قراصنة صينيون يخترقون موقع صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية

أخبار

تعرض نظام حواسيب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية لهجوم قراصنة صينيين بشكل متكرر خلال الأربعة أشهر الماضية، بسبب تقرير لها حول ثروة عائلة رئيس الوزراء الصيني التي قدرتها بـ2.7 مليارين وسبعمئة مليون دولار.

وقالت الصحيفة إن الهجوم يتزامن وتقريرها حول ادعاءات بأن عائلة رئيس الوزراء الصيني وين جياباو جمعت ثروة تقدر بمليارات الدولارات.

وأضافت قائلة “إن القراصنة استعملوا أساليب “مرتبطة بالجيش الصيني” عند استهداف الرسائل الإلكترونية لمحرر التقرير.

ونقلت نيويورك تايمز عن وزراة الدفاع الصينية تصريحها أن القرصنة ممنوعة بموجب القانون الصيني.

وحسب الصحيفة الأمريكية فقد تمكن القراصنة أولا من خرق نظام الحاسوب لديها في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، عندما كان إعداد التقرير في مراحله الأخيرة.

وتضمن هذا التقرير الذي رفضته الحكومة الصينية ووصفته “بالمشوه”، معلومات حول جمع عائلة رئيس الوزراء الصيني “وين” ثروة مقدرة بـ2.7 مليارين وسبعمئة مليون دولار من خلال تعاملات تجارية دون اتهام رئيس الوزراء بارتكاب مخالفات.

وتتحسس الصين من التقارير التي تسلط الضوء على قادتها خاصة عندما يتعلق الأمر بثرواتهم.

“حيلة صينية”

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن القرصنة استهدفت أجهزة الكمبيوتر الخاصة بدافيد باربوزا رئيس مكتب الصحيفة في شانغهاي كاتب المقال وزميله جيم ياردلي رئيس مكتب الصحيفة في شانغهاي سابقا.

وقامت شركة “ماندينت لتأمين الانترنت” التي وظفتها الصحيفة لتعقب القراصنة بمتابعة تحركاتهم مدة أربعة أشهر بهدف الوصول إلى طريقة تسمح بوقفهم.

وثبت القراصنة برامج ضارة تسمح لهم بالدخول إلى أي جهاز حاسوب مرتبط بشبكة النيويورك تايمز، وسرقوا كلمة السر الخاصة بكل موظف، وسمح هذا لهم بخرق أجهزة 53 موظف في الصحيفة.

ووجدت الشركة أن القراصنة كانوا يتحكمون في عملية الهجوم من خلال أجهزة حاسوب جامعات أمريكية لإخفاء مصدره، وهو ما يتطابق والحيلة المستعملة في عدة حالات قرصنة كانت الشركة الأمنية قد تعقبتها في الصين.

وقالت الصحيفة إن الخبراء اكتشفوا أن الهجمات بدأت من نفس أجهزة حاسوب الجامعة التي استعملها في الماضي الجيش الصيني للحصول على معلومات متعلقة بمتعاقدين مع الجيش الأمريكي.

كما وجدوا بأن القراصنة يبدؤون العمل غالبا على الساعة الثامنة بتوقيت بيكين.

وقال رئيس الأمن في شركة “مندينت” بيتلتش “إذا نظرتم إلى كل هجوم على حدة فلا يمكنكم القول إن وراءه الجيش الصيني، لكن تشابه الأساليب وأهداف الهجمات يشير إلى وجود رابط.

وأضاف قائلا: “عندما ترون أن نفس المجموعة تقوم بسرقة معلومات عن صينيين منشقين ونشطاء من التبت، ثم يهاجمون شركة طيران جوي، فإن ذلك يبدأ بدفعك نحو الاتجاه الصحيح”.

وقالت الصحيفة إنه لم يتم سرقة معلومات موظفيها ولا زبائنها كما لم تتم أي محاولة لإغلاق موقعها.

وقال رئيس قسم المعلومات مارك فرونس “قد يكون الهجوم ألحق أضرارا بنظامنا، لكن يبدو أن القراصنة كانوا يبحثون عن أسماء الأشخاص الذين قدموا المعلومات لبابوزا كاتب التقرير”.

كما لا توجد أدلة على أنه تم خرق رسائل إلكترونية أو ملفات حساسة تتعلق بعائلة “وين” أو أن القراصنة اطلعوا على معلومات أخرى لا تتعلق بالعائلة المذكورة.

ونقلت الصحيفة عن وزارة الدفاع الوطني الصينية تصريحها بأن “القوانين الصينية تمنع أي نشاط يتعلق بالقرصنة، بما في ذلك العمليات التي تحدث أضرارا بأمن الانترنت”. واعتبرت بأن “اتهام الجيش الصيني بإطلاق هذه الهجمات دون أدلة قوية أمر غير مهني وغير مؤسس”.

المصدر: BBC Arabic