فؤاد عجمي
فؤاد عجمي
زميل بارز في فريق عمل عن التوجه الإسلامي والنظام العالمي بمعهد «هوفر»

حوادث القتل في بيروت تنذر بتحول جديد دنيء في لبنان

الجمعة ٠٣ يناير ٢٠١٤

في مدينة تسودها حالة من المنافسة السياسية مثل بيروت، تتعرض الشخصيات العامة للاغتيال، في حين يعد الآخرون آمنين من خلال تحليهم بالاعتدال والوسطية. وفي هذا الصدد، فإن حادث اغتيال وزير المالية السابق محمد شطح، الذي وقع في 27 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من خلال استهدافه بسيارة مفخخة في منطقة راقية بمدينة بيروت، يثير الشكوك والتساؤلات بشأن قواعد اللعبة السياسية القذرة التي صارت تهيمن على الحياة في لبنان. لم يكن شطح قائدا عسكريا أو أحد أعضاء الميليشيات، بل كان عالما اقتصاديا تكنوقراطيا وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة تكساس. وشغل شطح منصب سفير بلاده في واشنطن، كما عمل في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي. وعندما كان شطح في بداية سن الستينات، كان مسلما سنيا وكانت مسيرته السياسية مقيدة ومرتبطة برفيق الحريري، رجل الأعمال الثري الذي تجرأ على طرح مسألة الهيمنة السورية على بلاده، ثم تعرض للاغتيال من خلال تفجير سيارة مفخخة منذ تسع سنوات. ولا بد أن منفذي اغتيال شطح كانوا يقصدون وجود صلة بين حادثي الاغتيال: حيث اغتيل عالم الاقتصاد على بعد مئات قليلة من الأمتار من موقع استهداف موكب الحريري. وعلى العكس من الحريري، لم يكن لدى شطح تفاصيل أمنية كثيرة وكان يتجول بحرية نسبيا. وكان لديه حارس شخصي واحد صغير السن، الذي لقي حتفه معه في حادث الاغتيال.…

أوباما والأسد اشتريا سلعة ثمينة هي.. الوقت

الخميس ١٩ سبتمبر ٢٠١٣

أرسلت أسلي أيدينتاسباس، الكاتبة التركية الشابة ذات الأعصاب الفولاذية والمعرفة الواعية بسياسة الشرق الأوسط، رسالة من إسطنبول إلى مدونة مؤسسة «هوفر» التي من المقرر أن تنشرها في وقت لاحق من الشهر الحالي. ينبئ عنوان الرسالة عن مضمونها: «أين ذهب الأميركيون؟ من الذي دعا الروس إلى العودة؟». لقد أنجز جون كيري وسيرغي لافروف المهمة، بعد أن أوجدت مساعيهما الدبلوماسية، المليئة بالتحولات والمفاجآت والتقلب الأميركي المذهل، مخرجا من مأزق حرج لبطلين دراميين في هذه المسرحية السورية، هما باراك أوباما وبشار الأسد. بالنسبة لأوباما، جاءت مهلة التأجيل بعد أن أدت به جميع الخيارات إلى نفق مظلم. اذ انه هدد بقصف سوريا من دون أن يكون عازما على ذلك. وأراد أن يورط الكونغرس في اتخاذ القرار بأمر الضرب، ولكن هزيمته بدت مؤكدة في الكونغرس. ومع انه ظل يبحث عن حلفاء خارجيين لكنه كان دائما وحيدا، وكان يجد التهرب المعتاد داخل مجالس منظمة حلف شمال الأطلسي. تدور حرب مروعة في سوريا منذ ثلاثين شهرا، وأخيرا اتخذ أوباما موقفه، ووضع خطا أحمر بسبب أحداث عنف ضارية وقعت في يوم واحد، في 21 أغسطس (آب)، عندما ضربت صواريخ تحمل غاز الأعصاب (السارين) ضواحي الغوطة في دمشق. لم يفلح التجاهل الحميد لسوريا: فإما أن تنفذ ضربة «صغيرة للغاية» ضد سوريا - بحسب تصريحات كيري - أو يكون هناك…

حزب الله من بيروت أو (طهران الصغرى)

السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣

يطالعنا الجدل بداية من الاسم، وهو حزب الله، ويزداد عمقا بما يتضمنه، فهو يشير ضمنا إلى أن الآخرين ممن لا ينتمون إلى تنظيم النار والبارود هم حزب الشيطان. طبقا للاهوت وممارسات حزب الله، لا يمكن التعامل برحمة مع المسلمين الآخرين، ناهيكم عن الكفار الذين لا يؤمنون بالدين الإسلامي. في دولة مثل لبنان بها 18 طائفة دينية، لا بد أن تثير هوية حزب الله الدينية إشكالية. ولا بد لمنظور حزب الله الديني من المناورة والمراوغة. إن الطائفة الشيعية كبيرة في لبنان، وربما تكون الأكبر، مع أنه لا يمكن لأحد الجزم بذلك. والشيعة هم أفراد حزب الله، لكن ماذا سيفعل حزب الله، نهجا وجماعة، بالطائفة السنية الموجودة بقوة في بيروت وصيدا وطرابلس الذين يعتنقون الدين الإسلامي أيضا ويردون جميل (وحماسة) حزب الله من خلال النظر إلى مقاتليه على أنهم كفرة ومهرطقون ينفذون المشروع الإيراني في لبنان؟ كذلك ما الذي يمكن أن يفعله تنظيم حزب الله بالطوائف المسيحية: الموارنة والروم الأرثوذكس والروم الكاثوليك، وغيرهم؟ يجيد أبطال حزب الله المراوغة. إنهم كتائب ولاية الفقيه، وهي الفكرة الإيرانية التي تقوم على «غياب» الإمام الثاني عشر وزعامة قائد الجمهورية الإسلامية للمؤمنين والمواطنين اللبنانيين في الوقت ذاته. لا يدع هذا أي مجال للبس أو الغموض، فلولاية الفقيه الأولوية والأسبقية. ويلتزم الزعيم البارز لحزب الله، حسن نصر الله،…