختار أن يحمل المنزل الذي يقيم به التحري الشهير رقم 221 B، ولكن في الواقع وفي وقت كتابة الرواية لم تمتد أرقام البيوت في ذلك الشارع لهذا الرقم. وفي عام 1932، اتخذت شركة رهن عقاري «آبي» العقار الذي يحمل هذا الرقم وقامت بتعيين موظفة مختصة بتلقي رسائل المعجبين بشيرلوك هولمز والرد عليها.

المعالجات السينمائية والتلفزيونية لشخصية هولمز تحتل جانبا كبيرا من المعرض حيث يعرض بعض القطع المستعارة من استديوهات هارتسوود فيلم التي أنتجت آخر مسلسلات شيرلوك هولمز.

وعلى الجانب التاريخي، يقدم المعرض من مقتنياته لوحات ورسومات وصورا تتناول الحياة في العصر الفيكتوري والثقافة التي أثرت في كونان دويل وترجمت في رواياته وشخصياته وأيضا الأماكن التي ارتبطت بشخصية هولمز.

وفي كل الحالات، فمن المتوقع أن يضاف المعرض إلى سلسلة المعارض الناجحة التي قدمها «ميوزيام أوف لندن» في الفترة الأخيرة، وسيضم موقعا جديدا على قائمة الأماكن التي يجب زيارتها لعشاق المحقق شيرلوك هولمز.

– معرض «شيرلوك هولمز: الرجل الذي لم يعش أبدا ولم يمت» في متحف لندن يقام من 17 أكتوبر 2014 إلى 21 أبريل (نيسان) 2015.

المصدر: الشرق الأوسط