سامي الريامي
سامي الريامي
رئيس تحرير صحيفة الإمارات اليوم

الأمطار تكشف الإهمال!

الإثنين ١٨ ديسمبر ٢٠١٧

ننتظر المطر بفارغ الصبر، وعندما يأتي يكشف لنا العيوب والأخطاء، ويحدث ما لا يتوقعه أحد، شوارع تتكسّر، وبيوت تغمرها المياه في كل زواياها، ومراكز تجارية تتسلل لها المياه بشكل غريب، هذا ونحن نعاني شحاً في الأمطار طوال العام، فما الذي يمكن أن يحدث لو تكررت هذه الموجات الباردة مرات عدة؟! ندرك تماماً أن هناك معدلات للمطر بُنيت على أساسها معظم المنازل والمباني والمراكز التجارية والأبراج والطرق ومشروعات البنية التحتية، وندرك أن الأمطار تأخذ وقتاً أكثر في التصريف، لو زاد هطولها على المعدل العام المتعارف عليه، لذا فلا خلاف على ذلك، ولا غرابة أبداً من تجمعات مياه الأمطار في بعض الشوارع والطرق الرئيسة لساعات معينة قبل أن تتلاشى في شبكات تصريف مياه الأمطار، هذا أمر طبيعي يجب ألا يقف أحد عنده. ولكن ما يستحق الالتفات، وما يستحق التحقيق والتحرك لأجله، تلك الأخطاء الكارثية التي يكتشفها الناس في منازلهم، أو في المباني التجارية، أو في المراكز التجارية، أو في مشروعات البنية التحتية الناجمة عن إهمال المقاولين، أو تسيّب الاستشاريين، أو بسبب الغش والخداع في جودة مواد البناء، ما يتسبب في انحدار شارع، أو سقوط سقف، أو تسرب مياه بكميات كبيرة من الأسقف، أو من فتحات الزجاج، هذه الأخطاء لا يجب السكوت عنها، بل لابد من تحميل المقاولين مسؤولية إصلاحها، وتعويض كل التلف…

الثورة الصناعية والتقنية المقبلة فوق الخيال!

الأحد ١٧ ديسمبر ٢٠١٧

لا أعتقد أن العقل البشري يستطيع تخيّل حجم وشكل الثورة الصناعية والتقنية المقبلة، لأنها أكبر بكثير من قدرته على التخيل، فحجم المعرفة البشرية أصبح يتضاعف كل 12 ساعة حالياً، بعد أن كان يتضاعف مرة كل 25 سنة قبل 100 عام، ومرة كل 100 سنة قبل نحو 1000 عام، ومن هنا فإن المقبل شيء لم تشهده البشرية منذ أن تعلم الإنسان الكتابة، وبدأ يسطر الحروف ليحفظ المعرفة قبل نحو 3000 سنة! المستقبل للتقنية، وللبرمجيات، وللتطبيقات الإلكترونية، وللآليين، وللذكاء الاصطناعي، لن يبقى في الأرض ولا في الفضاء شيء على حاله، ولن تصبح الحركة والعمل والمشي والطيران حكراً على الإنسان والكائنات الحية، بل ستتحرك معنا، وتطير معنا، وتعيش معنا، كائنات آلية، تعمل بجودة ودقة وجهد يتجاوز آلاف المرات الجهد والذكاء البشريين! هذا ليس ضرباً من خيال الأفلام العلمية، بل هو واقع بدأت ملامحه تتضح اليوم، وسيتغير بسرعة شديدة إلى تفاصيل ملموسة نعيشها في شتى مناحي الحياة قريباً جداً، وستتطور التقنية إلى ما لا يمكننا تخيله بشكل سريع جداً، وأسرع مما نتخيل، فاليوم يستطيع أي مالك لسيارة «تيسلا»، على سبيل المثال، قيادة سيارته من دبي إلى أبوظبي، والعودة بها مروراً على شارع مزدحم وقت الذروة، كشارع الشيخ زايد، من دون أن يضع يديه على مقود السيارة، واليوم هناك طائرات ركاب ضخمة آلية القيادة، واليوم…

ندعو المديرين للتريث قبل القرار!

