عبدالله الشويخ
عبدالله الشويخ
كاتب إماراتي

«يا زين.. وش خليت للناس!!»

آراء

زين..!

طفل من سورية.. هل تذكرونه؟! كأي طفل لدينا، تماماً مثل ابني أو ابنك! كل ذنبه أنه ينتمي للرستن! إنه ينتمي لنا قتل أخواه ومات شقيقه الأصغر متجمداً وغيب والده، حيث لا يعلم أحد في أحد المعتقلات السرية التي لم تستضف إسرائيلياً واحداً في سنوات المواجهة!

تناقلت الدنيا صور شقيقه وهو يموت، ثم تناقلت قبل فترة صوره هو نفسه وقد التف بالقماش الأبيض، لا بهذا العلم ولا ذاك، لا يهمه إذا كان الأحمر في الأعلى أم الأسفل، فهو لم يعرف من الأحمر سوى تلك البقع التي كان يراها أسفل كل ذكرى لعزيز رحل في عائلته! لم تهمه النجمتان هل ستكونان خضراوين كعيني قاتله أم حمراوين كما يحبهما الثوار، فالذي ذبح أخاه لم يكن على كتفه أية نجوم، بل كانت عبارات طائفية بحتة، عبارات حق أريد بها باطل!

زين..!

كل منا لديه «تكنيكه» الخاص ليطرد صورة زين من مخيلته، ويستطيع النوم على ذراع حبيبته دون أفكار تنغصه، سأساعدك في هذا، لنطرد زين وصورته من عقولنا، ألا نردد دائماً.. «ما دمت بخير أنا وناقتي.. ما علي من رباعتي»، فكر في الناقة! لم يجد الأمر! سأعطيك تكنيكاً أذكى! فكر في أفغانستان، ألم ندعمها، ثم صدرت لنا كل الإرهاب؟ إذن فزين إرهابي محتمل! من الأفضل أنه مات إذاً! ألا تشعر بتحسن؟! يبدو أنك لم تقتنع بعد، لنجرب تكنيكاً آخر، سورية الجميلة ألم تكن كذلك دوماً؟! هم أفسدوها بالثورة! من أفسدها يستحق أن يدفع الثمن! دعهم يموتوا ليتأدبوا! الثورات فساد، ودمار، ما الذي جنيناه من الربيع! حدثني ألا تشعر بتحسن؟! هل بدأت ملامح «زين تختفي»؟ هناك تكنيك «دعاة الفتنة» أيضاً، فكر في شخصية عامة تكرهها كما تكره إبليس! سترى أنه يدافع عن «زين» وأمثاله بين فترة وأخرى، ضع في بالك أنك تكره هذا الشخص، إذاً صديق عدوي هو عدوي، وهكذا ستكره «زين»، بل ربما ترغب في أن تكون أنت أول من قتله!

زين..!

هناك تكنيكات كثيرة وبرامج واحتفالات وطرق تفكير إبداعية، كلها ستنسيك وجهه فلا تحمل هماً، إن لم تفعل فالزمن كفيل بأن تنساه كما نسيت دم الدرة من قبله، بالمناسبة قرب أذنك مني لكي أهمس: «أمل دنقل» كاذب كبير، حاول أن تتجنب كتاباته، أخبرني صديقه بأنه لا يصلي.. هشششششش!!

زين..!

هل تريد أن تعرف تكنيكي المفضل؟ أكتبُ مقالاً وأحاول إقناع نفسي بأن هذا ما أستطيع.

نم يا زين! نم يا صغيري! في حمى الله الرحيم!

المصدر: الإمارات اليوم