ثروت الخرباوي
ثروت الخرباوي
كاتب و باحث مصري

مرسى يؤم الرسول فى الصلاة: تكبير

الخميس ٢٧ يونيو ٢٠١٣

فى زمن الإمام الشافعى كان هناك رجل يدعى يونس بن الأعلى، وكان يونس هذا من تلاميذ إمام مصر وفقيهها الليث بن سعد، وعندما حط الشافعى رحاله فى مصر وأخذ يتعرف على رجالها وأحوالها ومرابعها ومغانيها أخذ يمعن الفكر فى فقهه، هل هذه البلاد ـ أى مصر ـ يصلح لها الفقه أو الفهم الذى استقر عليه فى الحجاز؟ ثم أخذ يمعن النظر ويقلب الأفكار ذات اليمين وذات اليسار، وكلما ازداد معرفة بالواقع الجديد الذى رآه واقترب منه ابتعد عن فقهه الأول، وبينا هو على حال من التفكير والتدبر فى شخصية الإنسان المصرى وولعه بالتدين، وتدفق عاطفته الدينية، وانبهاره بالعلماء والأولياء، جاء له صديقنا يونس بن الأعلى ـ الذى ذكرت اسمه بالأعلى ـ وقال له: يا إمام، طيب الله مقامك بيننا، سمعتُ فقيهنا الليث بن سعد ذات يوم وهو يقول: «لو رأيتم الرجل يمشى على الماء فلا تغتروا به، حتى تنظروا مدى اتباعه للكتاب والسنة» كان قول الليث هذا الذى نقله يونس للشافعى بمثابة رسالة للإنسان بأن ينظر للحقيقة لا للطريقة، وأن يقف على الأفعال لا الأقوال، وألا تخدعه المظاهر عن الجواهر، ولأن الشافعى كان فقيها ثاقب الرؤية وهبه الله بصيرة فقد رد على يونس بن الأعلى قائلا: لقد قَصَّرَ الليث ـ أى قال أقل مما يجب أن يُقال ـ سبحان الله…