الخميس ١٤ ديسمبر ٢٠١٧

بداية نقرّ ونعترف بأن الخدمات الحكومية المقدمة في الإمارات، سواء من الجهات المحلية أو الاتحادية، مثالية ومتطورة، وقلما نشاهدها في الدول الأخرى، فالجميع هنا يتنافس بشدة للتسهيل على المتعاملين، وتيسير خطوات معاملاتهم، والجميع يتنافس على تقديم خدمات تصنّف على أنها سبع نجوم، لا خلاف على ذلك، صحيح أن هذه الخدمات ليست مجانية، وهناك رسوم يدفعها المتعامل، وهذا أيضاً شيء طبيعي لا خلاف عليه، فمن حق الجهة أو المؤسسة أن تحصل على رسوم مالية نظير خدماتها، وذلك من أجل استمرارية التطوير والجودة وتحسين الخدمات. لكن مع دخول عام 2018، وهو بالمناسبة عام مفصلي، حيث ستنتقل فيه الإمارات إلى دولة ذات نظام ضريبي، وسيتم فرض ضريبة القيمة المضافة التي تبلغ 5% على أغلب السلع والخدمات بشكل عام، لذا فمع دخول هذا العام فإن الأمر يحتاج أيضاً إلى إعادة دراسة وتقييم، لأن الرسوم الحكومية هي ببساطة شكل أو أداة من الأدوات الضريبية (إن صح التعبير)، وتالياً فإن تغييرها أو رفعها مع فرض ضريبة القيمة المضافة لاشك أنه سيشكل عبئاً على الأفراد والشركات، ولاشك أنه سيسهم بشكل مباشر في رفع مستوى الأسعار، وغلاء بالمعيشة، وفي زيادة التضخم، ما يؤثر أيضاً في تنافسية الدولة وأسواقها، وهذا ما لا يريده أحد، لا الحكومة ولا المجتمع. من جهتنا نحن نؤمن تماماً بأن قيادتنا الرشيدة لا تسعى إلا…

الفطرة السليمة ضد التطرف!

الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠١٧

الفطرة السليمة ضد التطرف!أينما حلت الفطرة السليمة ابتعدت الكراهية والحساسيات، وأينما حل الفكر الملوث والمسيّس جاء بالكراهية والحقد والقتل والعنف، هذه حقيقة لا يمكن إغفالها وإنكارها، لذا فلا يمكن القضاء على الفكر الملوث إلا بتمكين الفكر السليم القريب من القلب والعاطفة، الذي يمكن للإنسانية بمعناها الشامل والرائع. هذا الاستنتاج هو ما ثبت في الذهن عند سماعي قصة واقعية جميلة حدثت فعلاً لإنسان إماراتي محبّ للخير وفاعل له، هذا الشخص تعرّف إلى شخص من أوغندا، رجل فاضل أيضاً ومحب للخير، لديه دار صغيرة لرعاية الأيتام، تضم نحو 59 طفلاً وطفلة، منهم مسلمون ومنهم مسيحيون، وبالمناسبة فإن هذا الشخص الذي يرعاهم مسيحيّ ليس مسلماً، ومع ذلك لم يفرق بينهم في شيء، يعيشون معاً في دار بناها لهم وفق إمكاناته، ويتعلمون في مدرسة بجانب هذا المسكن، وبالمناسبة أيضاً تكاليف الدار والمدرسة وبعض المساعدات تأتيهم من جمعية خيرية أميركية مسيحية، لم تطلب هي الأخرى أن يكون جميع من في الدار والمدرسة من أبناء المسيحيين فقط، ولا مانع لديها من إدخال الأطفال المسلمين ورعايتهم وتعليمهم! ليس هذا فقط هو اللافت في الأمر، بل تطورات هذه الصداقة بين الإماراتي والأوغندي هي ما تستحق الالتفاتة، وهي درس عملي وواقعي لمعنى التعايش والتسامح والمحبة والألفة وتقبل الآخر وحرية التفكير والعبادة، لقد طلب ذلك الأوغندي (غير المسلم) من صديقه…

انعقاد القمة هو الأهم..

