موسكو تهدد ب«زلزلة» المنطقة وكيري يقترح إشراك الأسد

أخبار

حذرت روسيا من رد مزلزل ومخيف، يشمل منطقة الشرق الأوسط برمتها في حال بدأت الولايات المتحدة عدواناً مباشراً على سوريا. وألقت تصريحات مسربة لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري المزيد من الغموض حول الموقف الأمريكي من التسوية، حيث دعا خلالها إلى انتخابات تشمل رئيس النظام بشار الأسد. في وقت بدأ مجلس الأمن الدولي، مناقشات حول المشروع الفرنسي المقدم حول الأزمة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، قولها، أمس السبت، إن «العدوان المباشر» الأمريكي على الحكومة والجيش السوريين سيؤدي إلى «تغيرات مخيفة ومزلزلة» في الشرق الأوسط.

وقالت زاخاروفا في حديث تلفزيوني: «مهمتي هي توضيح أهمية الالتزام بالاتفاقات، إذا بدأ عدوان أمريكي مباشر على دمشق والجيش السوري، فسيؤدي ذلك إلى تحولات تكتونية فظيعة، ليس على أراضي هذا البلد فقط، وإنما أيضاً في المنطقة، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية».

وأضافت «لن يؤدي تغيير النظام إلى فراغ السلطة والفراغ السياسي فحسب، بل سيملأه إرهابيون غير معتدلين من الأطياف كافة، تتعذر السيطرة عليهم». وتابعت قائلة: «قد يزيد السيناريو العراقي الوضع تعقيداً. نعلم أن الجيش العراقي شكل قاعدة ل«داعش» على الأرض».

من جانب آخر، اعتبر جون كيري، أن الروس قد «خدعوه» في المفاوضات حول سوريا، وأكد لمعارضين سوريين أن بلاده لن تقحم نفسها في سوريا، وأنه إذا ما احتدم الصراع هناك، فإنه سيتم القضاء عليهم جميعاً.

وفي تسجيل مسرب نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، عبر كيري عن خيبة أمله، وإحباطه حيال كيفية معالجة بلاده الملف السوري، مشيراً إلى انعدام الرغبة لدى الإدارة الأمريكية حول أي حرب في سوريا، فضلاً عن أن «الكونغرس لن يوافق على استخدام القوة، نظراً لمعارضة الكثير من الأمريكيين إرسال شبابنا إلى سوريا ليقتلوا هناك».

ورداً على تعقيب لأحد السوريين «أكد فيه أن المعارضة لا تطالب بالتدخل في سوريا»، قال كيري: جهودنا الدبلوماسية على الساحة السورية لم تكن معززة باستخدام القوة. «حيث إن ثلاث شخصيات فقط في الإدارة الأمريكية طالبت باستخدام القوة، الأمر الذي انعكس على خسارة في الجدل حول استخدام القوة في سوريا من عدمه». إذا تدخلنا في سوريا سوف يرتفع سقف المراهنات، و«سيقضون عليكم جميعاً».

واعتبر كيري، أن تسليح المعارضة في سوريا أو انخراط بلاده في الحرب هناك، سيؤدي إلى نتائج عكسية، «وزيادة سقف المراهنات»، مؤكداً أن توسيع نطاق التدخل الأمريكي في سوريا، سوف يدفع بالأطراف الأخرى المنخرطة في الأزمة السورية نحو القيام بخطوات مشابهة. وأضاف أثناء خطابه للمعارضين السوريين: «ذلك سيفضي إلى بذل روسيا ما هو أكثر، وتسخير إيران ما هو أكثر، فضلاً عن انخراط أوسع ل«حزب الله»، و«جبهة النصرة»». وأعرب كيري عن اعتقاده بأنه على المعارضة القبول بخوض انتخابات يشارك فيها «رئيس النظام السوري بشار الأسد».

وبين أبرز النقاط التي أشار إليها كيري في حديثه المسرب حسب الصحيفة الأمريكية، اعترافه لمحاوريه بأن الولايات المتحدة لا تستند إلى أي أساس قانوني يشرع لها مهاجمة حكومة الأسد، خلافاً لموسكو المتواجدة قواتها في سوريا بناء على دعوة من الحكومة في دمشق.

