فارس الهمزاني
فارس الهمزاني
كاتب سعودي

ظاهرة الكتاب.. معرض ثقافي

الجمعة ٠٨ مارس ٢٠١٣

الراصد والمتابع لما يحدث في معرض الكتاب الذي يقام سنوياً، يؤمن أن هناك تغيراً تقدمياً مذهلاً حول القراءة ومتابعة الجديد في مختلف الجوانب الثقافية، وهذا ما يعطي ملمحاً حيوياً للشأن الثقافي مقارنة بالسنوات الماضية. وبغض النظر إذا كان الهدف من الشراء هو مجرد الاقتناء أو القراءة، إلا أن ما حدث في نسيج المجتمع السعودي يعطي دلائل لا يجب أن تمر على الباحث دون الوقوف عندها.. ماذا يعني أن لا يجد الشخص موقفاً لسيارته إلا بصعوبة وأن تشاهد أفراد العائلة وهم يقفون طويلاً أمام دور النشر لأجل المحاسبة وأن تتحول الأكياس إلى عربات يجر فيها الكتب؛ لكثرتها، وأن لا يتمالك الشخص نفسه في أن يقف وهو يقرأ الصفحات الأولى من الكتب.. هذه الظاهرة تبعث الأمل حول شخصية المواطن السعودي الذي كانت الفكرة عنه قبل ثلاثة عقود أنه بدوي ولديه جمل وسيارة مرسيدس ومتكئ على بئر من البترول ولا يعرف من القراءة سوى القرآن عن ظهر غيب! لقد أحسنت وزارة الثقافة والإعلام في إعداد وترتيب المعرض منذ وقت مبكر وفي كل عام يلاحظ الزائر أن دور النشر في ازدياد وشغف القراءة يأتي معه مطرداً.. الشكر لمنسوبي الوزارة وعلى رأسهم الدكتور عبدالعزيز خوجة ووكيل الوزارة الدكتور ناصر الحجيلان على جهودهم وتفاعلهم في خدمة ضيوف المعرض الذي تحول إلى معرض ثقافي وظاهرة للكتاب. المصدر:…

ليتك جلست يالربيعة !

الجمعة ٢٢ فبراير ٢٠١٣

اختتمت يوم أمس الخميس فعاليات مؤتمر الإدارة الصحية الأول تحت شعار الاتجاهات الحديثة في الإدارة الصحية وقد افتتح المؤتمر وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة ولكنه للأسف لم يستمع لورقات العمل التي قُدمت والكفيلة بتغيير كثير من رؤية الوزير! من نتائج المؤتمر التوصية بأهمية التخصص وفسح المجال لهم في تولي الأماكن القيادية كونهم الأكثر معرفة وتجربة وخبرة في ممارسة العمل الإداري.. وزارة الصحة من الوزير وحتى النواب وأغلب الوكلاء ومعظم مديري العموم ومساعديهم أطباء! وهنا تكمن الكارثة عندما تدار وزارة ومؤسسة صحية بعقلية طبيب أمضى أكثر من 15 عاماً مغلقاً على نفسه في العيادات أو غرف العمليات حتى أصبح استشاريا وبعدها يأتي ليتولى زمام أمور إدارية ومالية وتنظيمية وتطويرية وهو لم يمر على صفحة واحدة خلال دراسته تتعلق بالعمل الإداري! قد تُكسب الخبرة بعض المهارات ولكن بعد خراب مالطا وهذا ما يحدث الآن! وبالتالي سوف نتوقع كثيرا من الأخطاء الطبية والكوارث البشرية والتخبط الاستراتيجي في وضع رؤية تتعلق بمصلحة المريض.. ولو سألنا الوزير هل تسمح لطبيب عظام يفحص ابنتك التي تعاني من أزمة ربو لغضب وقال: هذا ليس من صميم تخصصه! وزارة الصحة تعاني من هجرة الأطباء السعوديين والآن جاءت هجرة القياديين والإداريين من وزارة لاتهتم بالكفاءات الإدارية وجل تركيزها هو الطبيب.. ليت الربيعة ينظر لمن سبقونا في العلم والمعرفة في…

