260 عملية «إرهابية» تستهدف دول مجلس التعاون خلال 10 أعوام

أخبار

تصدرت السعودية دول الخليج العربي في عدد العمليات الإرهابية، التي شهدتها أراضيها خلال الأعوام العشرة الماضية. فيما لم تسجل سلطنة عمان أية عملية. وشهدت دول مجلس التعاون الخليجي أكثر من 260 عملية إرهابية. وحلت الكويت في المرتبة الثانية، ثم الإمارات ومملكة البحرين وقطر على التوالي، وذلك بحسب دراسة قام بها باحث مختص في الشؤون الاستراتيجية والأمنية.

وأوضح الباحث في دراسته تحت اسم «تصور استراتيجي لتحويل مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى اتحاد» (حصلت «الحياة» على نسخة منها)، أن «دول مجلس التعاون الخليجي تعرضت في الفترة الزمنية بين 2001 إلى 2010، إلى 262 عملية إرهابية، أحبط منها 211 بينما نُفذت 51 عملية. وكان نصيب السعودية منها 222 عملية إرهابية خلال تلك الفترة، وتم إحباط 194 منها فيما نفذت 28 عملية. وسجلت الكويت 20 عملية أُحبط منها خمس، فيما تم تنفيذ 15 عملية. وتعرضت الإمارات العربية المتحدة إلى 11 عملية نفذ منها خمس وتم إحباط ست».

وعلى رغم التوتر الأمني في البحرين، فإنها لم تشهد خلال الفترة من 2001 إلى 2011 سوى ست عمليات، نفذت منها عمليتان بينما أحبطت أربع. وتعرضت قطر إلى ثلاث عمليات إرهابية، نفذت منها عملية واحدة. بينما أحبطت عمليتان. فيما لم تشهد سلطنة عمان أية عملية إرهابية في تلك الفترة.

وأوضح الباحث المختص في الشؤون الاستراتيجية والأمنية مطير سعيد الشمري لـ«الحياة» أنه «كشف الإحصاء أن عمان لم تكن ساحة للإرهاب، على غرار بقية دول المجلس، بينما كانت السعودية أكثر دول المجلس تعرضاً للإرهاب في تلك الفترة، فاستحوذت على 88 في المئة من العمليات الإرهابية. ولكن الأجهزة الأمنية نجحت في إحباط 87 في المئة. وكان نصيب الكويت 7 في المئة من إجمالي الأنشطة الإرهابية في دول المجلس، أحبط منها 25 في المئة فقط، وكان نصيب الإمارات 4 في المئة. والبحرين 2 في المئة، وواحد في المئة لقطر».

وعلى رغم أن الدراسة تبدأ من 2001، إلا أن السعودية لم تشهد أعمالاً إرهابية إلا بعد عامين من هذا التاريخ، وتحديداً في الربع الأول من 2003، حين حدث انفجار في منزل يقع في العاصمة الرياض، كان أحد قاطنيه يجهّز متفجرة فانفجرت فيه، ليتوالى لاحقاً نشاط الخلايا المرتبطة في تنظيم «القاعدة». وفي المقابل، توالت الضربات الأمنية الاستباقية التي تمكنت من تحقيق نتائج «لافتة» في ضرب التنظيم ومحاصرته.

وإذا كانت السعودية استحوذت على عدد كبير من مجمل الأعمال الإرهابية في دول المجلس، فإن الباحث الشمري قال: «يلاحظ النجاح الكبير اللافت للنظر في السعودية 84 في المئة، وفي البحرين 66 في المئة، وفي قطر 60 في المئة، وفي الإمارات 54.4 في المئة». إلا أنه اعتبر أن الكويت حققت «فشلاً ذريعاً» في التصدي للعمليات الإرهابية، مستشهداً بأنه «نُفذت 75 في المئة من العمليات الإرهابية».

وتوصل الباحث إلى أن «السعودية أكثر دول مجلس التعاون الخليجي استهدافاً من التنظيمات الإرهابية، تليها الكويت ثم الإمارات فالبحرين. فيما نعمت سلطنة عمان بـ «الهدوء النسبي». وبصورة مجملة، ذكر أن «نسبة العمليات الإرهابية المحبطة في دول الخليج بلغت 83 في المئة». وعزا سبب استهداف السعودية لكونها «أكثر قوة، وأقوى اقتصادياً، وأقدر تفاعلاً مع القوى الإقليمية والدولية، فإذا سقطت في أيدي الإرهابيين ستسقط سائر دول المجلس، وربما المنطقة بأسرها».

وأضاف الشمري أن «المحافظة على الأمن الداخلي في الخليج من الأمور التي أولاها المجلس عناية فائقة، لتأثيرها المباشر على الاستقرار ودرء الأخطار والتهديدات الداخلية والخارجية»، مشيراً إلى تطور التعاون بين دول المجلس «تطوراً نوعياً وكمياً في مجال الأمن الداخلي، منذ بدء تشكيل المجلس وحتى اليوم». وأضاف: «لعل خير ما يتصدر جهود المجلس في حفظ الأمن الداخلي تصدي دوله لظاهرة الإرهاب، التي تتمثل في الإحصاء السابق».

وأكد أن هذا النجاح «ملموس في الجانب الأمني، والمتمثل في الاتفاق الأمني والاستراتيجية الأمنية الشاملة، سواءً في تبادل المعلومات الأمنية أم نقل المحكوم عليهم بين دول المجلس، أو التدريب والتنسيق في المجالات الأمنية المختلفة». إلا أنه اعتبر الإرهاب والتشدد الديني «تحدياً قوياً لدول المجلس. إذ طاولت يد الإرهاب هذه الدول، إما بالتفجير أو المظاهرات وأعمال التخريب، أو الخطف والقتل وإثارة الفوضى، والتشكيك في الولاء الشعبي للأنظمة السياسية الحاكمة».

المصدر: الحياة