فراس عالم
فراس عالم
كاتب في صحيفة الشرق السعودية

كيف تسافر من الرياض إلى جدة دون حجز!

آراء

إذا كان مدير عام الخطوط السعودية خالد الملحم قد وجه خطاباً شديد اللهجة لنائبه للتحقيق فيما يقوم به موظفو الخدمات الأرضية من حجب للمقاعد وحرمان المسافرين من الحصول على حجوزات كما ذكرت صحيفة «الوطن» في عددها الصادر بتاريخ 31/ 12/ 2013، فإنني أود أن أهديه هذه القصة التي حدثت قبل أيام، ولا يزال أبطالها يفكون أمتعتهم بعد إتمامهم لرحلة السفر العجيبة.

بطل قصتنا سافر للرياض لقضاء بعض أعماله وهو يخطط للبقاء فيها أكثر من أسبوع، لكن ولظروف عائلية استجدت قرر العودة مبكراً قبل موعده بأيام، بالطبع لم يكن لديه حجز للعودة من الرياض إلى جدة، ولم يستطع إيجاد أي مقعد شاغر عندما حاول ذلك عبر موقع الخطوط الإلكتروني وعبر الهاتف، كانت النتيجة دائما هي لا يوجد مقعد، سواء على درجة الضيافة أو الأفق أو الأولى. ولأن صاحبنا مضطر فعلاً للعودة فقد قرر أن يذهب بنفسه للمطار وأن يحاول أن يجد مقعداً عبر خدمة الانتظار حتى لو بقي لساعات إضافية في المطار. وبالفعل ذهب وفوجئ بالأعداد الكبيرة للمنتظرين وبعضهم قد أمضى الليل كله ينتظر رحلة شاغرة دون جدوى، أصيب بالإحباط لكنه لم ييأس، قام بتسجيل بياناته وجلس ينتظر الفرج، مرت الساعات بطيئة ولا أحد يتحرك ولا شيء مبشر حتى مال عليه أحدهم وقال له «هل تريد أن تسافر لجدة؟» ودون أن ينتظر إجابة منه أشار إلى رجل آخر يجلس في مقعد مقابل، وأضاف «اذهب لذلك الرجل فلديه بطاقة صعود «بوردينج» ويريد أن يبيعها». ذهل صاحبنا وبين مصدق ومكذب توجه إلى الرجل وسأله، أجابه بأنه ألغى سفره لسبب طارئ ويود بيع البطاقة وطلب سعراً أعلى من سعرها مبررا ذلك بأنه ثمن سيارة الأجرة التي ستقله للعودة، دفع صاحبنا المبلغ وأخذ البطاقة وركب الطائرة وهو يشكر حظه السعيد الذي سخر له هذا الرجل الذي ألغى سفره، لكن كانت المفاجأة في انتظاره على متن الطائرة عندما وجد قرابة العشرين شخصاً ممن كانوا معه في الانتظار وقد ركبوا الطائرة إلى جواره وعندما سألهم عن الطريقة التي حصلوا بها على المقعد أجابه كل واحد منهم بأنه «اشترى» بطاقة الصعود من شخص يقول إنه ألغى سفره لظرف طارئ! طبعاً لم يكونوا يعرفون أن ذلك الشخص هو نفسه الذي باعهم جميعاً بطاقات الصعود، وأنه بتلك الرواية يعتبر قد ألغى سفره عشرين مرة في نفس الوقت!

للتذكير فقط، أنا أسرد هذه القصة ليس طلباً للتحقيق فيها من سعادة المدير العام ولكنني أود فقط أن أبشر المواطنين القابعين على مقاعد الانتظار في المطارات الذين أصابهم اليأس من الحصول على مقعد، فقط انظروا حولكم جيداً، تفحصوا الجالسين معكم واسألوهم إن كان أحدهم قد قرر أن يلغي سفره فجأة!

المصدر: الشرق السعودية