الخميس ٠٧ ديسمبر ٢٠١٧

حكمة ومكانة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت، كانتا وراء انعقاد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في موعدها المحدد، وبشكلها التاريخي المعروف منذ نشأة المجلس، وعلى الرغم من كل الظروف الصعبة وغير المسبوقة التي يمر بها هذا الكيان المهم، ورغم استمرار الأزمة مع قطر، وعدم حضور قادة دول المقاطعة لها، إلا أن انعقاد القمة في حد ذاته نجاح للدبلوماسية الكويتية، وتأكيد لمكانة أمير الكويت، وفيه إشارة واضحة من دول المقاطعة لتأكيد حرصها على هذا الكيان الخليجي الموحد، رغم زيادة هوة الخلاف مع قطر بسبب استمرار سياساتها العدائية المستفزة! صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد محل تقدير واحترام، ويمتلك رؤية طموحة، ولديه حرص كبير على استمرارية وصيانة مجلس التعاون، كما أن له حباً ومودة وتقديراً من الإمارات حكومة وشعباً، وكانت كلماته الافتتاحية والختامية في القمة الخليجية بلسماً شافياً، وتتضمن رغبة حقيقية صادقة لتطوير العمل في منظومة مجلس التعاون، ورؤية مستقبلية في احتواء الخلافات، والتنسيق في الأزمات والتحديات الصعبة التي تواجه المنطقة بشكل عام، ما كان له أكبر الأثر في نجاح أعمال القمة. بالتأكيد القمة نجحت في هذا الجانب، وهو المهم في هذه المرحلة، أما الأزمة مع قطر فإنها لاتزال مستمرة، ومساحة الخلاف لم تتقلص بعد، بل إن ترويج قطر أنها حققت انتصاراً سياسياً بحضور أميرها للقمة، وغياب قادة دول…

القمة ليست لحل الأزمة!

الأربعاء ٠٦ ديسمبر ٢٠١٧

انعقاد الدورة الثامنة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي في الكويت، هو تتويج للدبلوماسية الكويتية، ونجاح لسمو أمير الإنسانية، صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، وحضور المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين للقمة، في ظل وجود الأزمة مع قطر، كان من أجل أمير الكويت، ومن أجل صيانة الكيان الخليجي والحرص على استمراريته. من الطبيعي جداً أن تخفّض دول المقاطعة تمثيلها الدبلوماسي في القمة، فقادة تلك الدول غير راغبين في الجلوس بجانب من يضمر الشر لهم، ومن يحقد عليهم، ويعمل ليل نهار من أجل زعزعة استقرارهم وأمنهم وتقويض دولهم، ولم يبادر إلى اليوم بأي خطوة إيجابية صادقة للتوقف عن هذه الأعمال العدائية، لذا فلا غرابة أن تحضر دول المقاطعة القمة الخليجية تقديراً لأمير الكويت، وأن يغيب قادتها لوجود أمير قطر! وإذا كانت دول المقاطعة حريصة على بقاء البيت الخليجي محصناً وقوياً، وراغبة في الحفاظ على مصالح شعوبها، فهي في الوقت نفسه لن تقبل بوجود عضو في المجلس يبدد كل مكتسبات المنظومة الخليجية، وعندما يُطلب منه الكف عن العبث بمقدرات ومصائر دول وشعوب المنطقة، يحتج ويرفع شعار المظلومية، ويتذرع بأن المطالب غير قابلة للتطبيق وتنتقص من سيادته، غير مدرك للأخطار المتزايدة التي تعصف بالمنطقة وتهدد مستقبلها، علماً بأنه لا أحد سيسمح بأن تضيع المكتسبات وتعيش المنطقة فوق صفيح ساخن، بسبب طيش…

لهذه الأسباب.. الإمارات في قمة «التعاون»

