داليا قزاز
داليا قزاز
كاتبة وصحفية

«الثقافة الجنسية» سلاح حماية

الخميس ١٦ يناير ٢٠١٤

قصص التحرش الجنسي بالأطفال في السعودية البالغة نسبتها وفقاً لإحصاءات غير رسمية 22 في المئة، والتي كنا نسمع عنها من أقارب وأصدقاء أو حتى التي نقرأ تفاصيلها في الصحف توثق اليوم بالصوت والصورة، فمشهد تحرش شاب عشريني بطفلة تبلغ من العمر سبع سنوات، كانت عائدة من مدرستها بمفردها، وتحمل حقيبتها على ظهرها، منتظرة وصول المصعد، وبعد مراقبته للمكان اقترب منها، ورفع تنورتها، وتحرش بها، ثم دخل معها إلى المصعد، أفصح عن مشكلات أخرى يجب أن نلتفت إليها بجدية. من الصور المألوفة أطفال لم يبلغوا العاشرة من العمر يحملون حقائبهم المدرسية ويسيرون إلى منازلهم، منهم ذكور وأحياناً إناث. وكذلك طفلة لم تكمل الخامسة من عمرها تركب مع السائق بمفردها. وطفل في الثامنة من عمره يخرج ليشتري حلويات من «البقالة» ويقطع عشرات أو مئات الأمتار في الشارع بمفرده، وغيره في السادسة يتركه أهله ليلعب في الشارع، وفي النهاية تسمع عن قصص تحرش واعتداءات جنسية مؤسفة حدثت لهؤلاء الأطفال. فجهل الأهل، وضعف الوعي، والإهمال من العوامل التي تسهم في تعرض الطفل إلى هذه النوعية من التجارب القاسية التي حتماً ستؤثر على مستقبله وصحته النفسية. فثقافة التساهل، وتبسيط الأمور، والاستهتار، وفكرة «ايش راح يصير»، و«خليه يعتمد على نفسه» التي يتبناها البعض في التربية من المشكلات الرئيسة التي تكشفها قضايا الاعتداءات الجنسية على الأطفال. عدم…