ترودي روبن
ترودي روبن
محللة سياسية أميركية

الضغط على الأسد… مطلوب لإيقاف المذبحة

الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٣

هذه قصة ثلاث فتيات سوريات حاولن النجاة من قطاع يحتله الثوار في حلب. وخلال بضعة أيام عصيبة وصلن إلى الحدود مع تركيا. وكانت من بينهن «أسماء» البالغة من العمر 26 عاماً، وهي خريجة كلية آداب اللغة الإنجليزية، وعملت خلال السنتين الماضيتين ممرضة متطوعة في مستشفى ميداني، وكانت تتولى معالجة الضحايا المدنيين من جراء الحرب الدائرة هناك والتي أدت لتقسيم مدينتها إلى قطاعين متقاتلين أحدهما يسيطر عليه الثوار والآخر تحت سيطرة النظام. أما صديقتاها الأخريان، فهما الشقيقتان «سلام» (30 عاماً)، و«إسلام» (28 عاماً)، واللتين كانتا قبل الحرب تعملان مدرستين وما لبثتا أن تطوعتا للعمل في مأوى للأيتام يؤوي 650 طفلا ممن فقدوا آباءهم خلال القتال. وقالت لي سلام: «لا يشكل هؤلاء الأطفال إلا جزءاً ضئيلا من أيتام الحرب». وإنه لمن الصعب على المرء أن يصدق أن تتمكن هاتان الشقيقتان الجميلتان اللتان لا تفارق الابتسامة محياهما، والمرتديتان حجابان يغطيان رأسيهما، من البقاء حيتين لمدة تفوق السنتين وهما تحت القصف المتواصل لقوات النظام. وبعد وصول الفتيات الثلاث إلى مدينة «غازي عنتاب» التركية، بدأ نظام الأسد بإلقاء البراميل المتفجرة التي تحتوي على مئات الكيلو جرامات من المتفجرات والمسامير على الأبنية السكنية المجاورة لمكان سكنهن، ما أسفر عن قتل مئات المدنيين وجرح مئات آخرين. وكانت الصديقات الثلاث تخططن للعودة لتقديم يد العون للجرحى والمصابين الجدد.…