الثلاثاء ٠٥ ديسمبر ٢٠١٧

الإمارات حريصة كل الحرص على دعم استمرار مسيرة مجلس التعاون، إنه التزام ثابت ودائم في سياسة الإمارات واستراتيجيتها، النابعة من الإيمان الكامل والقناعة الراسخة بضرورة إبقاء هذا الكيان العروبي قوياً ومتماسكاً، مهما حدثت ظروف أو ملابسات أو تدخلات تحاول إضعافه. لذا، فإن مشاركة الإمارات في قمة دول مجلس التعاون الخليجي، المزمع عقدها في الكويت، اليوم، ليست غريبة، وهي تنطلق من التزامها بالعمل الخليجي المشترك، وحرصها الصادق على المصير المشترك، الذي يجمع بين دول الخليج وشعوبها. «مجلس التعاون» انطلق من عاصمة الإمارات أبوظبي، وسيظل حصناً منيعاً للدول الخليجية، شاء البعض أم لم يشأ، والإمارات التي وُلد فيها «المجلس»، لن تفرّط فيه، وفي حرصها على استمراره، ولديها قناعة راسخة لن تتزعزع، بضرورة العمل المشترك من أجل تطوير تجربة «المجلس»، انطلاقاً من يقينها بأهمية وجود هذا التكتل الخليجي سياسياً واقتصادياً وأمنياً. والتاريخ يثبت دوماً أن الإمارات دولة راقية ملتزمة بمسؤولياتها الإقليمية والدولية، ومشاركتها في القمة الخليجية تأتي انسجاماً طبيعياً مع هذا الالتزام، وتأكيداً على مواقفها المشرّفة على المستويات كافة، وحفاظاً على مظلة العمل المشترك الذي حقّق بفضله «مجلس التعاون» العديد من الإنجازات. بالإضافة إلى هذه القناعات، فإن هناك سبباً رئيساً يجعل الإمارات حريصة على حضور القمة، هذا السبب متمثل في تقديرها واحترامها لدولة الكويت الشقيقة، وأميرها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح، الذي…

إذا غابت الجاهزية يصعُب التنفيذ!

الأحد ٢٦ نوفمبر ٢٠١٧

لا اختلاف أبداً على أهمية الضريبة كنظام اقتصادي مفيد ومهم للدولة والمجتمع، ولا شك لدينا حول امتلاك الإمارات رؤية اقتصادية واضحة تعتمد على تنويع الاقتصاد الوطني، وتحقيق التوازن بين قطاعاته، بما يضمن استدامته للأجيال المقبلة، وهي تمضي بخطى ثابتة نحو تحقيق أهداف استراتيجية «الإمارات ما بعد النفط»، بما تشمله من نهج التنويع الاقتصادي الذي تشكل الضريبة جزءاً منه، لتوفير مداخيل ثابتة تساعد الحكومة على إعادة ضخ هذه الأموال في شكل مشاريع خدمية وتنموية واجتماعية وصحية، وتطوير للبنية التحتية يستفيد منها المواطن والمقيم، وتضمن ديمومة واستمرار مسيرة التطور والرخاء. هذه الإيجابيات مفروغ منها، وهي ليست محط نقاش، ولكن مدى جاهزية القطاعات الاقتصادية المختلفة لتطبيق ضريبة القيمة المضافة خلال فترة لا تتعدى 35 يوماً، هو ما يحتاج للمناقشة وإعادة التفكير، خصوصاً إذا علمنا أن معظم هذه القطاعات، لاسيما قطاع التجزئة، وهو الذي يشكل عصب هذه الضريبة؛ غير جاهز وغير مستعد، ولا يعرف إلى الآن كيفية تطبيق هذه الضريبة، كما أنه يفتقر حتى الآن إلى نظام آلي واضح ومعروف لتحصيلها وتوريدها! في دبي وحدها هناك أكثر من 350 ألف شركة، كبيرة ومتوسطة وصغيرة، وعندما نتحدث عن دبي، فإننا نتحدث عن سوق رئيس ضخم ومهم، وهو أحد أكبر أسواق المنطقة، وعدد الشركات يثبت ذلك؛ لذا من الغريب جداً أن نكتشف أن عدد الشركات التي…

الشركات العقارية.. التكامل أفضل من التنافس!

