“ليوا للرطب” .. أنشطة تراثية ومسابقات تحتفي بالنخلة

أخبار

انطلقت فعاليات مهرجان ليوا للرطب 2016، مساء أمس الأربعاء، في دورته الـ 12 التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وتنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في إمارة أبوظبي ويستمر حتى 30 من الشهر الجاري، وسط حضور جماهيري كبير من مختلف الجنسيات.

وافتتح المعرض اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي وعبيد خلفان المزروعي مدير المهرجان، بحضور عدد كبير من المشاركين وزوار المهرجان.

فعاليات وعروض

ويشتمل المهرجان الذي يقام على مساحة 20 ألف متر مربع، وتنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي في مدينة ليوا بالمنطقة الغربية بإمارة أبوظبي، على العديد من الفعاليات والعروض التراثية بالإضافة إلى المسابقات التي تستهدف الحفاظ على شجرة النخيل، حيث رصت اللجنة المنظمة جوائز مالية تبلغ قيمتها 6 ملايين درهم.

وبلغ عدد المشاركات في اليوم الأول أكثر من 8 أطنان من الرطب، ومن المتوقع أن يبلغ أعلى وزن في مسابقة أكبر عذج على أكثر من 100 كلغم، حيث بدأت اللجنة المنظمة أمس في تسلُّم أكثر من 50 عذجاً في فئة الدباس، ونحو 85 مشاركة في فئة الدباس الرئيسية، وأكثر من 40 مشاركة في فئة الدباس التشجيعي.

.

ملتقى المهتمين

وأشار فارس خلف المزروعي، إلى أن المهرجان بمثابة ملتقى للالتقاء والتعارف بين المهتمين بزراعة النخيل، موضحاً أن الإقبال الكبير الذي فاق التوقعات في اليوم الأول للمهرجان ضاعف من مسؤولية اللجنة المنظمة لتقديم باقة متنوعة من البرامج والأنشطة والفعاليات التي تلبِّي احتياجات الجمهور وتحقِّق مطالبهم المتنوعة من المهرجان.

ونوَّه الى أن الهدف من إقامة مثل هذه المهرجانات والفعاليات الخاصة بنخيل التمر، تقديم عروض متنوعة تركِّز على أهمية النخلة في حياة أهل المنطقة، فضلاً عن تبادل الآراء والأفكار للاستثمار في المجال الزراعي والتصنيع، خصوصاً أن دولة الإمارات تشتهر بإنتاج أنواع مختلفة من التمور المتميزة بجودتها، كما أنّ مثل هذه المهرجانات تشجِّع على زيادة السياحة في الدولة من قبل الأجانب والمقيمين الذين يسعون للتعرف والاطلاع على اهتمام أبناء الدولة بإنتاجهم الزراعي.

وجهة استقطاب

وقال إن المهرجان نجح خلال دوراته السابقة في أن يكون وجهة استقطاب جماهيري محلِّي ودولي لمدينة ليوا، ما أسهم في ترسيخ مكانته على الخريطة السياحية لإمارة أبوظبي، حيث أصبح المهرجان موعداً سنوياً لعشاق التراث والمهتمين بزراعة الرطب، حيث يهدف ببعده التراثي، الثقافي، والاقتصادي إلى ترسيخ ليوا بشكل خاص والمنطقة الغربية بشكل عام كوجهة مهمة على خارطة السياحة العالمية.

وأعدَّت اللجنة المنظمة للمهرجان خطة شاملة تضم الكثير من البرامج والأنشطة المتنوعة التي تلبِّي احتياجات الجمهور، وتلبي متطلباتهم رغم اختلاف ثقافتهم وجنسياتهم حتى يكون مهرجان «ليوا للرطب 2016» احتفالية يستمتع بها الجميع سواء من داخل المنطقة الغربية أو خارجها.

مسابقات وجوائز

وتشمل مجموع الجوائز المقدمة هذا العام التي تبلغ نحو 6 ملايين درهم، مسابقات مزاينات الرطب الرئيسية بفئاتها التسع (فئتي الدباس والخلاص للمزارع التي تقل نسبة ملوحة المياه فيها عن 12 ألف درجة، وفئتي الدباس للمزارع التي تزيد نسبة ملوحة المياه فيها على 12 ألف درجة، وفئة الخنيزي، بومعان، الفرض، النخبة الرئيسي، النخبة التشجيعي، وأكبر عذج، حيث تُمنح الجوائز للفائزين الخمسة عشر الأوائل في كل فئة.

