كشف لـ “الاقتصادية” مسؤول في العاصمة المقدسة عن إزالة نحو تسعة آلاف عقار في العاصمة المقدسة لصالح مشروع تطوير جبل الشراشف، وأن أعمال البدء في الإزالة ستكون في منتصف العام المقبل، كما ستبدأ في ممارسة أعمال التطوير اعتباراً من نهاية كانون الأول (ديسمبر) الجاري.
وقال أسامة البار أمين العاصمة المقدسة: “سيرعى الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة صباح اليوم في ديوان الإمارة بالعاصمة المقدسة، حفل توقيع مذكرة التفاهم بين شركة البلد الأمين للتنمية والتطوير العمراني والمستثمرين والملاك في جبل الشراشف، وذلك في خطوة أولى نحو البدء في إجراءات تأسيس شركة جرهم للتنمية والتطوير العمراني”، مبيناً أن رأس المال الأولي للشركة التي ستبدأ أعمالها نهاية الشهر الجاري، سيكون نحو مليار ريال قابل للزيادة.
ولفت البار إلى أن مذكرة التفاهم سيوضح فيها قيمة المساهمات العينية والنقدية لكل مساهم في المشروع التطويري العملاق الذي تبلغ مساحته 1.6 مليون متر مربع، موضحاً أن المشروع يقع في المنطقة التي يحدها الطريق الموازي ومشروع جبل عمر من الشمال، وشارع إبراهيم الخليل من الشرق، والتقاء شارع إبراهيم الخليل بشارع جرهم من الجنوب، وشارع جرهم من الغرب.
وأردف قائلاً: “شركة جرهم هي شركة مساهمة مغلقة للتنمية والتطوير العمراني، وسيوقع معنا اليوم المستثمرون العشرة فيها حتى الآن”، مبيناً أن مجلس المديرين للشركة سيتكون من سبعة أعضاء، عضوان من شركة البلد الأمين، وثلاثة يمثلون المساهمين، وعضوان مستقلان يتم تعيينهم بموافقة الطرفين في مجلس المديرين.
وأبان البار أن شركة جرهم ستعقد اجتماعها الأول بعد أسبوع من اليوم، والذي سيتم من خلاله عرض نظام الشركة الذي سيقبل إبداء الملاحظات عليه حتى منتصف شهر ديسمبر المقبل، مؤكداً أن أعمال الشركة في حال جرت الأمور وفق ما هو مخطط له، ستبدأ أعمالها بمطلع العام الميلادي المقبل.
وعن الخطط لإسكان من ستزول عقاراتهم لصالح مشروع تطوير جبل الشراشف، قال:” شركة البلد الأمين هدفها أن يكون الملاك شركاء معها في التطوير، حيث إننا سنعمل على حث الملاك في منطقة المشروع للدخول كشركاء بحصص ضمن شركة التطوير التي ستوقع مذكرة التفاهم لها اليوم”.
وتابع: “ونظراً لحاجتنا إلى نحو 6 – 8 أشهر مقبلة للبدء في تنفيذ مشروع الإسكان البديل، فإننا نعلن استعدادنا لكل من لم يجد سكنا، أن نوفر له ذلك بالإيجار، وحتى نبدأ في مباشرة تنفيذ أعمال مشروع التطوير الضخم ودون تعطل أو تعثر في برنامجه الزمني”. وعلى صعيد ذي صلة، أفاد البار أن حفل اليوم سيشهد أيضاً، توقيع عقد اتفاقية أول صندوق تمويلي لمنطقة البوابة، والذي سيتم تدشينه وفقاً لنظام هيئة سوق المال، وسيكون متاح أمام جميع المواطنين للمساهمة فيه. وفي نظرة عامة لمشروع تطوير جبل الشراشف، لفت البار إلى أن المشروع يهدف إلى إنشاء منطقة عمرانية متعددة الاستخدام، تشمل منشآت سكنية وتجارية وضيافة، مبيناً أنه سيؤخذ في الاعتبار، التركيز المتوازن بين السكن الدائم والاستثمار.
