Mbz-sat

آراء

تنتسب الأقمار للأقمار، فتضاء الحياة بالأعمار، وتصبح العلاقة ما بين الضوء والاسم الذي يضمه، كما هي العلاقة ما بين الشمس وأهدابها المشعة على أرض البسيطة.

قمر اصطناعي يحمل اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لهو التزامن ما بين الزهرة وأشواق الطبيعة للعطر، وهو التتابع ما بين الموجة وسرعة المراكب نحو السفر الطويل، وهو التعاقب ما بين الحلم، وواقع الازدهار.

إطلاق اسم (mbz-sat) لهو انطلاقة الأجنحة باتجاه الأفق، وهو وثبة الفكرة المجللة بالبريق نحو نهار أبيض، مضاء بعقول نيرة، اتخذت من لحظة التنوير بداية لصناعة حضارة تتألق بالشفافية، وأحلام الورد، وطموحات النجوم، ومسعى الأقمار في تحقيق أقصى لحظات الاستنارة. ونحن في الإمارات اليوم، نستتب عند لحظة التألق، ونقف عند ناصية طفرة حضارية فريدة، لا تضاهى، ولا تبارى، لأن الشمس بزغت من هنا ولأن نهر العطاء، مد جداوله بسخاء، ولأن الشجرة أعطت كل ما لديها من ثمر، ولم تزل تشغف بالعطاء، وتهتف باسم الوطن، ومن يضفرون جدائل المجد، وينسجون حرير المعرفة لأجل جيل إماراتي استثنائي، يدون فرادته بلغة الصحراء، ورفيف الغاف، ونبل النخلة المباركة.

الإمارات في زمنها، انفتحت على العالم، كما انفتحت على الفضاء، وما بين الفضاءين نحن نقبع شجرة وارفة الظلال، ونهراً يسيل بعذوبة التلاقي والتساقي، نحن اليوم في اللحن الجديد، وتر يرفع راية النغمة كي تصبح شراعاً، ويرتب مشاعر البوح ليصبح أغنية تجمع كلمات العالم في بوتقة حلم واحد، وطموح واحد، ومسعى واحد يطرد من منامه صورة الابتذال العقائدي، والغش الفكري، والاحتقان الشعوري، إنه زمن الإمارات بحق، وحقيقة، فهي التي تقود المشهد، بعنفوان شباب الفكرة السخية، وقوة المعنى، والمسعى، إنها الإمارات التي اخترقت حاجز الصوت البالي عندما أعلنت قدرتها على قيادة المرحلة، بعربة الأحلام الواسعة، والقيم الشاسعة، والإرادة الشابة، اليانعة، اليافعة الثرية بالمعاني الرفيعة، والغنية بسمات الأوفياء، والذين وضعوا على رأس السارية صورة الانتماء إلى عالم لا تشوبه شائبة عزلة، ولا تسومه سياط عتمة، أنه عالم الإمارات الذي أرادته أن يكون مثل السماء الصافية، بحكمة قادة لهم في الطويلات باع، ويراع، ولهم في النوائب أعناق لا ترخيها العاقبات.

ولأن الإمارات هي هكذا في الصولات جياد وثابة، سيبقى اسم من رفعها خالداً، كما الأقمار في الزمان كيان الأبدية.

المصدر: الاتحاد