«غرفة دبي» تدشن مكتبها التمثيلي في البرازيل

أخبار

دشنت غرفة تجارة وصناعة دبي مكتبها التمثيلي في مدينة ساوباولو، التي تعتبر العاصمة الاقتصادية للبرازيل، حيث تساهم بـ 32 % من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وتستحوذ على 25 % من إجمالي صادرات البرازيل إلى العالم.

وشهدت هذه الخطوة ترحيباً واسعاً من قبل مجتمع الأعمال المحلي وحكومة ولاية ساو باولو، وذلك بفضل السمعة المرموقة التي تتمتع بها الإمارات في البرازيل على مختلف المستويات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، فضلاً عن الجهود الحثيثة التي تبذلها غرفة دبي في تعزيز التبادل التجاري والاستثماري مع البرازيل خاصة ودول أميركا اللاتينية عامةً.

ويشكل المكتب الجديد منصة مثالية للشركات الإماراتية الراغبة في التوسع في الأسواق اللاتينية، حيث سيركز على تعريف رجال الأعمال والمستثمرين من الدولة بالفرص الاستثمارية المجزية وغير المكتشفة في هذه الأسواق وإطلاعهم على متطلبات الاستثمار وشروطه وتشريعاته وفرصه وغيرها من متطلبات تأسيس الأعمال.

جاء افتتاح مكتب الغرفة بمدينة ساوباولو في مستهل زيارة بعثة غرفة دبي التجارية إلى أميركا اللاتينية والتي تشمل بالإضافة إلى البرازيل كلا من باراغواي والأرجنتين، وتم إعلان الافتتاح رسمياً خلال لقاء مع مارسيو فرانسا نائب حاكم مدينة ساوباولو بحضور أعضاء الوفد الذي ضم مجموعة من أبرز المستثمرين ورجال الأعمال في قطاعات ومجالات اقتصادية متنوعة في دبي.

وأكد ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي ورئيس الوفد أن الاهتمام بأسواق أميركا اللاتينية بدأ مع زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله) لأميركا اللاتينية في 2014، حيث شكلت توجيهات سموه المنطلق لتركيز الغرفة على دراسة هذه الأسواق وتقييمها وتحليل الفرص فيها، واتخاذ قرار بافتتاح المكتب التمثيلي فيها، وتنظيم المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية الذي أعطى دفعة لاهتمام دبي بهذه الأسواق الواعدة.

تحفيز

أوضح أن افتتاح المكتب يندرج في إطار الخطط الموضوعة لتحفيز بيئة الأعمال في دبي عبر تشجيع الاستثمارات الإماراتية الخارجية في قطاعات رئيسية تنافسية، وجذب الاستثمارات الخارجية إلى الإمارة في قطاعات محددة ومستهدفة مثل المنتجات الزراعية والصناعة وغيرها. وأشاد رئيس مجلس إدارة غرفة دبي بالدعم الذي حظيت به الغرفة من قبل القنصلية الإماراتية في ساو باولو، وحرصها على تسهيل مهام البعثة وإنجاح أهدافها، مثمناً دورها ودور وزارة الخارجية في دعم القطاع الخاص في الدولة وتذليل العقبات التي يواجهها من خلال شبكة علاقات واسعة تخدم المستثمرين الإماراتيين.

خطط

ومن جانبه أشار حمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي إلى أن افتتاح المكتب الجديد في ساو باولو يشكل نقلة نوعية في خطط توسع الغرفة في الأسواق الخارجية، خصوصاً وأن هذه الأسواق بعيدة للغاية عن دبي، ولها خصوصياتها كونها أسواقاً نامية ومليئة بالفرص وغير مكتشفة حتى الآن، وبالتالي فإن مكتب الغرفة سيعتبر نافذة للشركات الإماراتية والخليجية الراغبة بأن تؤسس وجوداً لها في هذه الأسواق.

دراسات

ولفت إلى أن اختيار البرازيل كمقر لأول مكتب للغرفة في الأسواق اللاتينية جاء نتيجة دراسات متأنية وأبحاثٍ وتقارير قامت بها الغرفة، حيث إن البرازيل هي الشريك التجاري الأول لإمارة دبي في أسواق أميركا اللاتينية، حيث بلغت تجارة دبي غير النفطية مع البرازيل في العام 2016 حوالي 6 مليارات درهم، واستحوذت على حوالي 35% من إجمالي تجارة دبي غير النفطية مع الأسواق اللاتينية في العام 2016.

