معرض أبوظبي الدولي للكتاب ينطلق غداً الأربعاء بمشاركة 1125 ناشراً

أخبار

ينطلق معرض أبوظبي للكتاب في دورته الرابعة والعشرين غداً الأربعاء في الساعة 11 صباحاً في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، وذلك تحت رعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقد حققت الدورة الجديدة نمواً ملحوظاً في دور النشر المشاركة بنسبة 10% عن دورة العام الماضي. والمعرض من تنظيم هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة ويستمر إلى غاية يوم الاثنين في 5 مايو القادم. وسوف يستمر المعرض مفتوحاً طوال اليوم، وذلك تعويضاً عن المدة الزمنية وهي 5 أيام، وبذلك يتسنى الوقت الكافي لزوار المعرض. هذا ما أعلنه جمعة القبيسي المدير التنفيذي لدار الكتب الوطنية مدير المعرض، وذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح الاثنين في فندق سوفيتيل بأبوظبي، بحضور محمد الشحي مدير إدارة البحوث والإصدارات في دار الكتب. وأضاف القبيسي أن المعرض أصبح من المحطات المهنية الهامة التي يحرص كبار الناشرين على المشاركة فيها، كما أنه يعد حدثاً هاماً تنطلق منه المشاريع الثقافية الجديدة المعنية بصناعة الكتاب ونشره.

وأشار القبيسي إلى أن العدد الكلي للعارضين بلغ 1125 دار نشر، أي بزيادة 100 عارض عن العام الماضي، وبلغ عدد الدور المشاركة لأول مرة 120 داراً، منها 16 عارضاً محلياً، كما أن المشاركين يمثلون 57 دولة من العالم، ويطرحون أكثر من 500 ألف عنوان في 33 لغة بشتى صنوف المعرفة، واعتذرت إدارة المعرض عن 98 عارضاً لعدم توافر المساحة.

وأضاف القبيسي أن فريق المبيعات في المعرض يقوم لأول مرة بتنظيم جولات تعريفية للجهات الدولية العارضة في أنحاء المعرض لتعريفهم على التسهيلات والعروض التي يمكنهم الاستفادة منها، كما يقدم المعرض مجموعة من حلقات النقاش الموجهة التي تجمع العارضين والزوار التجاريين، وتطرح الحلقات التي يديرها نخبة من الناشرين والمختصين مواضيع عملية ذات صلة مباشرة بصناعة النشر.

إضافة إلى ذلك، يقدم إيريك يانغ رئيس اللجنة الاستشارية لإعلان اليونسكو مدينة إنشيون عاصمة عالمية للكتاب للعام 2015، حلقة نقاش عن «التعاون الدولي في عصر النشر الرقمي»، كما تقام ندوة عن تحرير النصوص العربية لتلافي ضعف البنية التأليفية، ويشارك فيها كل من الدكتور فيليب كندي من معهد جامعة نيويورك في أبوظبي، والمترجم سامر أبوهواش وعبد الحكيم سليمان من دار ميريت للنشر، ويتحدث الناشر قاسم التراس عن دور الترقيم الدولي للكتب في انتشارها، ويقدم مجموعة من الاحترافيين في صناعة النشر.

من جهته قدم محمد الشحي إضاءات على البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض مشيراً إلى أهمية التبادل الثقافي الذي يوفره المعرض الذي تحول من مجردِ كونه مركزاً لبيع الكتب إلى ملتقى حيوي مفتوح يستقطب كبار الكتابِ والمفكرين للتحاور والنقاش في قضايا راهنة، لا تهم النخبة فقط بل لها تأثيراتها على حياة الناس العامة، لذلك اتفق الرأي على أن يطرح موضوع الإسلام السياسي للنقاش في أكثر من جلسة لمعالجة أزمة التعصب الديني وما تتركه من ظلال قاتمة على الحياة المعاصرة.

وكشف الشحي أن الكاتب والمؤرخ المصري محمد الشافعي ومنصور النقيدان مدير مركز المسبار للدراسات سوف يشاركان في ندوة تحت عنوان «صعود وسقوط الإسلام السياسي»، بينما تقام ندوة أخرى عن «الإسلام السياسي في الكاريكاتير» بمشاركة مجموعة من محترفي فن الكاريكاتير. وكان اتحاد كتاب وأدباء الإمارات قد أعلن عن تقديم جلسة حوار خلال المعرض عن «الدين والتدين» للكاتب عبد الجواد ياسين من خلال مؤلفه الأخير الذي يحمل العنوان نفسه.

وسوف يخصص المعرض عدة جلسات ترصد التطور في الواقع الثقافي المؤسس مثل تجربة الفجيرة، عروس الساحل الشرقي، التي تشهد تحولات ثقافية مدروسة، وأيضاً جزيرة السعديات في أبوظبي التي ينتظرها مستقبل فني وتعليمي وترفيهي منفتح على العالم.

والجديد في الدورة الحالية للمعرض أن مجموعة من طالبات جامعة زايد ستقدم رؤية معاصرة عن الحكاية الشعبية (الخروفة) في جلسة تحت عنوان حكاياتٍ من الإمارات، وفي جلسة عن البحر في الذاكرة الإماراتية يستكشف الباحثان بلال البدور وعبد العزيز المسلم الاستخدام الواسع لهذا الرمز في الكتابات المحلية على تنوعها، أما أثر القصيدة الشعبية في تطوير الأغنية الإماراتية فقد خصص لها جلسة نقاشية مثيرة يشارك فيها الموسيقي عيد الفرج والكاتب مؤيد الشيباني.

وهناك جلسات حوارية أخرى تتناول موضوعات متنوعة تتعلق بفنيات الأدبِ كواقعِ القصة القصيرة، والقراءة والكتابة في العصر الرقمي، والطفلِ وأمن الكمبيوتر، إلى جانبِ جلسة عن الرياضة والثقافة يتحدث فيها نجوم منتخبِ كرة القدم الوطني عن علاقتهم بالثقافة، في تكريسٍ للمفهوم الثقافي المفتوح على الحياة. إضافة إلى أن المعرض يشهد تنظيم أكثر من 36 حفل توقيعِ كتابٍ جديد لكتاب من مختلف الدول العربية تسبقها حلقات نقاش حوارية عن كتبهم.

يذكر أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد من أكثر معارض الكتب تطوراً في المنطقة، وقد اختار المعرض هذا العام شخصية الشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي شخصية محورية في تقليد جديد لإعادة قراءة المنجز الفكري بشكل غير تقليدي، كما يقدم المعرض لأول مرة في يوم الافتتاح حفلاً موسيقياً مستلهماً من إبداع الشاعر وتجواله بحثاً عن أمير عادل تحت عنوان «المتنبي… مسافراً أبداً» تحييه الفنانة عبير نعمة بمصاحبة مجموعة من أمهر العازفين العرب.

ولأول مرة يقدم المعرض عروضاً سينمائية لأفلام إماراتية طوال أيام المعرض مع ورش وندوات متخصصة من خلال مشروع «سينما الصندوق الأسود» الذي كُلف بتنفيذه السينمائي نواف الجناحي، كما يشهد المعرض تنظيم معارض فنية تشكيلية ورسوم متنوعة.

المصدر: الاتحاد