محمد بن راشد يأمر بإطلاق اسم زايد على يوم العمل الإنساني

أخبار

سامي عبدالرؤوف ووام

أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بإطلاق اسم يوم زايد للعمل الإنساني على يوم العمل الإنساني الإماراتي، تخليداً لذكرى رحيل المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله.

وسيضم يوم التاسع عشر من رمضان من كل عام، فعاليات ومبادرات وأنشطة خيرية، تشارك فيها جميع الجهات على مستوى الدولة، ونظمت تلك الجهات في العام الحالي 1500 مبادرة ومشروع ونشاط خيري وإنساني، إحياء لذكرى الشيخ زايد رحمه الله.

حضر الحفل، سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي في الإمارة، وسمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي نائب رئيس المجلس التنفيذي في الإمارة، ومعالي محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني بحكومة دبي رئيس مجلس إدارة شركة طيران الإمارات، وسمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة الثقافة والفنون في دبي، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم.

كما حضر الحفل، معالي الشيخة لبنى القاسمي، وزيرة التنمية والتعاون الدولي ومعالي محمد القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، ومعالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم، ومعالي عبيد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية، ومعالي المهندس سلطان المنصوري وزير الاقتصاد، ومعالي مريم الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية، ومعالي الدكتور راشد أحمد بن فهد وزير البيئة والمياه، ومعالي الدكتور هادف جوعان الظاهري وزير العدل، ومعالي الدكتورة ميثاء الشامسي وزيرة دولة، رئيس مجلس إدارة صندوق الزواج.

كما حضر الحفل، وكلاء الوزارات والوكلاء المساعدون، ومديرو الدوائر المحلية، ومسؤولو العمل الخيري والإنساني على مستوى الدولة.

وألقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي كلمة فيما يلي نصها:

أيها الإخوة والأخوات .. أيها المواطنون الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحييكم أيها الإخوة والأخوات في هذا الشهر الفضيل، وفي هذه الأيام المباركات، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، ويجزينا وإياكم خير الجزاء على الإحسان.

كما أحييكم في هذا اليوم الـ19 من شهر رمضان المبارك، الموافق للذكرى التاسعة لوفاة مؤسس الاتحاد ورائد الخير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي أعلناه يوماً إماراتياً للعمل الإنساني، تخليداً لما كان يحبه زايد رحمه الله من البذل والعطاء، واستذكاراً لمآثر الخير التي كانت جزءاً رئيساً من سيرته، ونشراً وترسيخاً لثقافة إنسانية إماراتية، وضع لها، رحمه الله، الأساس بعمله وبسيرته وبسجيته المحبة للخير، والحريصة على منفعة الإنسان أينما كان.

أيها الإخوة والأخوات .. إن يوم العمل الإنساني الإماراتي الذي أعلناه في اجتماع مجلس الوزراء الذي عقدناه بدار الاتحاد في اليوم الوطني الحادي والأربعين، هو محطة سنوية سنتوقف فيها لاستذكار سيرة المؤسس الإنسانية وترسيخ قيم الخير والبذل والعطاء في نفوس الأجيال الجديدة، والتخطيط لسنة كاملة قادمة من العمل الإنساني الإماراتي، ترسيخاً لوضع دولة الإمارات كعاصمة عالمية لعمل الخير، ومحطة دولية رئيسية لإغاثة الملهوف والمحتاج.

المواطنون الكرام .. الإخوة والأخوات .. لا يمكن الحديث عن عمل الخير في دولة الإمارات دون استذكار سيرة رائد العطاء والخير ومؤسس الدولة وباني سيرتها الإنسانية العالمية، زايد رحمه الله، فهو المعلم وهو القدوة الإنسانية ليس فقط لشعب الإمارات بل للكثير من الشعوب في مجال العمل الخيري والإنساني، ولعل أهم ما كان يميز زايد، رحمه الله، في العمل الإنساني، هو أنه جزء أساسي من فطرته، وطبيعته، وحقيقته، لم يكن زايد، رحمه الله، يحب المفاخرة أو المباهاة أو التحدث والتوقف كثيراً عند ما كان يقدمه، كان عمل الخير فطرة عنده، وكان البذل والعطاء جزءاً من شخصيته، رحمه الله، وجزءاً من يومه، ومكوناً رئيساً في حياته، ولهذا السبب أحبه الناس، وقدرته الشعوب، وارتفع قدره في القلوب، هي دروس في الإنسانية لنا جميعاً وللأجيال من بعدنا ولكل محب لعمل الخير، عاشرت زايد وصحبته، وتعلمت منه الكثير، كان، رحمه الله، يحب الناس، ويرحمهم، وكان يفرح كثيراً إذا رأى الراحة والرضا على وجوه الناس إذا أعطاهم، تبرعاته وعطاياه المعلنة كثيرة وأكثر منها ما كان تلقائياً وغير معلن، كانت حياته اليومية مليئة بأعمال الخير، هذا هو زايد الذي امتزج حب الخير بنفسه وروحه، وأصبح اسمه مرادفاً للزيادة في العطاء والكرم.

