كاتبة سعودية
كم من الأحلام التي داعبت أيامنا وأحاديثنا عشنا معها حيوات مختلفة لنصل إلى حياة واحدة هي الحقيقة لنا . في طفولتي كنت أحلم بأن أصبح ( ملكة ) كان العائق الذي يقف بيني وبين هذا الحلم هو التاج الذي لم تشتريه والدتي ..! وعندما كبرت قليلاً حلق بي الحلم إلى الطائرة وقيادتها ولكن لأنني حكيمة قررت أن لا أكون سبب في موت أشخاص أبرياء لذلك فضلت خدمتهم والعمل كمضيفة مبتسمة طوال الوقت المهم أن أعانق الغيم وأرسم على وجه السماء حلمي . تواضعت أحلامي لمعطف أبيض وممرات مستشفى لتكون إجابتي على السؤال الأشهر في طفولتنا ( طبيبة أطفال )..! ولكن حلمي توقف على حدود معلمة عندما تطاير حولي بياض الطبشور وأمسكت معلمتي يدي لتساعدها على الإرتقاء لسطر ولأكتب الهمزة بالشكل الصحيح .! ليس من السهل أبداً أن تمارس الركض في ميادين الأحلام ولكن من السهولة أن تختار حلم واحد لتعيش به أحلام لم تتحقق ..! اشترت لي والدتي التاج يوم زواجي وحلقت في فضاءات البشر بعد أن خرجت للحياة العملية كنت خير مضيفة لكل من يطرق باب بيتي ومع أطفالي أنجح طبيبة . قد لا تأتي الأحلام مثلما نريد تماماً ولكن نحن من يستطيع أن يعيشها ويشكلها لتناسب حياتنا. ليس مهماً أن نعيش كل مانريد ولكن المهم أن نضع أمامنا كل الخيارات وأن لا نركن لزاوية واحدة نقفل على أنفسنا فيها طرقات قد تكون أرحب وأجمل . حياتنا ومانحن فيه هي ثمار أفكارنا لذلك فلنحسن العناية بعقولنا حتى تطيب أيامنا . خاص لــ (الهتلان بوست)