الإثنين ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧

لا مانع أبداً من أن تسعى الشركات العقارية، سواء كانت شبه حكومية أو خاصة لتحقيق الأرباح، لا عيب في ذلك فهي شركات ربحية قائمة على هذا الأساس، لذلك فإن جميع المشروعات التي تنفذها هذه الشركات مبنية على العمليات الحسابية والأرقام المجردة، بمعنى سعر التكلفة الذي يحدد سعر البيع للوصول إلى معادلة الربح، وبالتأكيد لا توجد أية حسابات أخرى خارج فلك الأرقام! هذه الشركات تتنافس بشدة لتسويق منتجاتها من الوحدات السكنية، وتتنافس في الفخامة والرفاهية والتصاميم المميزة والخدمات والمرافق لاستقطاب المستثمرين والزبائن، وهذا حق مشروع لها، لا يمكننا إنكاره، كما لا يمكننا إنكار ظهور الكثير والكثير من المجمعات السكنية والأبراج السكنية الراقية جداً، والمميزة جداً، التي أسهمت في رفع مستوى التصاميم المعمارية في الدولة، وجعلت دبي واحدة من أجمل مدن العالم، وهذا إنجاز إيجابي جيد يُحسب لهذه الشركات. ويبدو أن التنافس بين الشركات جعلها تحصر نشاطاتها لاستهداف فئة معينة، هذه الفئة هي المستثمرون ورجال الأعمال وأصحاب الدخول المرتفعة القادرون على الحصول على تسهيلات وتمويلات بنكية لشراء الشقق أو الفلل الفاخرة، ومعظم هؤلاء ليسوا المُستخدم الأخير لهذه الوحدات السكنية، فهم يعيدون تأجيرها أو بيعها، ولذلك فإن نوعية معظم المشروعات العقارية، سواء المُنجزة أو التي أُعلن عنها ولم تنجز بعد، تسير جميعها في فلك متشابه ضمن فئة واحدة، هي فئة السكن الفاخر لاستقطاب…

مشكلة الازدحامات لن تحلها «هيئة الطرق» وحدها

الأربعاء ١٥ نوفمبر ٢٠١٧

الجسور والتقاطعات وكل مشروعات توسعة الطرق، لا يمكن أن تشكّل يوماً علاجاً جذرياً لمشكلة الازدحام والاختناقات المرورية في دبي، هي جميعها حلول مؤقتة، لفترة زمنية مؤقتة، تعود بعدها الحال إلى ما هي عليه، بل تزيد مناطق الازدحام سوءاً، ويزيد بطء حركة السير، وذلك لسبب بسيط، هو أن أساس المشكلة ليس في جودة وسعة استيعاب الطرق، بل في زيادة عدد السيارات بنسب عالية جداً، وفي فترات زمنية متقاربة، ومهما عالجنا النتائج فإننا لن نصل إلى حل من دون معالجة سبب المشكلة. هيئة الطرق والمواصلات في دبي تبذل جهوداً لا يمكن إنكارها، وتصرف مليارات الدراهم على إعادة تأهيل الطرق، وإنشاء الجسور والتقاطعات، لفك كل الاختناقات الموجودة، لكنها منفردةً لن تستطيع حل هذه المعضلة، فهي ليست الطرف الوحيد في المعادلة، كما أن بقية الأطراف لا تسهم بشكل جدّي في الحل، لذا فإن أي إجراءات ميدانية تقوم بها الهيئة على الأرض لن تؤتي ثمارها ما دام بقية المسهمين في زيادة الازدحامات بعيدين عن الإسهام في الحل! لدينا معضلة في كل الطرق المؤدية من الشارقة إلى دبي صباحاً، والعكس مساءً، وهناك سائقون يجلسون في سياراتهم لأكثر من ساعتين في طريق الذهاب، ومثلهما في العودة، وهناك مواطنون ومقيمون في مناطق سكنية لا ذنب لهم، يضطرون إلى عدم الخروج من منازلهم، بسبب محاولات السائقين الهروب من ازدحامات…