وأكد بوعميم أهمية السوق اللاتينية بالنسبة لدبي حيث بلغت تجارة دبي غير النفطية مع الأسواق اللاتينية 17.4 مليار درهم في العام 2016 بنمو 29% مقارنةً بالعام 2010 والتي بلغت آنذاك 13.5 مليار درهم، مؤكداً أن الغرفة ستعمل عبر مكتبها على تطوير هذه العلاقات التجارية بما يناسب قدرات وإمكانيات الجانبين.

وأوضح بوعميم أن الشركات البرازيلية المسجلة في عضوية الغرفة والعاملة في دبي يبلغ عددها 54 شركة من أصل 183 لاتينية عاملة في دبي، أي أن الشركات البرازيلية تستحوذ على حوالي 29% من إجمالي الشركات من أسواق أميركا اللاتينية العاملة في دبي، مشيرا إلى إن المكتب سيلعب دوراً رئيسياً في تعزيز التجارة البينية بين دبي والبرازيل وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى جذب المزيد من الشركات البرازيلية واللاتينية إلى دبي، وتعزيز تواجد الشركات الإماراتية في هذه الأسواق. وشدد بوعميم على أن استراتيجية الغرفة في أميركا اللاتينية تشمل إطلاق دراسات اقتصادية متخصصة وافتتاح مكتب تمثيلي وتنظيم منتدى عالمي لتوطيد أواصر التعاون الاقتصادي وهي خطوات تراها الغرفة أساسية لتحفيز التعاون المشترك، وتطويره بما يتلاءم مع الإمكانات التي يمتلكها الجانبان.

جدية

وأكد مدير عام غرفة دبي أن المكتب الجديد سيخدم أسواق المنطقة كلها، وهو بحد ذاته رسالة لمجتمع الأعمال اللاتيني تؤكد جدية دبي ومجتمع أعمالها بنسج روابط متقدمة من التعاون الاقتصادي والاستثماري بين المنطقتين بما يحقق الأهداف والمصالح المشتركة، مشدداً في الآن نفسه على امتلاك شركات دبي لخبرات عالية في قطاعات حيوية لمسيرة نمو اقتصادات الأسواق اللاتينية وخصوصاً في التجارة والخدمات اللوجستية وإدارة وتنظيم المناطق الحرة والسياحة والضيافة.

الارتقاء بالعلاقات

بدوره ثمّن مارسيو فرانسا نائب حاكم مدينة ساو باولو، ووزير التنمية الاقتصادية والتكنولوجيا والابتكار في حكومة ولاية ساو باولو الخطوة التي أقدمت عليها غرفة دبي بافتتاح مكتب تمثيلي لها في المدينة، معتبراً أن المكتب الجديد للغرفة سيساهم في الارتقاء بالعلاقات المشتركة، وتعزيز الصادرات البرازيلية إلى أسواق العالم عبر الاستفادة من مكانة دبي كمركز للتجارة العالمية، مشيراً كذلك إلى أن تشغيل طيران الإمارات لطائرة إيرباص A380 إلى ساو باولو مؤخراً هو علامة إيجابية على مستوى العلاقات الاستراتيجية التي وصلت بين دبي والبرازيل.

وأشاد فرانسا بالعلاقات المتميزة التي تربط بين الإمارات والبرازيل، مبدياً استعداده لتعزيز التكامل الاقتصادي مع دبي بما يحقق المصالح المتبادلة، مشيراً إلى وجود عوامل مشتركة تربط بين مدينتي دبي وساو باولو، حيث تتميز المدينتان بالاستقرار وسط بيئة غير مستقرة من التحديات السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، حيث نجحت المدينتان بالنمو والتطور رغم التحديات التي تحيط بهما، معتبراً أن المكتب الجديد لغرفة دبي سيعزز من عوامل التكامل الاقتصادي، وسيدفع بالعلاقات المشتركة إلى مستويات عالية.