وأردف البار قائلاً: “المشروع من أهدافه تحسين الواجهة الحضرية لمكة المكرمة، والارتقاء بمستوى التنمية المكانية فيها، مما سيجعل من إمكانية الوصول إلى الحرم المكي الشريف ميسرة وسهلة على الراغبين في السكن في المناطق المجاورة والمحيطة به”. واستدرك أمين العاصمة المقدسة: “المشروع لم يغفل أهمية الإصحاح البيئي، حيث إن هناك نسبة جيدة منه، خصصت لصالح المساحات والمسطحات الخضراء، والمساحات المفتوحة، وكل ذلك بجوار الاحتفاظ بالتضاريس الطبيعية”.
من جهته، أوضح المهندس أحمد سندي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في مكة المكرمة وعضو اللجنة العقارية، أن مشروع تطوير جبل الشراشف يعد من المشاريع العملاقة لما يمثله من موقع مميز بقربه من الحرم المكي، مبيناً أن أثر المشروع مع هذه المواصفات سيكون إيجابياً وفق ما تسعى له حكومة خادم الحرمين الشريفين لتطوير مكة المكرمة، وما يوليه الأمير خالد الفيصل أمير المنطقة من جهد ومتابعة لجعل مكة ضمن المدن المتقدمة عالمياً.
وأبان أن اختيار منطقة جبل الشراشف وتطويرها وفق طبيعتها المناسبة لسكن الحجاج يعد اختيارا صائبا وموفقا، متمنياً أن يأتي المشروع وفق تطلعات الدولة الرشيدة في خدمة مكة والتي ينتظرها أهلها بأن تظهر في زيها الجديد خلال السنوات المقبلة. وعرج سندي في حديثه لـ “الاقتصادية” أن المشروع يحتاج إلى أن يراعى فيه أن غالبية البيوت التي تقع ضمن المشروع أصحابها من المتخلفين عن نظام الإقامة والعمل، ولا بد من تدارس الوضع في كيفية التعامل معهم، مشيراً إلى أن إيجاد البديل في الوحدات السكنية مهم جداً قبل الشروع في المشروع.
على ذات الصعيد، يرى رجل الأعمال والمستثمر العقاري أديب إدريس أن المشروع يعد ضمن منظومة مشاريع التطوير التي تشهدها مكة، وسيسهم في تطوير المنطقة المركزية بشكل كبير، موضحاً أن المشروع سيكون ذا طابع حضاري جميل وممتاز وفق التطلعات، مبيناً أن الوقت قد حان للشركات المساهمة لضخامة المشاريع وكبر حجمها، مطالباً في نفس الوقت بأن يكون لملاك العقار مساهمة في ذلك بأن يمنحوا أسهما عينية أو بأن يمتلكوا تلك الأسهم بقيمتها الشرائية.
وأوضح أن ذلك يعد نوعاً من الإرضاء لهؤلاء المنزوعة عقاراتهم، مستشهدا بشركة جبل عمر وشركة مكة، كما أن عدد الوحدات السكنية التي تحتاجها مكة بصفة عامة ربما يصل إلى 100 ألف وحدة، وأن المنطقة المركزية ربما يصل الاحتياج فيها إلى 20 ألف وحدة، مكرراً أهمية إتاحة الفرصة لملاك العقار في تلك المنطقة بأن يكونوا مساهمين في شركة التطوير كنوع من الإرضاء والبعد عن الاحتكار. واختتم إدريس حديثه بأن المشروع في النهاية يعد من المشاريع العملاقة التي تخدم المنطقة المركزية، معرجاً بقوله: إن المنطقة بها مساحة كبيرة من العشوائيات التي مع إزالتها ستظهر المنطقة بشكل حضاري ومثالي.
المصدر: الاقتصادية