محمد السحيمي
محمد السحيمي
كاتب سعودي معروف بالكتابة الساخرة

يا سيدي كلنا «دبابيس»!

الإثنين ٣١ ديسمبر ٢٠١٢

« … وأشار إلى أن الهيئة تعتمد على البلاغات التي ترد من المواطنين وما ينشر في وسائل الإعلام»! والمشير هو معالي رئيس «هيئة محاربة الفساد»/ محمد الشريف، في المحاضرة التي قدمها في خميسية «حمد الجاسر» في الرياض، وغطاها جيداً ـ«والله الشتا برد»ـ الزميل/ «فيصل البيشي»، ونشرتها «الشرق» يوم الجمعة الماضي! والخطورة في إشارة المشير هي أن الهيئة -حتى الآن- لم تزد على أن شغّلت المواطنين «دبابيس» لها؛ مكرسة ثقافة «التجسس والتحسس» التي تبدأ من «كتائيب كواكب التربية والتعليم» في «أولى/ مطبخ»، و«سادس/ بلكونة»؛ حيث مازالت إدارات المدارس تستعين بمجموعة من التلاميذ المتميزين بالشماغ «البرتقالي» في الثانوي، والسجادة «البرتقالية» في المتوسط، والمقلمة «البرتقالية» في الابتدائي؛ لإبلاغها بأية مخالفات «تربوية»، كتهريب السجائر من الطلاب، أو استخدام الجوال في الفصل من قبل معلمٍ كاد أن يكون رسولاً لـ… لـ«نزاهة» طبعاً! وأحدث ما تتجلى فيه ثقافة «الدبسنة» هو نظام «ساهر بن حافز»، وعلى عينك يا تاجر! أما إنشاء إدارة «نسائية» فالغريب أنه تأخر كل هذا الوقت، فالمرأة عندنا هي «أم الدبسنة»، وخالتها، وعمتها، وجارتها، وزميلتها في العمل، وصديقتها في «الواتس أب»! وأعف متزوج هو من لا يتعرض للتحقيق بتهمة الخيانة «العظمى» إلا مرة في الصباح، وأخرى في المساء! و.. «أغلق المحضر بإدانته بالتخطيط لخيانتها بعد الموت مع الحور العين.. حامض على بوزك.. استلمي يا…

لماذا لا تستجاب دعواتنا؟

الأربعاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٢

منذ نصف قرنٍ على الأقل والمنابر تضج بالغضب على إسرائيل ومن أسرلها، وأميركا ومن مركنها، واليهود ومن هاودهم، والنصارى ومن ناصرهم، والهندوس ومن هندسهم، والماركسية ومن مركسها، والاشتراكية ومن شركنها، والرأسمالية ومن رسملها، والعلمانية ومن علمنها، والليبرالية ومن لبرلها، حتى ليخيل إليك أن هذه الأمواج المتلاطمة من القانتين الغاضبين لن تنتهي من قول: "آمين" إلا وقد أباد الله كل المغضوب عليهم والضالين وأبقانا نحن فقط صفوة المؤمنين المالكين وحدنا للحقيقة المطلقة! نحن الذين نقف بين يديه خمس مراتٍ على الأقل في اليوم والليلة لم نغش ولم نخن ولم نظلم ولم ننافق ولم نفتح محطات البنزين والصيدليات وقت الصلاة ولم نؤخر صلاة العشاء! ونصوم رمضان ولم نشهد الزور، ونؤدي الزكاة ولم نجد من يستحقها بيننا، ونحج ولم نتكبر ولم نرفث ولم نفسق، لنرجع كما ولدتنا أمهاتنا، وإسرائيل ليست كما ولدتها أمهاتها بل أصبحت شحطاً يقف على زنده مليار شحط يرددون "آمين" مع الشحط الأكبر/ أميركا التي لم تزد إلا تجبراً وطغياناً! أما النصارى ومن ناصرهم فقد وصلوا "الأماكن كلها" و"يقطع الحب شو بيزل"! و... يا أخي انظر إلى الجانب المشرق: ألم تسقط الاشتراكية، وها هي الرأسمالية تترنح كالذي يتخبطه الشيطان من المس بفضل دعواتنا الساحقة الماحقة وليس بفضل بنوك "مرتاع البال"؟ ولكن لماذا دأبنا أن نوجه دعواتنا لتدمير الشر ولا نكاد…

“وليد توفيق” في جامعة الإمام!

الأحد ٠٢ سبتمبر ٢٠١٢

إن كنت ضحكت من العنوان حتى استلقى الكرسي على قفاه، فماذا ستفعل إذا عرفت أنه ليس طرفةً من قبيل: فوجئ "جمس بوند" بأبلا/ "نانسي" تخرج من حديقة "الشكران" مع الفجر، فانطلق خلف الفجر وتركها! إنه خبر موثَّق بالصور ـ العنوان وليس الشكران ـ نشرته صحيفة الجزيرة السعودية في عددها رقم (13710) في 27/3/1431هـ، على مسؤولية الزميل/ "أحمد العجلان". ويظهر الشيطان في التفاصيل لا يكاد يملك نفسه من الضحك، وهو يكشف لك أن الفنان القدير لم يكن مدعوَّاً ليصدح بـ"أنشودة": (أبوكِ مين ياصبية؟) ـ بدون موسيقى طبعاً ـ في ختام النشاط الرياضي بالجامعة "الإسلامية"؛ بل كان ضيفاً على "وزارة الثقافة والإعلام" ليطل على جمهوره من خلال برنامج (صباح السعودية) ـ رحمه الله ـ وما حضوره حفل الجامعة إلا "صدفة" خيرٌ من ألف ميعاد، بمعيَّة "الوكيل السابق" لشؤون الـ... توقف عن الضحك قليلاً لتسمعني.. لوسمحت.. شكراً.. الوكيل السابق لشؤون "ال ت ل ف ز ي ووون"! صدِّق أو لا تصدق: وكيل وزارة مسؤول عن التلفزيون لا يعرف من هو "وليد توفيق"! وقد أُبعد ـ بعد أشهر ـ عن التلفزيون ولكن ليس لهذا السبب؛ بل لأن (صباح السعودية) استضاف "سعد الدوسري" ـ كابتن فريق كُتَّاب الهم الوطني ـ والدكتور/ حسين العجمي، ليناقشا قضية البطالة بجرأةٍ مسموحٍ بها في كل القنوات الفضائية إلا "أعجوبتنا"…