وأكد نائب حاكم ساو باولو أن البرازيل بلدٌ غني بالموارد والفرص التي تتنوع من الزراعة إلى الصناعة والتقنية والسياحة والعقارات وغيرها من القطاعات الحيوية، مشيرا إلى أن ساو باولو تستثمر في المعرفة التقنية، حيث خصصت المدينة البرازيلية 15% من ناتجها المحلي الإجمالي للتعليم والأبحاث والتطوير.

الوفد

ويضم وفد الغرفة الذي يرأسه ماجد سيف الغرير، رئيس مجلس إدارة غرفة دبي هشام عبدالله الشيراوي، النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة غرفة دبي، وحمد بوعميم، مدير عام غرفة دبي، وعيسى الغرير، رئيس مجلس إدارة «عيسى الغرير للاستثمار»، وعبد الحميد صديقي، نائب رئيس مجلس إدارة أحمد صديقي وأولاده، وأحمد بن سليم، الرئيس التنفيذي الأول لمركز دبي للسلع المتعددة، والدكتور جمعة المطروشي، نائب الرئيس التنفيذي- العمليات وشؤون العملاء، سلطة واحة دبي للسيليكون، والدكتور محمد الفهيم، نائب رئيس أول التطوير المؤسسي في دبي الجنوب، إضافة إلى ممثلين عن موانئ دبي العالمية في البرازيل وباراغواي والأرجنتين.

ويمثل أعضاء وفد الغرفة قطاعات اقتصادية متنوعة تشمل قطاع التجارة والتجزئة والمناطق الحرة والصناعات الغذائية والخدمات اللوجستية، حيث ستكون لأعضاء الوفد لقاءات واجتماعات مع ممثلي الهيئات الاقتصادية والمهنية المتخصصة في هذه الأسواق.

وهناك اهتمام متزايد من غرفة دبي بأسواق أميركا اللاتينية حيث أصدرت مؤخراً دراستين متخصصتين عن الفرص في القطاعات الواعدة بالقارة على هامش المنتدى العالمي للأعمال لدول أميركا اللاتينية بالإضافة إلى تحليل للعلاقات التجارية والاستثمارية بين دول الخليج العربي، وأسواق أميركا اللاتينية.

توقع نمو التدفق السياحي والتجاري

توقع محمد النقبي سكرتير أول، قائم بالأعمال في قنصلية الإمارات في ساوباولو أن تشهد الفترة المقبلة نمواً ملحوظاً في التدفقات السياحية والتجارية بين البلدين في أعقاب تطبيق الاعفاء من التأشيرة، مشيراً إلى أن السياحة بين البلدين تقتصر بشكل كبير على سياحة الأعمال والمؤتمرات في الوقت الراهن.

وأكد تميز العلاقات بين الدولة والبرازيل في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، مشيراً إلى أن هذه العلاقات شهدت تطورات كبيرة خلال الآونة الأخيرة توجت بإعفاء مواطني الإمارات من الحصول على تأشيرة دخول إلى البرازيل بعد عام من الآن، وذلك بعد أن تم تطبيق المرحلة الأولى من الإعفاء والتي شملت الدبلوماسيين وحملة الجوزات الخاصة.

وأوضح أن الإمارات تشكل ثاني أكبر شريك تجاري للبرازيل بين دول التعاون بعد السعودية، لافتاً إلى أن إجمالي التبادل التجاري بين البلدين خلال 2016 بلغ نحو 2.6 مليار دولار، وتوقع أن يشهد التبادل التجاري بين البلدين اتجاهاً متنامياً خلال السنوات المقبلة في ظل الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات بين البلدين على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والتجارية، وكذلك بعد افتتاح المكتب التمثيلي لغرفة دبي في ساو باولو، الذي اعتبره خطوة هامة لنقل العلاقات التجارية بين البلدين إلى مرحلة جديدة من النمو.

ولفت النقبي إلى أن الاقتصاد البرازيلي يتجه للتعافي من مرحلة الركود التي شهدها خلال السنوات الأخيرة، مما قد يحفز الشركات البرازيلية على التوسع العالمي والوصول بشكل أكبر إلى أسواق الدولة للانطلاق منها إلى أسواق المنطقة، خاصة ومع وجود رحلات طيران مباشرة لطيران الإمارات تربط بين مطار دبي وكل من ساو باولو وريو دي جانيرو.