أيها الإخوة والأخوات

لا يحتاج زايد لشهادتنا، فالله سبحانه وتعالى يعلم ما قدم، وأعماله الخيرية والإنسانية ما زالت عنه تتكلم، كان رحمه الله كالفارس كلما سمع استغاثة لباها، وكلما رأى كارثة سارع إليها، سيرته في الكثير من الأقطار ما زالت حاضرة، ومحفورة في حياة الكثير من الشعوب، له وقفات تاريخية لا تنسى مع أبناء فلسطين، عبر مشاريع سكنية وتعليمية وصحية، وعناية بالمعالم الإسلامية، وموقف واضح وصريح من قضية العرب الأولى، له وقفة إنسانية شهد لها العالم أجمع من المأساة الإنسانية في البوسنة والهرسك، وقفة ضد الظلم، مع المستضعفين والمغلوبين، عبر مساعدات إنسانية وطبية وسكنية وحتى عسكرية، ولزايد بصمات وشواهد في كل مكان، تشهد له المدن التي أقامها في مصر والمغرب وباكستان، وغيرها من الدول، وتشهد له المستشفيات، والمدارس ودور الأيتام التي أقامها في عشرات الدول الآسيوية والأفريقية، كان، رحمه الله، شديد التأثر بالكوارث الطبيعية التي تصيب الشعوب الفقيرة، وكانت دولة الإمارات أول الموجودين في موقع الكارثة لمساعدة الشعوب في الأوقات الحرجة، رسخت تلك المواقف العظيمة علاقات الإمارات مع الكثير من دول العالم، وأكسبتها احترام العالم وتقديره، وأصبحت الدولة محطة إنسانية مهمة عالمياً، ولكن الأهم من ذلك كله هو شيء آخر، لقد أحبتنا الكثير من شعوب العالم بسبب زايد، رحمه الله.

يمكن بناء علاقة متميزة مع حكومة أخرى وفق مصالح مشتركة، ولكن لا يمكن كسب حب شعوب بأكملها بسهولة، يحتاج ذلك لقائد تاريخي له نظرة إنسانية واسعة وإحساس كبير بمعاناة واحتياجات الشعوب الأخرى، أعظم إرث تركه زايد، رحمه الله، لنا، هو محبة الكثير من شعوب العالم لشعب الإمارات، والتقدير والاحترام الذي يحصل عليه أبناء الإمارات أينما ذهبوا، عندما يفاخر الناس بإنجازات، نحن نفاخر بزايد، وعندما يتحدث الناس عن تاريخ نتحدث نحن عن زايد، وعندما يتكلمون عن فعل الخير فيكفينا أننا نمضي على طريق زايد، واليوم نرى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مستمر على مسيرة والده، يمد يده للشعوب، ويكمل مسيرة عظيمة ابتدأها زايد، رحمه الله، وإخوانه يسابقونه في ذلك، وشعب الإمارات يتبعهم ويقتدي بهم، ويسابق معهم في عمل الخيرات، ولله الحمد والمنة.

خليفة بن زايد هو امتداد لزايد رحمه الله، يده بالخير معطاءة، ونفسه للبذل تواقة، وهمته لعمل الخير لا يدانيها همة ولا يسابقها أحد، هو صاحب القلب الإنساني المرهف، واليد البيضاء السباقة لكل خير، وبحمد الله ونعمته، استطاعت حكومة الإمارات وشعب الإمارات تحويل الأعمال الإنسانية والخيرية إلى مؤسسات نظامية تطبق أفضل المعايير الإدارية والنظم المالية المتقدمة، وذلك بهدف استدامة الخير واستمراريته، وضمان فاعليته ووصوله لكل محتاج، بل أكثر من ذلك، أنشأنا وزارة للتنمية والتعاون الدولي، بهدف تعزيز هذه المساعدات وتطويرها، وتوفير الدعم لها والنهوض بقطاع المساعدات الخارجية لمستويات جديدة، عبر تعاون دولي وإنساني واسع.

أيها الإخوة والأخوات .. أعظم ما نتذكر به زايد، وأكبر ما قدم لنا جميعاً، هو أنه كان يبني الإنسان، بنى زايد شعباً متعلماً طموحاً منفتحاً، وغرس زايد في هذا الشعب أجمل معاني البذل والعطاء وحب الخير، أقول لشعب الإمارات، أنتم جميعاً أبناء زايد، أنتم شعب الخير، ودولة الإمارات هي دولة الخير، فحافظوا على عمل الخير واستمروا عليه، نريدها ثقافة وعادة وجزءاً أساسياً من حياتنا ومن هويتنا، في جميع أبناء شعب الإمارات، نريد أن نورثها لأبنائنا، ونغرسها في أجيالنا، نريد أن تستمر دولة الإمارات محطة إنسانية للمحتاج والملهوف، لأن هذا هو شكر نعم الله التي أنعم بها علينا، ولن يبقى للإنسان إلا ما قدم من عمل الخير، وجهنا ليكون يوم 19 رمضان يوماً للعمل الإنساني، لأنه ارتبط بذكرى وفاة قائد ورائد العمل الإنساني زايد، رحمه الله، ولن يسعد زايد رحمه الله شيء أكثر من الاستمرار على سيرته الإنسانية، سنستمر في إطلاق المبادرات الإنسانية بشكل دائم ولن نتوقف، كلما أعطينا أكثر، زادنا الله من نعمه، عطاء واستقراراً وأمناً وأماناً وراحة وحياة كريمة، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، نسأل الله أن يوفقنا جميعاً وأن يتقبل منا ومنكم عمل الخير، ويوفق أبناءنا وإخواننا لكل ما فيه الخير والسداد، ومنفعة البلاد والعباد.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: صحيفة الإتحاد