مركبة «ذكية» تعمل في دبي دون سائق

أخبار

بدأت هيئة الطرق والمواصلات، في دبي، تشغيل مركبة ذاتية القيادة «مركبة ذكية» في مرافق مركز دبي التجاري العالمي، لنقل الزوار وتوصيلهم إلى أماكن الترفيه والفعاليات المختلفة المنعقدة في المركز، خلال شهر رمضان وفترة الأعياد وحتى 20 من الشهر الجاري، وفي الوقت ذاته اختبار التقنيات الخاصة بوسائل النقل الذاتية الحركة في بيئة دبي المناخية.

وتدرس الهيئة إمكانية التوسع في استخدام المركبة في أماكن أخرى من الإمارة من بينها مواقع محطات مترو دبي، كما تعمل على إعداد مسودة للنظم والتشريعات المطلوبة، لتنفيذ الاستراتيجية المتعلقة بالنقل الذكي في الإمارة، للخروج بأطر قانونية واضحة، في موعد أقصاه الربع الأول من العام المقبل.

وتتميز المركبة الذكية بأنها آمنة تماماً، وتستخدمها فرنسا في نقل الطلبة داخل الجامعة، ومجهّزة بجميع متطلبات وضوابط السلامة لتحديد مسارها حسب ما هو مخطط له، كما أنها صديقة للبيئة 100%، وتسير بالطاقة الكهربائية مدة زمنية تصل إلى ثماني ساعات، في حال عدم تشغيل المكيف الهوائي، ولقيت المركبة ذاتية القيادة استحساناً واهتماماً بالغين من قبل المؤسسات والأفراد في الإمارة، إلا أن تشغيلها لايزال تحت التجربة.

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة الترخيص في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أحمد هاشم بهروزيان، لـ«الإمارات اليوم» إن المركبة الذكية تعتمد على مسار افتراضي، تختزن ملامحه وأوصافه في ذاكرتها، لافتاً إلى أن المركبة الذكية لاقت إعجاباً واهتماماً بالغين من قبل المؤسسات والأفراد في الإمارة، إلا أن تشغيلها لايزال تحت التجربة، كما أنه مقيد بعدد من المحاذير، نظراً لغياب التشريعات المطلوبة لتنفيذ استراتيجية النقل الذكي في الإمارة، والتي تقضي بأن تصل نسبة الرحلات عبر المركبات الذكية إلى 25% من إجمالي الرحلات في إمارة دبي، بحلول عام 2030.

وأشار إلى أن الهيئة تعمل حالياً على إعداد الخطط والبرامج اللازمة، لوضع استراتيجية دبي للتنقل الذكي حيز التنفيذ، مضيفاً أنها بدأت فعليا تشغيل المركبة الذكية التي تسير من دون سائق، إلا أن استعمالها يتم بحذر، خصوصاً أنها لاتزال في فترة التجربة، حيث يتطلب استخدامها كوسيلة نقل معتمدة وجود تشريعات رسمية، توضع بالاستناد إلى خطط عمل واضحة، ترصد الاحتياجات والمقومات المطلوبة بشكل متكامل، لضمان التحول بنجاح إلى مرحلة تطبيق استراتيجية النقل الذكي في الإمارة، وفق أطر وآليات قانونية، تضمن السلامة لجميع الأطراف.

وقال إن تشغيل مركبة ذاتية القيادة، في مركز دبي التجاري العالمي، يعتبر جزءاً من خطة هيئة الطرق والمواصلات، لاختبار التقنيات الخاصة بوسائل النقل الذاتية الحركة في بيئة دبي المناخية، متابعاً أن الهيئة تدرس المواقع المقترحة لتشغيل المركبة بعناية، من حيث المساحة المتوافرة لمسار المركبة دون أن تتقاطع مع مسار المشاة، على الرغم من أن المركبة تتوافر فيها حساسات ترصد أي جسم أمامها، كما أن الهيئة قررت – خلال فترة تجربة المركبة – أن تبقي شخصاً داخلها ليس لقيادتها، بل ليكون مسؤولاً عن اتخاذ الإجراء المطلوب، في حال حدوث أي طارئ.

أما بالنسبة للمخاطر المحتملة، التي تدرسها الهيئة عند استخدام المركبة الذكية، فقال بهروزيان إن كل مكان يتم فيه تنفيذ التجربة يكون فيه نوع من المخاطر بعضها مشترك مع الأماكن الأخرى، والآخر خاص بظروف ومواصفات الموقع المختار للتشغيل، مثل ضيق الرصيف، أو مساحة الشوارع الداخلية، التي من الممكن أن تسير فيها المركبة.

ولفت بهروزيان إلى أن الهيئة تجري بعض التجارب، للاستفادة من المركبة في خدمة خطوط المترو، مؤكداً أن البحث عن فرص مناسبة لاستخدامها في المشروعات والمرافق المختلفة، ليس مقتصراً على المشروعات الاستثمارية ومناطق المطورين، بل أيضاً يتضمن إمكانية تسخير المركبة في خدمة خطوط المواصلات العامة، لنقل الركاب من المحطة إلى بعض الوجهات القريبة المحيطة بها، ما يوفر وسيلة نقل إضافية ومريحة لمستخدمي وسائل النقل العام.

وفي الإطار نفسه، أفاد بهروزيان بأن الهيئة تجري دراسات حالياً، لإمكانية تشغيل المركبة في مناطق مثل حي دبي للتصميم، وواحة دبي للسيليكون، لكنها لاتزال في طور النقاشات المبدئية، حيث لوحظ وجود مناطق عبور للمشاة لا تسمح بوجود المركبة، متابعاً أنه لم يتم التوصل بعد إلى مسار للمركبة، يتوافق مع مطالب القائمين على إدارة المنطقة، ويلبي في الوقت نفسه الشروط والمعايير المطبقة من قبل الهيئة، وفقاً للواقع الحالي والتحديات الموجودة، بسبب عدم صدور التشريعات.

وذكر أن المركبات الذكية يبلغ عددها 25 مركبة على مستوى العالم، وتتم تجربتها حالياً في الولايات المتحدة وسنغافورة، لافتاً إلى أنها مركبة صديقة للبيئة بنسبة 100%، ويمكنها السير بالطاقة الكهربائية لمدة تصل إلى ثماني ساعات، في حال عدم تشغيل المكيف الهوائي.

وأوضح أن سرعة المركبة لا تتجاوز 20 كيلومتراً في الساعة، فهي مصممة للتحرك في الشوارع الداخلية المغلقة، مثل المجمعات السكنية أو المدن الترفيهية، لكن لا يمكن السماح لها بالسير في الشوارع العادية، على الرغم من أنها تتسم بمعايير عالية من السلامة والأمان، لأنها تراقب المسار الذي تتحرك فيه من أربع جهات، عبر «جي بي إس»، وعبر حساسات الليزر المزودة بالمركبة، ما يمكّنها من رصد أي جسم على بعد 40 متراً، مضيفاً أنها تبطئ سرعتها في حال ظهور أي جسم على بعد أقل من مترين، بينما تتوقف تماماً في حال اقتراب الجسم من مسافة أقل من مترين.

وأفاد بأن فرنسا تشغل المركبة حالياً في إحدى الجامعات، لنقل الطلاب بين المباني المختلفة داخل الحرم الجامعي، مشيراً إلى أن ذلك يؤكد أنها مركبة آمنة تماماً.

المصدر: الإمارات اليوم