وأضاف: إذا قررنا التدخل العسكري في سوريا، فإننا سنصطدم ب«الفيتو» الروسي أو الصيني في مجلس الأمن الدولي، إذ إن السوريين لم يعتدوا علينا، وبلادنا غير مدعوة إلى سوريا، الأمر الذي يستثني شرعية تدخلنا العسكري في هذا البلد.

ولفت كيري نظر ضيوفه إلى أن «اللامبالاة التي ينتهجها الأسد على جميع الصعد»، قد تدفع بالحكومة الأمريكية إلى تبديل مسارها بالكامل على الحلبة السورية، وذكّر الحضور بالتغير الحاصل في الولايات المتحدة في الوقت الراهن تجاه الخطوات الأمريكية حيال سوريا، مشيراً إلى أن السبب في ذلك يكمن في انهيار المبادرة الروسية الأمريكية، التي صيغت في ال10 من الشهر الماضي في جنيف، لوقف إطلاق النار في سوريا، والعملية العسكرية واسعة النطاق للجيش السوري في حلب.

وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن السوريين، الذين اجتمع بهم كيري ليسوا متورطين في تسريب التسجيل، وأنهم أكدوا صحته، ولفتت النظر كذلك إلى أن جون كيربي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، لم ينف هو الآخر صحة التسجيل.

ونقلت «نيويورك تايمز» عن كيربي، قوله بهذا الصدد: لقد عقد وزير خارجيتنا لقاء غير رسمي مع معارضين سوريين «للاستماع إليهم، وليؤكد لهم أن إنهاء الحرب الأهلية في سوريا، لا يزال يتوسط اهتمامات السلطات الأمريكية». وأضاف كيربي: «لقد حضر الاجتماع زهاء 20 شخصاً بمن فيهم دبلوماسيون عدة «من ثلاث أو أربع دول». وكانت الولايات المتحدة شددت، الجمعة، على أن المحادثات مع روسيا بشأن سوريا لا تزال في «العناية المركزة»، ولا يمكن نعيها بعد، وذلك بعدما كانت هددت طوال الأسبوع بتجميد المحادثات الثنائية معها. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر «إن المحادثات، في العناية المركزة، لكن القلب لم يتوقف بعد».

ورداً على سؤال خلال مؤتمر صحفي عن غارات الطيران الروسي والسوري على الأحياء الشرقية لحلب الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، اعتبر تونر أن «هذا يعد وحشياً ورهيباً، وقال: إنه انتهاك واضح للمعايير الدولية، والقانون الدولي الإنساني». وأكد تونر أن إدارة الرئيس أوباما تدرس «بدائل أخرى» لسوريا، دون أن يحددها.

في غضون ذلك، أعلن دبلوماسيون أن القوى الخمس الكبرى في مجلس الأمن الدولي، أجرت مناقشة أولى لمشروع قرار فرنسي حول سوريا، موضحين أن المناقشات ستتواصل على مستوى الخبراء.

وتأمل فرنسا في أن تقدم، الاثنين، مشروعها الذي يركز على الوضع المأسوي في حلب، إلى جميع البلدان الأعضاء ال15 في مجلس الأمن.

وفي الجلسة الأولى، لسفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين)، لم تقدم روسيا اعتراضاً مبدئياً على النص، وطلبت مزيداً من الوقت لدراسته تفصيلياً.

ويدعو مشروع القرار إلى إعادة العمل بوقف إطلاق النار، وفقاً للاتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا في 9 سبتمبر/أيلول، بهدف السماح بوصول المساعدات الإنسانية بلا عوائق إلى المحاصرين في الأحياء الخاضعة لسيطرة الفصائل المعارضة، ووقف الطلعات الجوية للطيران الحربي فوق حلب. ومن المفترض أيضاً إنشاء «آلية لمراقبة الهدنة» يشارك فيها خبراء من بلدان عدة أعضاء في المجموعة الدولية لدعم سوريا. (وكالات)

المصدر: الخليج