محمد بن زايد: الإمارات بقيادة خليفة تدعم الأمن العربي

أخبار

شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، مساء أمس، العرض العسكري الحي «حصن الاتحاد»، والذي جرى وسط البحر قبالة شاطئ كورنيش أبوظبي، أمام جمهور واسع من المواطنين والمقيمين وجسد القدرات الاحترافية لقواتنا الباسلة، وهي تقوم بتحرير رهائن من على متن سفينة مختطفة في عرض البحر، وتتعامل مع تهديدات في المناطق المبنية وتخلله مناورات للطائرات المروحية، والمقاتلات النفاثة والغواصات البحرية.

وشهد العرض الذي نفذته القوات المسلحة سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، وسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، والشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان، والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، عضو المجلس التنفيذي، وعدد من الشيوخ.

كما حضر العرض محمد بن أحمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع، والفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، رئيس أركان القوات المسلحة، وعدد من قيادات ورؤساء هيئات وكبار ضباط تشكيلات القوات المسلحة ووزارة الداخلية وكبار المسؤولين وجمع من المدعوين.

وشاهد الحضور من خلال عرض «حصن الاتحاد» عمليات مشتركة شملت عدداً من أفرع قواتنا المسلحة، مع التركيز على قوة الرد السريع المدربة تدريباً عالياً من أفراد حرس الرئاسة التي مثلت القوات البرية، بدعم من قيادة الطيران المشترك والقوات البرية والبحرية والقوات الجوية والدفاع الجوي.

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن القوات المسلحة الإماراتية تمثل الحصن المنيع للوطن والحامي لمكتسباته ومنجزاته الحضارية في ظل بيئة إقليمية ودولية تتسع فيها مصادر الاضطراب والخطر.

وقال سموه بمناسبة العرض العسكري «حصن الاتحاد» إن قواتنا المسلحة الباسلة تمتلك الجاهزية الكاملة والإرادة الصلبة للدفاع عن تراب الوطن وصون أمنه ومصالحه العليا في أي وقت، وفي أي مكان والمشاركة القوية في تدعيم منظومة الأمن العربي ودعم الأشقاء، من منطلق الالتزامات والمسؤوليات العربية التي تؤمن بها دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله». مشيراً سموه إلى أن القوات المسلحة الإماراتية أثبتت على الدوام قدرتها الفائقة على تنفيذ المهام المنوطة بها، سواء في رد العدوان والوقوف إلى جانب الحق والعدل والشرعية أو مواجهة قوى التطرف والإرهاب أو صون السلام والاستقرار في مناطق مختلفة من العالم. واكتسبت في كل المواقع التي عملت وتعمل بها تقدير العالم كله واحترامه، لاحترافيتها العالية وكفاءتها ومنظومة الأخلاق والقيم الرفيعة التي تحكم عملها.

وأضاف سموه، إن ما وصلت إليه قواتنا المسلحة من تطور، هو نتاج جهد كبير بذل على مدى سنوات طويلة ورؤية عميقة وبعيدة النظر بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار عليها وعززها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، وتقوم على الاهتمام بالعنصر البشري المقاتل بحيث يمتلك كل المقومات التي تساعده على القيام بدوره في أداء واجبه المقدس في الدفاع عن الوطن، وامتلاك أحدث منظومات الأسلحة والتكنولوجيا الدفاعية المتقدمة في العالم، الجوية والبرية والبحرية، وتوفير أرقى برامج التدريب والمناورات المشتركة من خلال الاحتكاك مع مدارس عسكرية مختلفة من المنطقة وخارجها.

وأكد سموه أن رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة للعالم كله هي رسالة سلام، لإيمانها دائماً بأن امتلاك القوة هو أكبر ضمانة للحفاظ على هذا السلام، لأن الضعف يغري بالعدوان، ولهذا فإنها تنظر إلى تطوير وتحديث وتقوية قواتها المسلحة باعتبارها أولوية أساسية، وسوف تمضي في هذا الطريق لأن التحديات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة تحتاج إلى أعلى مستويات اليقظة والاستعداد. وقال «نحن نثق ثقة مطلقة بأن قواتنا المسلحة تمتلك الاستعداد الكامل والجاهزية القصوى لتردع كل من تسول له نفسه النيل من أمن الوطن أو المساس بمكتسباته».

