4 روائيين يجمعون: «البوكر» حرّكت الركود الإبداعي العربي

منوعات

التقى أربعة من الروائيين العرب الذين ترشحت رواياتهم إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» العربية لهذا العام في ندوة حوارية مفتوحة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وذلك مساء أمس الأول بمقر الاتحاد بالمسرح الوطني في أبوظبي، ويعد هذا اللقاء الذي سبق الإعلان عن الرواية الفائزة بجائزة العام 2016، لقاءً احتفائياً بالروائيين الستة الذين تمكنت رواياتهم من الوصول إلى القائمة القصيرة وتم تسليط الضوء على إنجازهم الأدبي والثقافي.

والروائيون الذين تمت استضافتهم هم المغربي طارق بكاري مؤلف رواية «نوميديا» الصادرة عن دار الآداب، والمصري محمد ربيع مؤلف رواية «عطارد» الصادرة عن دار التنوير، والروائي الفلسطيني محمود شقير كاتب رواية «مديح لنساء العائلة» عن دار هاشيت أنطوان، والفلسطيني ربعي المدهون صاحب رواية «مصاير.. كونشرتو الهولوكوست والنكبة» وتعذرت مشاركة الروائية شهلا العجيلي، والروائي جورج يرق. 

كما نظّم الاتحاد على هامش الجلسة الحوارية معرضاً فنياً شارك فيه كل من الفنانين، محمد المزروعي، ميثاء العبد الله، هاشل اللمكي، وفاطمة غزال.

وتحدث حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب ورئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات عن أثر جائزة «البوكر» في الحياة الثقافية، موضحاً أنه شاهد في معرض الكتاب العام الماضي سيدتين تجاوزت أعمارهما السبعين عاماً وهما تتحاوران حول إحدى الروايات الفائزة في الجائزة، وأنه شعر بالسعادة وهو يرى طفلاً يلهث ويركض في رحلة مدرسية باحثاً عن رواية يهديها لوالدته، وفي هذه الأيام نرى أبناءنا وبناتنا يتساءلون بشوق من سيكون الفائز في العام الجاري.

وأضاف الصايغ ونحن في الإمارات خلال هذه الأيام نحتفل بجائزة البوكر للرواية وجائزة الشيخ زايد للكتاب وجائزة سلطان العويس في فترة متقاربة، هذا الحراك الثقافي العربي وهذه هي الإمارات التي تحترم الإبداع العربي والمحلي، وهذا بعض من سر عبقرية هذا البلد. 

من جهته ألقى الشاعر سالم بوجمهور رئيس الهيئة الإدارية بفرع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي كلمة قال فيها هذا مساء الروائيين، تمنيت أن أقول مساء الرواية لا مساء الروائيين لأن الرواية تبقى والروائيون لا يتوقفون في مسيرتهم الإبداعية، وتمنيت أن أقول مساء الرواية ولكن اسم الرواية من الأسماء التي تتمتع بعدة وجوه في تاريخنا الثقافي العربي القديم والجديد، فهي حيناً تعني رواية الروائيين الأدبية، وحيناً تعني الأخبار والأساطير، وحيناً تعني الحكايات الخيالية المسلية، وحيناً تكون مهنة ساحرة للرواة الدمويين فتحمل السيف وتقود المعارك والكوارث باسم الرب أو الأنبياء. 

وقال الروائي ربعي المدهون وهو عازف جيتار، لدي ميول موسيقية، فالفنون تنفتح على بعضها والكلمة تغنى، ولا فرق بين هذا وذاك، فالفنون تعتمد على بعضها، مضيفاً: إن لديه خلفية ثقافية في الموسيقى، وإن روايته تتناول مأساة فلسطين من جوانبها كافة وتقع الرواية في أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو، وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة تبدأ الحكايات الأربع في التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة والهولوكوست وحق العودة، مشيراً إلى أن عائلة الدهناء المذكورة في الرواية هي عائلة حقيقية في المجدل. 

وأوضح محمد ربيع أن روايته عطارد تتناول قصة أب قتل أولاده وهي قصة حقيقية تم تداولها بوسائل الإعلام، وتعاطف الشعب المصري مع الأب الذي خسر أمواله وكان خائفاً على مصير أبنائه فقتلهم ليرتاحوا، مضيفاً أن الناس تتعامل مع الأمل على أنه حاجة موجودة ومستمرة وهذا غير صحيح لأن الأمل في هذه الحالة يحجب الرؤية، الأفضل أن نتكلم عن الأمل بعقلانية ونتدبر الأمور بشكل منطقي. 

وأضاف أن الروايات التي وصلت إلى القائمة القصيرة في جائزة البوكر هذا العام جميعها واقعية تتضمن حرباً وعنفاً.

ولفت طارق بكاري أن روايته نوميديا تتناول قصة طفل لقيط يعيش حياة متقلبة ثم يعود مع صديقة فرنسية تحبه ويكتشف أنها كاتبة جاءت من فرنسا لتكتب قصة بطلها رجل شرقي محاولة استنطاق البطل، وتحاول أن تقيده بنصها الأدبي وتأخذ حكايته من طبيبه النفسي لكن لم تستطع أن تأخذ بوحه، وفي النهاية يموت البطل انتحاراً، مؤكداً أن الرواية قد تكون حزينة ولكن أحياناً الحزن يعتبر مدخلاً من مداخل الأمل، ونحن بحاجة إلى روايات تكشف الواقع وتعريه، فالرواية مسؤولة عن تقديم الواقع كما هو، لأن الرواية الحزينة تستنبت الأمل للكاتب وللقارئ. 

من جهته قال الروائي محمود شقير إن روايته انطلقت من المستوى الشخصي، حيث ولد لأسرة بدوية مقدسية وتصادف أن أسرته كانت تعتمد على رعي الأغنام، ثم اضطرت للرحيل بسبب الغزو «الإسرائيلي»، و يروي التناقض الذي عاشته العشيرة انطلاقاً من اختلاف الزمان والمكان، ومن جيل قديم إلى جيل جديد، ورغم الانهيار وأثر النكبة وانهيار القيم مازالوا يعيشون في محيطها ومن الضروري التوثيق، فقد تمكن الابن من كتابة وتدوين تاريخ العشيرة، وهو أمر ضروري في مواجهة عدو يريد مسحنا من الذاكرة ومن الوجود، وأوضح أن جائزة «البوكر» تحرك الجو الراكد وتثير حراكاً ثقافياً إيجابياً.

المصدر: الخليج