«الميزانية» ق ق ج

الجمعة ٠٤ يناير ٢٠١٣

صرخت البنت الكبرى بصوتها العالي وهي تقف في منتصف درج المنزل قائلة: - بابا بابا.. جاء إعلان الميزانية! نزل الأب ومعه الزوجة وبقية أفراد الأسرة المكونة من ولدين وثلاث بنات.. تسمروا أمام التلفاز وهم يبتسمون لبعضهم البعض والآخر يفرك يده بالأخرى وسط تمتمات ما بين (يا رب ويا كريم ويا رزاق) لتقطع الابنة الكبرى التمتمات وهي تعدّل نظارتها المنكسر طرفها قائلة: - يا رب اجعل الميزانية تزود راتب أبوي ويسدد فواتير الكهرباء والماء في وقتها. يقاطعها شقيقها وهو يومئ بشماغه المتهالك طرفة الأيمن قائلاً: - وشو فواتير.. يا رب اجعل الميزانية تجيب لي وظيفة وزوجة. تتدخل الفتاة الصغرى وعيناها على «لزقة» جروح في طرف إصبعها: - أي وظيفة.. يا رب خل الميزانية تجيب لنا مستشفيات متطورة وآكل زي الناس. تتنحنح الأم ثم تقول: - خلوكم من الخرابيط.. ادعوا أن الميزانية تجيب لنا أرض وبيت مُلك. أشار الأب بيده بالصمت والتركيز على النشرة ولم يُسمع منه أي تعليق سوى عبارة خرجت وهو يُعدل من جلسته قائلاً: - اللهم اقضِ الدين عن المدينين.. اللهم اقضِ حوائج الناس. انتهاء إعلان الميزانية.. ساد صمت حالك.. طُرق الباب وخرج الابن ليعود لوالده وهو يعض على طرف شماغه قائلاً: - هذا (العلّة) راعي البيت يبي الإيجار! المصدر: صحيفة الشرق

«الله يعينك يا دبي !»

الجمعة ٢١ ديسمبر ٢٠١٢

تظل السياحة رافداً مهماً وحيوياً في تنمية الدول من الناحية الاقتصادية والثقافية وحتى الاجتماعية، وبالتالي تأتي أولوية استقطاب السيّاح كبذرة أساسية تلعبها الدول عبر غرسها في قلوب الناس، وهذا بالفعل ما نجحت فيه دبي. هذه الأيام يستعد الطلاب في المدارس والجامعات إلى الإعداد والتحضير لفترة الامتحانات وفي نفس الوقت يتم الإعداد لقضاء الإجازة بين الفصلين الدراسيين.. في كل عام وفي نفس التوقيت يتكرر موسم الهجرة المؤقتة إلى دبي من خلال إغراءات مواقع الطيران والحجوزات! وهذا يعيدنا إلى سؤال متكرر ومتجدد لماذا يرحل السعوديون إلى دبي في الإجازات بالرغم من أن الطقس والثقافة والتقاليد متقاربة إلى حد ما؟! والسؤال الأهم والذي يشغل كثيرون أنه ليس الموسرون فقط من الأسر هم من يسافرون، بل هناك بعض الأسر المتوسطة الدخل! والمدهش أيضاً أن بعض العائدين سواء كانوا من العزاب أو العوائل يضعون ترتيبات الرحلة القادمة إلى دبي قبل وصولهم للسعودية! الخيرات المتجددة والتسويق الجيد منذ الهبوط في المطار وبشاشة الناس وجودة الخدمة المقدمة والفنادق المتنوعة بأسعار معقولة والمتعة التي تُزرع في قلب الزائر سبب كافٍ لأن تكون دبي على رأس القائمة. أعانكِ الله يا دبي فقد أثقلنا عليكِ كثيراً ومع كل هذا تبادرينا بالابتسامة والمحبة والقبول.. نأتيكِ متعطشين للراحة وللجودة والمتعة والتسوق والبهجة وفي كل مرة نزوركِ تكبرين في أعيننا أكثر وأكثر! المصدر:…

كله تمام يا سمو الأمير!

الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢

مع ثورة المعلومات الجديدة والنهضة المعلوماتية المتطورة أصبحت الإدارة والقيادة أشد تعقيداً وفي نفس الوقت أكثر انسيابية ومرونة، وبالتالي أصبحت مهمة المدير والقائد في تحدٍّ وبحاجة إلى ذكاء ومهارات احترافية عالية، وهذا مع الأسف ما يفتقده بعضهم عندما يؤكد الإعلام عكس ما يقال ويرصد للمسؤول! لكن الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة القصيم، أثبت أنه قائد على قدر عالٍ من التعاطي مع ثورة المعلومات والأحداث الجديدة عندما كسر حاجز الصمت وقالها بصراحة لدى افتتاحه فعاليات يوم الأمانة الخامس الأسبوع المنصرم: «لابد أن نضع كل شيء على الطاولة، وأمام الإعلام، فزمن كل شيء تمام انتهى.. فلماذا لا يتابع كل مسؤول الأعمال التي يحيلها لأقسام في إدارته وينزل إلى الميدان ويشاهد ما تم؟!»، هذه العبارة جاءت في الوقت المناسب وكانت كل ما يحتاجه المواطن والمسؤول في نفس الوقت، لأنها تختصر كل أساليب التغرير الذي يمارس من قِبل بعض المتنفذين.. الإعلام الجديد استطاع أن يرصد كل شاردة وواردة وموثقة بدقة دون أن يدع مجالاً للشك أو التبريرات الأخرى، وبالتالي على المسؤول التعاطي بحذر مع كل ما يرده من معلومات تفيد بأن الإنجاز قادم وكل شيء مرسوم حسب الخطة في حين أن الواقع يؤكد عكس ذلك! كم نحن بحاجة إلى صراحة ومكاشفة المسؤول خصوصاً فيما يتعلق بالخدمات العامة التي تمس احتياج المواطن.. بالمختصر لو…