نهضت منطقة غنيمة من بين الكثبان الرملية، لتتحول لمنطقة مأهولة بالعائلات المواطنة، بعد المكرمة السخية التي جاءت تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، حيث قامت دائرة الشؤون البلدية ممثلة في بلدية مدينة العين في أكتوبر 2014، بتنفيذ إجراءات توزيع 600 وحدة من المساكن الشعبية الجديدة في المنطقة على المستفيدين.

دبت الحياة في غنيمة الواقعة بين منطقتي المقام وزاخر، وتحمل معنى اسمها جملة وتفصيلاً، حيث يمتلك المواطنون في تلك البقعة فللا أطلقوا عليها «فلل الأحلام»، المشيدة في منطقة محاطة بكل رغد العيش والحياة الكريمة، والخدمات التي يحتاجون إليها من بنية تحتية وغيرها.

«غنيمة» كانت مجرد مساحات رملية، تحولت بفضل الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة، إلى واحدة من أرقى مناطق مدينة العين، بعد أن تسلم المواطنون فللهم السكنية التي أنشئت على مساحة 7.154 هكتار، بتشييد فاخر يراعي معايير الاستدامة وترشيد استهلاك الطاقة، وترتبط ببنية تحتية نفذت وفقاً لأعلى المواصفات. وتبلغ مساحة قطعة الأرض لكل فيلا 1080 متراً مربعاً، وتتكون كل منها من خمس غرف نوم وغرفتين للمساعدين، وصالة للضيوف ومخازن ومواقف داخلية للسيارات، فضلاً عن مساحات خارجية، لاستغلالها وفقاً للحاجة.

صور وأشكال مختلفة للرفاهية

لا تقف صور وأشكال الرفاهية في المنطقة عند حد البيوت المتناسقة والمتناغمة من حيث الشكل ورقي التصميم وطريقة التوزيع والألوان، بل يبرز طابع التطور والرقي في كل بقعة تؤكد ملامحها حرص القيادة الرشيدة، على توفير مقومات العيش الكريم والحياة المستقرة للجميع، بتوفير السكن الملائم لكل أسرة في بيئة سليمة ومستقرة وبمواصفات ترقى إلى المستوى المعيشي الذي يحلمون به.

شواهد على الرقي والحضارة

ومن شواهد الحداثة والرقي والتطور الشامخة في المنطقة، الشوارع الحديثة التي شيدت، وفقاً لأرقى المواصفات العالمية، من حيث المساحة والمطبات الاصطناعية و»الباسكو» الموجود في بعض أجزاء من الشوارع والمواقف المخصصة للسيارات أمام المنازل، كما زودت بلوحات إرشادية جديدة مصممة، بحيث تنسجم مع مستويات الحداثة والرقي، منها للسائقين تنبههم إلى وجود منازل بالقرب من الشارع، وإمكانية وجود أطفال يلهون، وأخرى خاصة بمستخدمي الطريق، سواء مشاة أو سائقي الدراجات الهوائية.

إلى جانب ذلك ثبتت مقاعد خشبية على الأرصفة الموجودة على جانبي الطرقات مع تزويدها بمظلات، ومقاعد وطاولات في بعض المواقع المخصصة للعب الأطفال، بحيث يتمكن مرافق الطفل من متابعته.

إنارة وعوامل أمان وسلامة

أما الإنارة فقد اختلفت وتنوعت في المنطقة بحسب موقع كل منها، حيث تزين شوارع غنيمة نوعيات مختلفة من أعمدة الإنارة المخصص بعضها لإنارة الشوارع، وأخرى للملاعب ومواقع ممارسة الرياضات المختلفة، وثالثة لمواقع الألعاب المخصصة للأطفال.

ولم يقف الاختلاف والتنوع المنسجم عند الإنارة فقط، بل يشمل حاويات القمامة التي تسهم في تسهيل إعادة التدوير، والموجودة في كل أنحاء المنطقة، حيث وزعت عند كل منزل. ووضعت حاويات أخرى حديثة ومختلفة من حيث الحجم واللون والنوعية على الأرصفة وفي مواقع تجمع الأطفال أوالعائلات.

ويلاحظ الزائر توافر جملة من عوامل الأمان والسلامة، أهمها وجود فوهات الحريق في أغلبية الشوارع الموجودة بين الأحياء السكنية.

