نزيف الغوطة يتواصل والضحايا مدنيون

أخبار

حصدت الغارات الجوية وقصف المدفعية الثقيلة المزيد من المدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية خلال ساعات الهدنة، التي أعلنتها موسكو، في وقت أعلنت مصادر النظام أن قواتها حققت تقدماً ميدانياً جديداً في المنطقة، وذكرت مصادر القوات التركية أن طائرتها قصفت حشوداً تابعة لنظام الأسد في عفرين موقعة 36 قتيلاً بينهم.

وقُتِلَ 11 مدنياً، وأصيب عدد آخر، في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، السبت، إثر غارات شنتها الطائرات الحربية السورية خلال ساعات الهدنة، التي أعلنتها موسكو.

وقال مدير مركز الدفاع المدني في ريف دمشق، إن أكثر من 30 غارة جوية سورية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، استهدفت الأحياء السكنية في مدينة حمورية، وبيت سوى، ومنطقة المرج، وحرستا، ودوما؛ حيث أدت الغارات إلى سقوط 11 قتيلاً إلى جانب عشرات الجرحى من المدنيين، حسب مدير الدفاع المدني. من جهته، قال «مركز الغوطة الإعلامي»، إن الطيران السوري ألقى قنابل النابالم الحارق فوق بلدة مسرابا، ما أدى إلى إصابة مدنيين بحروق وجروح، مشيراً إلى أن القصف على البلدة وقع عند منتصف الليلة الماضية وتكرر في الصباح. ويأتي التصعيد على الغوطة، بالتزامن مع محاولات تقدم لقوات النظام على محور الفوج 274 في أطراف بلدة الشيفونية شرقي الغوطة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن قوات النظام تمكنت، السبت، من السيطرة على بلدتي الشيفونية وأوتايا شرق وجنوب شرقي المنطقة المحاصرة؛ بعدما تعرضتا في الأيام الأخيرة لغارات وقصف مدفعي كثيف.

وبحسب عبد الرحمن، تحاول قوات النظام التقدم «لعزل منطقتي المرج (جنوب شرق) ودوما (شمالاً) التي تضم العدد الأكبر من المدنيين، عن بقية البلدات غربي الغوطة الشرقية المحاصرة».

وقال متحدث عن قوات المعارضة في بيان على تطبيق «تلجرام»، إن قوات النظام تتبع «سياسة الأرض المحروقة»، مؤكداً انسحاب المقاتلين من نقاطهم في حوش الظواهرة والشيفونية؛ كونها «مكشوفة أمام القصف الهستيري».

ولم يتضح ما إذا كان تكثيف الهجمات هو انطلاق للهجوم البري على الغوطة الشرقية المحاصرة، بعد التعزيزات العسكرية، التي حشدتها قوات النظام منذ بدء التصعيد.

ودخلت الهدنة الروسية بالغوطة الشرقية المحاصرة يومها الخامس، وبحسب المجلس المحلي في غوطة دمشق لم تسجل حالات لخروج مدنيين من المنطقة؛ حيث إن المدنيين ما يزالون في الأقبية وتحت الأرض بالتزامن مع استمرار القصف.

ووثق «مركز الدفاع المدني»، مقتل 103 مدنيين؛ نتيجة قصف قوات النظام والمقاتلات الروسية على الغوطة الشرقية منذ اعتماد مجلس الأمن الدولي القرار (2401)، الأسبوع الماضي، الذي يقضي بوقف النار في سوريا، كما أمرت روسيا لاحقاً بهدنة يومية لمدة 5 ساعات؛ لكن لم يطبق أي من الأمرين على الأرض؛ إذ تقول موسكو ودمشق إنهما تقاتلان «جماعات إرهابية مستبعدة من الهدنة».

وفي السياق نفسه، تستمر الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام، مدعومة بميليشيات إيرانية على محور المشافي وحي العجمي، على أطراف مدينة حرستا.

من جانب آخر، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن طائرات حربية تركية استهدفت قوات موالية لنظام الأسد في منطقة عفرين شمال غربي سوريا، ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 36 منهم. وأضاف المرصد، أن هذه هي المرة الثالثة في غضون 48 ساعة التي تستهدف فيها طائرات حربية تركية قوات موالية للحكومة دخلت إلى عفرين في الأسبوع الماضي لدعم «وحدات حماية الشعب» الكردية في صد هجوم تركيا ومقاتلي المعارضة الموالين لها. وبدأت تركيا العملية العسكرية في عفرين في يناير/كانون الثاني. وقال المرصد، إن الغارة الجوية ضربت معسكراً في كفر جنة. وقال تحالف «قوات سوريا الديمقراطية»، الذي تقوده «وحدات حماية الشعب» في بيان، إن الغارات التركية استهدفت مواقع خاضعة لسيطرة القوات الشعبية التابعة لقوات الأسد. ولم يحدد البيان مكان الغارات ولا عدد القتلى.

وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، إن قوات بلاده سيطرت على بلدة راجو. وقال المرصد، إن الجيش التركي يسيطر على نحو 70 في المئة من البلدة الواقعة على بعد 25 كلم تقريباً إلى الشمال الغربي من مدينة عفرين. وذكر بيان «قوات سوريا الديمقراطية»، أن مجموعة من القوات التركية والمقاتلين السوريين الموالين لها تسللت إلى راجو، وأن الاشتباكات تتواصل بين الجانبين. (وكالات)

المصدر: الخليج