كما تشمل مسابقات المهرجان، مسابقتي المانجو والليمون (فئتي المحلّي والمنوّع)، ومسابقة سلة فواكه الدار، وجائزة المزرعة النموذجية، ومسابقة أجمل مجسم تراثي، إضافة لمسابقة التصوير الفوتوغرافي عبر الانستجرام.

وأوضح عبيد خلفان المزروعي مدير المهرجان أنّ الدورة الحالية تتميز بالكثير من المفاجآت التي تخدم جهود دعم الموروث الثقافي الإماراتي، ومن أهمها إضافة شوطين لمزاينة الرطب ضمن فئتي الخلاص والدباس والمخصص لأصحاب المزارع التي تزيد نسبة ملوحة المياه فيها عن 12 ألف درجة، وقد خصصت اللجنة لكل فئة 15 جائزة نقدية تساوي الجوائز المقدمة في الفئات الثانية من المزاينة.

مهرجان سياحي

وأشار المزروعي إلى أن مهرجان ليوا للرطب تحوّل إلى محطة رئيسة على خارطة المهرجانات السياحية التي تحتفي بها المنطقة الغربية في كل عام، ويتوافد إليه سنوياً ما بين 60 – 70 ألف زائر، موضحاً بأن هناك عدداً من المسابقات تم تنظيمها للمشاركات في السوق الشعبي بهدف دعمهم ومساعدتهم في إبراز قدراتهم التراثية والإبداعية ومنها مسابقة «السف» وهي مسابقة يتم من خلالها منح الجائزة لأفضل منتج تراثي قديم وآخر، حديث يتم صنعه من الخوص ويتميز بالإبداع والابتكار والتميز.

وشدد عبيد خلفان المزروعي بأن الحدث ومنذ انطلاقته الأولى، نجح في تحقيق جملة الأهداف التي أقيم من أجلها وأهمها ترسيخ النخيل والتمور كرمز لأصالة الماضي والحاضر والمستقبل.

مصنع للتدوير

أعلنت شركة تالة للألواح الخشبية خلال مشاركتها في معرض ليوا للرطب 2016، بدأها في إنشاء مصنع لتدوير مخلفات النخل في الدولة وتحويلها إلى ألواح خشبية بتكلفة تتجاوز 150 مليون درهم، مزمع افتتاحه خلال العام المقبل 2017.

وتوقع حاتم فرح رئيس مجلس إدارة شركة تالة للألواح الخشبية، أن تستوعب الطاقة الإنتاجية للمصنع 10% من إنتاج دولة الإمارات من مخلَّفات النخل والتي تبلغ 500 ألف طن سنوياً، مضيفاً بأن طاقته الإنتاجية تبلغ 75 ألف متر مكعب من الألواح الخشبية سنوياً.

خدمة المزارعين

وقال ناصر الجنيبي الرئيس التنفيذي لمركز خدمات المزارعين بالإنابة: إن المركز يسعى من خلال المشاركة في المهرجان إلى الترويج والتوعية ببرنامج تحسين خدمات النخيل والذي يشمل تحسين التربة وتحسين امتصاص العناصر المغذية وتحسين قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه، كما يشمل البرنامج تحسين خدمات النخيل كتنظيف وتشذيب النخيل والتلقيح وبرنامج مطور للإدارة المتكاملة للآفات وإدارة الثمار وعث الغبار الذي يقلل من الأثر السلبي على البيئة ويحسن سلامة الأغذية، إضافة إلى إزالة أشجار النخيل الميتة والمصابة والتخلص منها بالإضافة إلى أفضل ممارسات الإدارة لإنتاج الرطب والتمور بكفاءة عالية في دولة الإمارات.

وأكد بأن المركز يعتزم بعد انتهائه من مرحلة البحث والتجريب إطلاق برنامج الحقن وهي طريقة مكافحة تستهدف الآفة مباشرة دون ضياع المبيد في عناصر البيئة (الماء، الهواء، والتربة) وذلك عن طريق حقن المبيد مباشرة في ساق النخلة وتعد طريقة مؤثرة جدًا، واقتصادية مقارنة بالرش الأرضي وهي فعالة لمكافحة سوسة النخيل الحمراء وحفارات الساق وحفار العذوق وغيرها من الآفات.

وقد تبنى مركز خدمات المزارعين طريقة الحقن وسيتم تفعيلها خلال العام الحالي.

المصدر: البيان