مواقع رياضية وترفيهية

وسعياً لتوفير الخدمات الرياضية والترفيهية لجميع أفراد الأسرة، تم توفير عدد كبير من المواقع المخصصة لممارسة أنواع الرياضات، ومنها مظلات في بعض المساحات ليتمكن مستخدمها من المشي دون التعرض المستمر لأشعة الشمس، وملعب لكرة السلة مزود بأرضية لينة، وتثبيت مجموعة من الأدوات المستخدمة في ممارسة الرياضات البدنية المختلفة، وبقع مخصصة للعب الأطفال بين الفلل بحيث يتسنى لأطفال كل حي، اللهو بالقرب من المنزل إلى جانب تزويد تلك المواقع بمظلات وألعاب حديثة تضمن توافر كل عوامل الأمان والسلامة للأطفال.

مسجد قيد الإنشاء

تلبية لمطالب السكان التي تحرص الجهات المعنية على توفيرها، تشهد حالياً منطقة غنيمة الأعمال الإنشائية لأول مسجد في المنطقة الجديدة الذي سيأتي ضمن سلسلة مشاريع لإنشاء أربعة مساجد جميعها مصممة بحيث تواكب المشهد الحضاري في المنطقة، وتتناسب مع الكثافة السكانية فيها، مع الأخذ في الحسبان، صبغها بالطابع المعماري الإسلامي، والحداثة والتطور، وتزويدها بكل الخدمات التي يحتاج إليها المصلون.

تتميز غنيمة بسهولة الوصول إلى أي موقع فيها عن طريق الأرقام الموجودة على المنازل التي يشار إليها باللوحات الإرشادية على الشوارع، مع وجود خرائط توضح المواقع المختلفة في كل مربع، إلى جانب اللوحات التي تدل على موقع المسجد والمواقع الترفيهية.

حرص القيادة

تلهج ألسنة المواطنين من سكان غنيمة بالدعاء لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، راجين الله عز وجل أن يديم نعمة الأمن والأمان والاستقرار على الدولة وشعبها الذي يحظى بقيادة حكيمة تحرص على توفير أرقى مستويات العيش للمواطنين وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم. 

وقالوا إن القيادة الرشيدة وفرت للمواطنين فرصة السكن في منطقة تعد واحدة من أحدث مناطق مدينة العين وأرقاها، وهو ما يجعل زوارها منبهرين بمستوى الحضارة في المنطقة الجديدة، مشيرين إلى أن سكان المنطقة ينتظرون توفير الخدمات الأخرى التي تجعلها منطقة متكاملة، خاصة أن المنطقة باتت تشهد كثافة سكانية عالية.

اختفاء الأسواق التجارية

وقال راشد خالد العامري (موظف) إن «غنيمة» باتت عنواناً للرقي والحضارة، حيث تشتمل على جميع مقومات الرفاهية، وهو ما تتمتع به المنطقة، على الرغم من عدم وجود بعض الخدمات الأساسية، وأهمها الأسواق التجارية من محال البقالة والسوبر ماركت أو الجمعيات، حيث إن اختفاء هذه النوعية من الخدمات يجعل السكان مضطرين للوصول إلى المناطق السكنية المجاورة، سواء بالمقام أو زاخر لتوفير احتياجاتهم.

وقال على الرغم من أن المسافات بين غنيمة وغيرها من المناطق السكنية، لا تعد بعيدة، حيث تستغرق من الوقت نحو ربع الساعة، فإن استكمال الصورة الحضارية للمناطق السكنية بات مطلباً أساسياً في ظل وجود كثافة سكانية عالية.

صيانة مواقع الترفيه

وأشارت فاطمة محمد (ربة منزل)، إلى ضرورة تشجير المنطقة وتزويدها بالمسطحات الخضراء، للتخفيف من حركة انتقال الرمال أو الأتربة والتقليل من تراكمها في بعض المواقع بفعل الرياح، إلى جانب ما تضيفه الشجيرات والحشائش من عناصر جمالية للمنطقة الحديثة.

وقالت إن المواقع المخصصة للعب الأطفال وممارسة الرياضة، باتت تحتاج إلى صيانة، حيث تفتقر تلك البقع إلى الصيانة الدورية، وهو ما جعل بعضها غير صالح للاستخدام.

وقال محمد المنصوري (موظف) المسجد الذي شارف تشييده على الانتهاء، كان واحداً من أهم مطالب الأسر المواطنة المقيمة في المنطقة، مشيراً إلى أن السكان في انتظار البدء بإنشاء مواقع للخدمات الأخرى، ومنها المدارس ورياض الأطفال.

نعجز عن شكر القيادة

راشد الأحبابي (موظف) قال: إننا عاجزون عن شكر القيادة على ما وفرته لنا، ما يعكس مدى الرفاهية التي تحرص على توفيرها للمواطنين، موضحاً أنه بتوفير بعض الخدمات التي عادة ما تحتاج لها الأسر من أسواق صغيرة ومتاجر متعددة، ستكون المنطقة متكاملة، لأن عدم وجودها يؤرق سكان المنطقة.

المصدر: الخليج