مع تطور الأبحاث العلمية المتعلقة بالحمض النووي يطرح السؤال: هل يمكن استنساخ ديناصورات عن طريق استعمال الحمض النووي؟ ربما يعتقد البعض أن ذلك ممكن بعد مشاهدة فيلم الحديقة الجوراسية للمخرج ستيفن سبيلبرغ، فهل هذا هو الواقع؟
عليك أن تنتبه إذا ما ظننت أن فيلم الحديقة الجوراسية للمخرج السينمائي ستيفن سبيلبيرغ كان يقترب من محاكاة الواقع وأنه سيكون في الإمكان قريبا استنساخ ديناصورات منقرضة من الحمض النووي الذي تم الحصول عليه من الحشرات المحفوظة من فترات ما قبل التاريخ؟ لقد خدعت: كان ذلك كله من وحي الخيال العلمي. ذلك أن الديناصورات انقرضت قبل 65 مليون سنة وتبين للعلماء الاستراليين أن الحصول على حمض نووي قابل للاستخدام من عظام عمرها حتى 6.5 مليون سنة هو أمر بعيد الاحتمال.
وقال مورتين ألينتوفت الخبير بجامعة موردوخ في ورقة بحثية نشرتها مجلة “جورنال بروسيدينجس أوف ذا رويال سوسيتي بي” إن استخلاص جينات الدم من حفريات الديناصور هو أمر غير ممكن.
الحمض النووي يبقى صالحا لـ 1.5 مليون سنة
وأضاف “أن حاجز الـ 6.8 مليون سنة الذي تم حسابه في ورقة البحث هو تقدير متفائل للغاية. فهو يبنى على أساس أن الحمض النووي محفوظ في ظروف مثالية داخل العظام”.
وقال ألينتوفت الذي قام بالبحث مع زميله مايك بونسي بمختبر الاحماض النووية القديمة بجامعة موردوخ وهو الآن يعمل بجامعة كوبنهاغن إن أقصى فترة لبقاء الحمض النووي على قيد الحياة بشكل ذي معنى هي حوالي 1.5 مليون سنة.
لكن هناك بعض الانباء السارة بالنسبة لقصص الخيال العلمي. فقد وجد الباحثون أن نسب تحلل الحمض النووي أبطأ بكثير جدا عما كان يعتقد في السابق. ويشرح الينتوفت ذلك قائلا “في سبعينيات القرن الماضي كان معدل تحلل الحمض النووي يقدر على أساس الحمض النووي المحفوظ في محلول داخل مختبر وما نعرضه هنا هو الحمض النووي طويل الامد داخل العظام والذي يتحلل بمعدل أبطأ بقرابة 400 مرة”.
وسبب ذلك هو أن المادة الجينية محمية بشكل أفضل داخل العظام. ويقول التينتوفت “الامر الرائع هو أنه صار لدينا فعلا الآن تقدير للسرعة التي يتم بها التحلل”.
المصدر: غدي نيوز