«لوفر أبوظبي».. إرث زايد في حب السلام

الأحد ١٢ نوفمبر ٢٠١٧

هو ليس مكاناً لعرض التحف الأثرية النادرة، واللوحات الفنية القيّمة لفنانين عالميين خالدين، هو أكثر من ذلك بكثير، فمتحف اللوفر أبوظبي، الذي افتتح الأربعاء الماضي، هو نقطة إشعاع عالمية، ترسل المحبة والتسامح، وتمد جسور الصداقة ووسائل المودة والوئام، من دولة الإمارات إلى مختلف الدول في القارات كافة، وتبعث برسالة راقية واضحة، مفادها أن الفن قد يحقق ما فشلت فيه السياسة، عبر تكريس الحوار والتمازج الحضاري والثقافي بين شعوب العالم. «لوفر أبوظبي» صرح ثقافي عالمي في العاصمة الإماراتية، وهو أكبر ردّ على أولئك الذين يريدون تدمير الإنسانية، لأنه يمثل جسراً للجمال الفني، الذي يوصل قارات العالم والأجيال البشرية ببعضها بعضاً، هذه هي الحقيقة، وهذه هي الرسالة الحقيقية لمتحف اللوفر، كما قالها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. «لوفر أبوظبي» مفخرة ثقافية ومحطة فنية ستجمع الشرق والغرب، وهو يمثل رؤية وسياسة دولة الإمارات في محاربة الظلام بالنور، ومحاربة الجهل بالفنون، ومحاربة التطرف الفكري بالجمال الفني، ويلبي الدعوة التي تطلقها الإمارات دائماً للتحالف بين الشرق والغرب، لحماية الحضارة الإنسانية من أعدائها، إنه بالفعل رمز للتلاقي الفكري والإنساني، وعنوان للتسامح والتواصل. مخطئ من يعتقد أن الفنون والجمال لا علاقة لهما بشخصية الإنسان، بل هما عنصران مهمان في تطوير وتنمية مداركه ومشاعره وأحاسيسه، هما اللذان يجعلانه راقياً بذوقه وأخلاقه، وهما اللذان يبعدان عنه القسوة غير المحمودة في…

أمنكم سعادتنا ليس مجرد شعار..

الإثنين ٠٦ نوفمبر ٢٠١٧

عندما تقرر منظمة أميركية متخصصة في أمراض القلب، وللمرة الأولى في تاريخها، أن توفد ممثلين عنها لزيارة الإمارات خصيصاً لتكريم شرطي في دبي، فإن ذلك أمر يدعو للفخر أولاً، ومن ثم التساؤل عن الفعل الذي قام به ذلك الشرطي! هو باختصار يعمل في غرفة العمليات بمبنى القيادة العامة لشرطة دبي، ومن خلال مراقبته لحركة السير في أحد الشوارع التجارية المزدحمة، لاحظ شخصاً يمشي ويضع يده على صدره، ثم لاحظ أيضاً أن خطواته تثقل شيئاً فشيئاً، فأبلغ فوراً سيارة الإسعاف، وأخبرها أنه يشتبه بنسبة كبيرة في أن هذا الشخص يعاني مرضاً في القلب، وكان حدسه صحيحاً، حيث توجهت «الإسعاف» سريعاً لتصل في الوقت المناسب، وتنقذ حياة هذا الرجل قبل أن يسقط بسبب جلطة قلبية! ذلك الشرطي استحق التكريم دون شك، وشرطة دبي بأسرها تستحق التكريم أيضاً، فغرفة العمليات والسيطرة وما يقوم به العاملون فيها من جهد، شيء يدعو للفخر والاعتزاز، فأعينهم لا تغفل عن أي شبر أو زاوية في جميع أنحاء مدينة دبي الواسعة والمملوءة بالبشر والمركبات، وهم يتلقون البلاغات التي تفوق معدلاتها 5000 بلاغ في اليوم، يردون على 98% منها في ثلاث ثوانٍ، وهذا ليس كل شيء، بل يتلقونها بلغة المتصل، وهناك دائماً من يجيد التحدث بها، ويحركون الدوريات وسيارات الإسعاف والإنقاذ إذا لزم الأمر بسرعة شديدة، وفي الغالب فهُم…