وشدد سموه على أن التفاف الشعب الإماراتي حول قواته المسلحة ودعمه المطلق لها وفخره بها وببطولاتها وتضحياتها وتسابق الشباب نحو الانخراط في أداء الخدمة الوطنية؛ كلها عوامل تؤكد أن دولة الإمارات العربية المتحدة بخير وستظل بخير، بإذن الله تعالى، وأنها تسير في الطريق الصحيح والآمن لبلوغ أهدافها في ظل قوات مسلحة ضاربة، وشعب واعٍ يلتف حول قيادته ومنظومة عمل وطني متناغمة تقود كلها إلى الريادة ومراكز الصدارة في المجالات كافة.

وقال سموه «في هذه المناسبة أحيي كل فرد من حماة الوطن وأشد على يديه، وأؤكد أن الدولة ستوفر دائماً الدعم المطلق لجيشها البطل، وأترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم في ميادين العز والشرف، لكي تبقى دولة الإمارات العربية المتحدة عزيزة أبية».

كان الحدث قد استعرض سيناريو اختطاف تمحورت حيثياته حول تلقي حكومة دولة الإمارات طلب مساعدة لإنقاذ رهائن مهمين اختطفوا في عرض البحر وتوجه الخاطفون بالسفينة إلى جهة غير معلومة حيث صدرت الأوامر بتقديم المساعدة وتخليص الرهائن وأسند تنفيذ العملية إلى قوات مختارة من قواتنا المسلحة، تمتلك عناصر مدربة تدريباً عالي المستوى، وتمتلك القدرة على الاستجابة السريعة ليكونوا بمثابة القوة الأساسية لهذه المهمة.

واشتركت في عملية الاستطلاع وجمع المعلومات الطائرات من دون طيار، والتي تمتلك قواتنا المسلحة أنواعاً حديثة منها مزودة بأحدث التقنيات، وقامت بمهمة تتبع وملاحقة الخاطفين والإرهابيين.

بعدها نفذت قواتنا المسلحة عملية نوعية ومتطورة لإنقاذ الرهائن في عرض البحر بمساهمة جميع الوحدات القتالية ومكافحة الإرهاب والتدخل السريع البري والبحري.

وشملت العمليات القفز الحر من ارتفاعات عالية وعمليات إنزال وإبرار للقوات الخاصة الإماراتية من الأرض والبحر والجو، وهجوماً بحرياً باستخدام القوارب السريعة ومركبات الغوص التكتيكية، إضافة إلى عمليات رصد من الطائرات من دون طيار ومداهمة للسفينة المختطفة بدعم من طائرات البيل المروحية، تساندها في عمليات المواجهة طائرات البلاك هوك، التي حملت القناصين وجنود المهام الخاصة فيما حلقت الطائرات القتالية F16 والميراج لتقديم الدعم الجوي للوحدات البرية، كما أجرت المركبات والآليات الميكانيكية والمدرعة هجمات في المناطق المبنية.

وتابع الحضور مشاهد حية ومباشرة لما يؤديه جنودنا البواسل وهم يقومون بمهامهم وواجباتهم في تخليص الرهائن وتحريرهم من المختطفين بدءاً من الإنزال الجوي للقوات الخاصة وصولاً إلى الاقتراب من السفينة عن طريق الغوص في أعماق البحر حتى الظهور المفاجئ على متنها، وانتهاءً بالتعامل والاشتباك المباشر مع عناصر العدو والقضاء عليهم، وإنقاذ الرهائن وإخلائهم جواً إلى السفينة الحربية في المنطقة الآمنة ومواصلة القضاء على جيوب الخاطفين والعناصر الداعمة لهم، والمتحصنين في عدد من المباني، وذلك عبر قوارب الإبرار والتدخل السريع والآليات البرية المدرعة، حيث عرضت لقطات ومشاهد العرض على الشاشات الكبيرة التي توزعت على مناطق متفرقة على الكورنيش، ما شكل فرصة فريدة للجمهور لمشاهدة جاهزية قواتنا المسلحة وقدراتها القتالية الرفيعة في مكافحة الإرهاب والتصدي لشتى المخاطر والتهديدات، وما يتحلون به من كفاءة واقتدار في تنفيذ جميع المهام المنوطة بهم بكل شجاعة وتفانٍ وخبرات ميدانية مع تنسيق عالٍ وتعاون وثيق بين الوحدات المشتركة والقوات الجوية والبحرية والبرية.

واختتم العرض بتقديم فريق فرسان الإمارات استعراضات جوية في سماء الحدث محلقين بكل تناغم وانسجام عاكسين المهارات الرفيعة في قيادة الطائرات، راسمين لوحات وطنية بألوان علم الإمارات، والتي نالت إعجاب وتفاعل الحاضرين. (وام)

المصدر: الخليج