وأوضح مواد الطاقة والمنتجات البتروكيماوية تشكل النسبة الأكبر من صادرات الدولة إلى البرازيل، في حين تستحوذ المنتجات الغذائية على الحصة الأكبر من الصادرات البرازيلية إلى الإمارات.

استراتيجية

يعتبر المكتب الجديد في مدينة ساوباولو البرازيلية أول مكاتب الغرفة في الأسواق اللاتينية، وثامن مكاتبها التمثيلية الخارجية في الأسواق العالمية بعد افتتاح مكاتب في كل من باكو بأذربيجان وأديس ابابا بأثيوبيا وإربيل بالعراق وأكرا بغانا ومابوتو بموزمبيق ونيروبي بكينيا وشنغهاي بالصين، حيث تشكل هذه المكاتب التمثيلية جزءاً أساسياً من استراتيجية غرفة دبي بدعم خطط التنويع الاقتصادي لدبي، وتعزيز التنافسية العالمية لشركات الإمارة في الأسواق الخارجية.

ساو باولو المُنتِج العالمي الأول للسكر والبرتقال

قدمت هيئة الترويج الاستثماري لمدينة ساو باولو «انفست ساو باولو» عرضا تعريفيا، حيث أوضح قال سيرجيو كوستا، مدير الهيئة إن مدينة ساو باولو البرازيلية تساهم بـ 32 % من الناتج المحلي الإجمالي للبرازيل، وتعتبر المنتج العالمي الأول لكل من السكر والبرتقال، وثالث أكبر مصنّع للطائرات في العالم. وتنتج مدينة ساو باولو 44% من إجمالي الإنتاج البرازيلي من الأدوات المنزلية، و49% من الإنتاج البرازيلي من المركبات، و51% من الإنتاج البرازيلي من الأجهزة والمعدات، و61% من إنتاج أدوات ومعدات الكمبيوتر، و45% من إنتاج المعدات الكيماوية، و71% من المنتجات الصيدلانية، و65% من منتجات التجميل والعناية الشخصية و95% من الإنتاج البرازيلي من الطائرات.

ولفت كوستا إلى أن حصة ساو باولو من إجمالي الصادرات البرازيلية بلغت 25%، أي ما يصل إلى 46.2 مليار دولار، معتبراً أن افتتاح غرفة دبي لمكتبها التمثيلي في ساو باولو سيشكل عنوان مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي اللامحدود بين الجانبين.

نمو كبير في الصادرات البرازيلية من الملابس والأقمشة للمنطقة

كشفت «الغرفة التجارية العربية البرازيلية» عن نمو كبير في حجم الصادرات البرازيلية من الأنسجة والأقمشة والألبسة إلى العالم العربي حيث بلغت نسبة الزيادة 87.5% خلال الشهرين الأول والثاني من العام الجاري، مقارنةً بالفترة ذاتها من العام الفائت.

وتواصل الدول العربية تعزيز حضورها باعتبارها إحدى كبرى الأسواق المستوردة للأنسجة والملابس الجاهزة البرازيلية، لا سيّما الملابس الرسمية وملابس السباحة وألبسة الأطفال.

وتؤكد الأرقام الرسمية الواردة في دراسة «الرابطة البرازيلية لصناعة الأنسجة والأقمشة والملابس الجاهزة» بأنّ دولة الإمارات جاءت في مركز الصدارة من حيث حجم الواردات البرازيلية من الأنسجة والألبسة خلال شهري يناير وفبراير 2017، تلتها كل من الجزائر ومصر والمغرب ولبنان.

وفي إطار السعي المشترك لتعزيز الصادرات البرازيلية من منتجات الأقمشة والأنسجة والألبسة، أطلقت «الرابطة البرازيلية لصناعة الأنسجة والأقمشة والملابس الجاهزة» والوكالة البرازيلية لترويج التجارة والاستثمار «أبيكس-برازيل» برنامج «تكس برازيل»، الذي يوفر منصة مثالية لتقديم الدعم اللازم للمنتسبين إليه من نخبة المصدرين البرازيليين.

المصدر: البيان